حروف باسمة

إطلالة على مفكرة أصحاب الحاجات الخاصة

1 يناير 1970 07:59 ص

أفق واسع ممتلئ بالجد والعطاء والتحدي والإصرار، من أجل بلوغ الغاية، هو صرح ذوي الاحتياجات الخاصة، وإن الأمم المتقدمة، هي التي تهتم بضعفائها وتقدم لهم أساليب متنوعة في مجال التهيئة والتربية والتأهيل والإعداد والتثقيف.
وقد اهتمت المؤسسة التربوية في هذه الديرة الطيبة بتربية ذوي الاحتياجات الخاصة، بافتتاح معهد النور في الخمسينات من القرن الماضي، ثم تتابعت العناية بهذه الفئة العزيزة من أبناء هذا المجتمع الكريم، فافتتح مجمع معاهد التربية الخاصة في السبعينات، ليقدم خدمات تربوية واجتماعية ونفسية لمدارس متعددة من التأهيل والتربية والأمل والنور والوفاء والرجاء والسلوك التوحدي.
ويصادف الثاني من أبريل من كل عام اليوم العالمي للتوحد، ويهدف إلى التعريف به، وقد تمت تسميته من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنهاية عام 2007.
وأعلنت منظمة التوحد - التي تعد أكبر منظمة متخصصة في علوم التوحد والدفاع عنه - عن إطلاق حملة الإنارة الزرقاء في عام 2010، وتهدف هذه المبادرة إلى زيادة الوعي الدولي بمرضى التوحد، باعتباره أزمة صحية عامة متنامية لدعم اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد... جميل أن تركز الأضواء على توضيح ماهية التوحد وسبل العناية المختلفة لإعداد المصابين بهذا المرض، وفتح آفاق ممتلئة بالامل أمامهم ولا يكون ذلك إلا بشحذ الهمم وإعمال العقل وإيجاد الدراسات التي تهتم بسبل التنشئة والتأهيل، وإعداد المعلم الذي يعمل على إيجاد أساليب تتفق وقدراتهم واستعداداتهم وفروقهم الفردية، مستغلاً الوسائل التي تعينه في عملية التعليم والتعلم.
ولا بد للمجتمع أن يفتح افاقاً متعددة لتسليط الضوء على أنشطتهم عن طريق المعارض الفنية، وإبراز القدرات التي يتمتع بها هؤلاء الأعزاء، وأمام المتخصصين والمهتمين والمشتغلين في هذا الرحاب مسؤولية كبرى، وهي دمجهم في المجتمع، وفي مؤسساته المختلفة لأن هذا هو العامل المهم الذي يساهم في التخفيف مما يعانونه، ويجعلهم يتفاعلون مع المجتمع ويتأثرون به ويؤثرون فيه، ويشاركون بقدر ما تسمح لهم قدراتهم واستعداداتهم وميولهم وخصائصهم.
تحية لأصحاب الحاجات الخاصة في هذا اليوم العالمي للتوحد.
والتحية لجميع المخلصين، الذين يبذلون كل ما يملكونه من فكر وعطاء من أجل مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والعلمية.
ولا بد أن تتطور أساليب التربية والتأهيل والتعليم للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولا يكون ذلك إلا بالتعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات التربوية في وزارة التربية وجامعة الكويت ولجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد في البرلمان، حتى يحصلوا على جرعات تربوية تمكنهم من مسايرة الحياة والتفاعل معها والتأثر في المجتمع والتأثير به.
تحية لأبنائي طلاب وطالبات مدارس التربية الخاصة في مختلف مدارسهم، وتحية خاصة لأبناء مدرسة التربية الفكرية للبنين، هذه المدرسة التي قضيت فيها مع زملاء أعزاء أوقاتاً مفعمة بالعمل الدؤوب على مدى ثلاثين عاماً.
تحية لجميع المهتمين في هذا النوع من التربية والتعليم، ويبارك الله الكريم في جهود المخلصين، كي يفتحوا آفاقاً من الأمل لأعزائنا ذوي الاحتياجات الخاصة.
يا بلادي وأنتِ قرة عيني
طبتِ نفساً على الزمان وعينا
ستفوزين رغم أنف الليالي
عجل الدهر بالمنى او تأنى