لم تكن المفاجأة في ما أعلنته مديرة إدارة الطاقة والترشيد في وزارة الكهرباء والماء ورئيسة حملة الترشيد إقبال الطيار، حول استبدال «هوز الماي» بالسطل في غسيل السيارات وسقاية المزروعات وغيرها من الاستخدامات المنزلية، لكن المفاجأة، وفق ما كشف عنه مصدر مسؤول لـ«الراي» أن موضوع السطل ليس اجتهاداً شخصياً من الوزارة وإنما كان بتوجيه من المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية، ضمن جهوده لتغيير بعض السلوكيات الخاطئة.
المصادر أكدت أن ما أفصحت عنه الطيار، في اللقاء التلفزيوني حول استخدام السطل، وما أثاره من ردود فعل كثيرة، لم يكن من ابتكار الوزارة، ولكنه كان ضمن مقترح وتوصية خرجت بها ورشة عمل نظمها المجلس الأعلى للتخطيط، في وزارة الكهرباء، حاضر فيها خبير أجنبي. وهو الأمر الذي انطلقت منه الوزارة، حيث تبنت مقترح السطل، خلال حملة الترشيد بتنفيذ المقترح على 14 بيتا في منطقة الشهداء، حيث تم استبدال هوز المياه بالسطل الذي تركه أهل الكويت منذ السبعينات من القرن الماضي.
اللقاء الذي عرضت فيه الطيار استخدام السطل أعاد الى الاذهان أغنية «ها نحن عدنا» ولكن الى السطل، وتركت الابتكارات الحديثة في ترشيد المياه، من مثل وضع قطعة نحاس حجمها صغير على رأس المغسلة أو «الدوش» تعطي تنبيها، عند زيادة ضخ المياه بإصدار صوت صفير يرتفع كلما ازداد حجم تدفق المياه، ولكن يبدو أن هذه المخترعات الترشيدية لم تصل الى مسامع المسؤولين في الدولة والذين يتغنون بأننا في طريقنا نحو النهوض الاقتصادي انطلاقاً من «سطل ماي»
«مهفة» عبدالحسين و«سطل» الفرج وليلة من التندر على حملة الترشيد
| كتب فرحان الشمري |
بين «مهفة» الممثل الراحل عبدالحسين عبدالرضا التي استخدمها في المشهد الذي جمعه بخبير الآثار المصري في المسلسل الشهير «درب الزلق» و«سطل» الممثل سعد الفرج وهو يرش الماء أمام محل «بن عاقول» بعدما تعرّض وشقيقه لخسارة مالية فادحة في المسلسل نفسه، عاش الكويتيون نوبات من التندر المصحوب بالتهكم، وهم يشاهدون مديرة إدارة الطاقة والترشيد في وزارة الكهرباء والماء ورئيسة حملة الترشيد إقبال الطيار معلنة عن بدء مرحلة «السطل» لتغيير سلوك المواطنين والمقيمين والعودة إلى التقليدية في رش الماء عندما كان الكويتيون يستخدمون السطل في غسيل سياراتهم وواجهات منازلهم.
التندر والتهكم سارا جنباً إلى جنب على مدى ليلة كاملة لدرجة أن البعض طالب برفع شعار السطل والمهفة وتعميمه واتخاذه شعاراً للمرحلة، لأن ترشيد الكهرباء سينجح عندما تنخفض الأحمال الكهربائية وينخفض معها الميغاواط، وأن الوزارة ستضع حداً هذا الصيف للأحمال باستخدام المهفة لمواجهة الحر بدلاً من التكييف الذي يرفع الأحمال.
وفي المقابل ستقوم الوزارة بتوزيع سطل على كل بيت لمواجهة الهدر في المياه وسيعلن عن نقاط خصصت للتوزيع وبذلك ستنجح الطريقة المبتكرة في ترشيد الكهرباء والماء ولن نرى ارتفاعاً في الأحمال الكهربائية أو نقصاً في منسوب المياه، لأن السطل سيسجل من ضمن السياسات والاستراتيجيات للمحافظة على الماء كمورد مستدام وكحماية للبيئة المائية، إذا فلتبدأ مرحلة السطل والمهفة لإنجاح حملة الترشيد التي تقوم بها وزارة الكهرباء والماء.
ترشيد استهلاك المياه يشمل السياسات والاستراتيجيات والأنشطة لإدارة الماء العذب كمورد مستدام، وحماية البيئة المائية، وتلبية الطلب البشري في الحاضر والمستقبل.