نسمات

«شفينا تدهورنا»؟!

1 يناير 1970 11:39 م

أحد الإخوة الأعزاء كان يدرس في الولايات المتحدة الأميركية، أخبرني أن مدرس مادة القانون تكلّم مطولاً عن الجريمة في أميركا، وانتشارها وخروجها عن طورها، وفي نهاية الفصل قال لهم المدرس: هل تعلمون ما هو الحل لمشكلة الجريمة في أميركا؟! إنه تطبيق القوانين الإسلامية، ثم بدأ يشرح لهم فوائد إقامة الحدود الإسلامية وبأنها أكبر رادع للجريمة!
«شفينا يا ناس»... تدهورت أمورنا على جميع المستويات، فلا تكاد تقرأ أو تسمع إلا عن سرقات واختلاسات وجرائم وغش، وكأنما نعيش في غابة مملوءة بالحيوانات المفترسة، حتى أصبح أحدنا يخشى أن يغادر بيته، حتى لا يُفاجأ بجاره يسطو عليه!
لم أسمع بما يسمى بالتشوينات إلا في الفترة الأخيرة، ولم أسمع عن سرقة الرمال، إلا من كثرة ترديد الصحف لتلك المواضيع!
وما إن نزلت بعض الأمطار المباركة من السماء بعد انقطاع سنوات، حتى فوجئنا بغرق شوارعنا وحالات الطوارئ التي أجبرت الحكومة على تعطيل أعمالها لأيام عدة، والمدارس على وقف الدراسة، وفوجئنا بالحصى المتطاير من تكسير الشوارع، يهاجم سياراتنا ويكسر الزجاج ويخرب مكائنها!
سمعنا عن ضيافة لوزارات، ولكن للمرة الأولى نسمع عن ضيافة الداخلية بملايين الدنانير، وسمعنا عن تهريب الكونتينرات من الموانئ من دون رقيب ولا حسيب وسمعنا عن سرقة الديزل وتهريبه الى الخارج وسمعنا عن تزوير للشهادات العلمية من جامعات مزوّرة، وسمعنا عن ترتيب الكويت السابعة عربياً في مؤشرات الفساد و75 دولياً (تراجعت الكويت 20 مركزاً بالقياس مع عام 2015!).
يحدث كل ذلك رغم وجود ديوان للمحاسبة وهيئة لمكافحة الفساد وهيئة للمراقبين الماليين، ولجان تحقيق برلمانية وغير برلمانية!
هل نستطيع القول إن السبب هو انعدام إرادة مكافحة الفساد، حيث يتربع عليه القوم على رأس مؤسسات الدولة ويستبيحون كل شيء فيها دون حسيب؟! أم نقول إن السبب هو عدم الجدية في تطبيق القوانين والأخذ على أيدي المسيئين؟!

السؤال الأهم
أما التساؤل الأهم... فهو عن سبب عدم تطبيق القوانين الإسلامية في البلد، لا سيما قوانين الجزاء، التي ثبت على مر التاريخ أنها أكبر رادع للجريمة في المجتمعات المسلمة، وهل تخافون على سرّاق المال العام بأن تُقطّع أيديهم، ويُطاف بهم في الشوارع ليعرف الناس حقيقتهم؟!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «حدّ يُعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يُمطروا أربعين صباحاً»، أي أن إقامة الحد خير من أن تمطر الأرض أربعين يوماً!