رصدت مقتنيات الدكتور حسن أشكناني - أستاذ الآثار والأنثروبولجيا في جامعة الكويت - حضارة بلاد الرافدين، بكل ما تتميز به من بعدين زماني ومكاني، وما تحظى به من رقي وصل إلى مراحل تاريخية كبيرة من التطور، وذلك خلال معرضه الذي افتتحه - صباح أمس في الأفنيوز - السفير العراقي لدى الكويت علاء الهاشمي وحرمه السيدة ناهدة الربيعي.
والمعرض الذي عنوانه «وادي الرافدين إرث حضاري»، احتوى على لوحات بعضها فوتوغرافي يرصد الأماكن الحضارية والأثرية في مختلف محافظات العراق، والبعض الآخر فني من خلال رسم وتصوير ما تتميز به هذه الحضارة من تنوع في مصادر الجمال، بالإضافة إلى مقتنيات معرفية، تضم كتباً قديمة ومخطوطات، تلك التي تشهد على التنوع الثقافي والمعرفي في العراق، وما لعبه من أدوار مهمة خلال العصور الماضية، بمختلف أشكالها وظروفها.
وفي تصريحه الصحافي أوضح السفير العراقي أن هناك اتفاقيات ثقافية قديمة متبادلة بين الكويت والعراق، سيتم تفعيلها، وستبدأ بأسبوع ثقافي عراقي في الكويت، يجسد ما يتمتع به العراق من ثقافة وفنون وتاريخ، بالإضافة إلى إقامة فعاليات ثقافية كويتية في العراق، لإبراز الجوانب المعرفية والريادية والثقافية للكويت، من أجل أن يتعرف عليها الجمهور العراقي هناك.
وتحدث أشكناني عن معرضه الذي تعاون في إقامته مع السفارة العراقية لدى الكويت، وموجوداته التي هي جزء من مقتنيات أصلية، تضم مجموعة الرحالة، والتي ترصد زيارة البعثات الأثرية إلى العراق من عام 1961 حتى عام 1933، وهي تقارير أصلية تكشف الإرث الحضاري الذي تمتلكه بلاد الرافدين، إلى جانب رسومات أثرية، وكتب نادرة.
وأشار أشكناني - في شرحه لمقتنياته - إلى هلمز الرسام الذي ترقى وأصبح عالم آثار، والاكتشافات الأثرية في جنوب العراق التي بهرت العالم، ومجموعة طه باقر الذي درس في جامعة شيكاغو عام 1938، وهو أول من ترجم ملحمة جلجامش إلى العربية.
وبيّن أشكناني أن المعرض يضم - كذلك - 20 صورة فوتوغرافية التقطها خلال زيارته للأماكن الأثرية في جنوب العراق، وهي تجسد العمق الحضاري فيها، وقال أشكناني: «أردت من خلال معرضي توجيه رسالة إلى الشباب لإبراز الجانب الحضاري والتاريخي للمنطقة، فنحن نريد إرساء السلام، وعرض الجوانب الإيجابية».