عرضه «استوديو الأربعاء» بالتعاون مع «سوب بوكس»

«الكل يعرف» رائعة أصغر فرهادي ... التعايش مخرج الأزمات

1 يناير 1970 03:34 م

عرض «استوديو الأربعاء» بالتعاون مع «سوب بوكس» بالبروميناد، أول من أمس، ضمن ندوته الأسبوعية فيلم «الكل يعرف» وهو إنتاج فرنسي إسباني إيطالي مشترك، للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي يعدّ من أهم رموز السينما العالمية. وكما قال أحد المخرجين إذا كان عباس كياروستمي هو مَنْ قدم السينما الإيرانية للعالمية، فإن أصغر فرهادي هو مَنْ حقق هذه العالمية بحصول إيران على أول أوسكار عن فيلمه «انفصال نادر وسمين» في العام 2012، وقد حقق فرهادي الأوسكار الثاني له في العام 2017 عن فيلم «البائع». ويُحسب له الخروج بهذا الفيلم من البيئة الإيرانية إلى الأوروبية ليقدم فيلماً كهذا، عُرض في افتتاح مهرجان كان السينمائي ورشح للسعفة الذهبية.
والفيلم قصة وسيناريو أصغر فرهادي، وقد استعان بالمصور الإسباني خوسيه لويس الكايل، الذي قدم أغلب أفلام المخرجين بيدرو المودوفار وكارلوس ساورا، لذلك نجد التصوير متأثرا بهما، وبالسينما الإسبانية. فضلاً عن أن التمثيل قدم أداءً جمالياً رائعاً بوجود نجمين بحجمي بينلوبي كروز وخافيير بارديم، حيث يؤكد الجميع على وجود كيمياء مشتركة بينهما في الأداء، بغض النظر عن زواجهما.
تدور الأحداث في قرية إسبانية الكل يعرف الكل فيها... ألوان دافئة وعناقيد العنب تتدلى في مزرعة باكو (خافيير باردم ). لماذا اختار المخرج الإيراني أصغر فرهادي هذا العنوان لفيلمه الأحدث«الكل يعرف» أو Everybody Knows؟. سيطرح المتابع على نفسه هذا السؤال كثيراً بعد انتهاء الفيلم، وسيجد أن الكل بالفعل يعرف هذا المجتمع البسيط الذي لم يتلوث بطبائع المدينة ومعادنها والمصالح الشخصية المهيمنة. الكل يعرف أن مساندة الآخر واجب، ولو اضطرنا الأمر لبيع مانملك... كل ما نملك لإنقاذ حياة فتاة صغيرة جرى اختطافها.
فور انتهاء الفيلم، قال مؤسس «استوديو الأربعاء» علاء البربري إن الفيلم عُرض في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي لعام 2018 وحاز إعجاب الجماهير، عبر كادرات حية حميمية وألوان دافئة وموسيقى فرح وابتهاج لا تتبدل إلا بعد اختبار إنساني عميق، يضعنا المخرج وهو كاتب القصة والسيناريو فيه، الانتماء فقط بالنسب أم بالانسانية؟ يأتي السؤال التالي من خلال حوار محسوب بدقة بين الأبوين المشتركين للابنة المخطوفة، أحدهما منحها جيناته وسينقذها من الموت، والآخر أنقذها وهي جنين من الإجهاض وسينقذها من الضياع. يتحدث الاثنان عن الايمان بالله والثقة في تدخله الرحيم، ويحترم الطرفان كل منهما على الرغم من إيمان أحدهما وإلحاد الآخر، حتى الزوجة لورا (بينيلوبي كروز) تتعايش بسلام وتتحاور بعقل - في عز الأزمة - مع زوجها أليخاندرو (ريكاردو دارين) الذي يختلف معها في العقيدة. الفيلم يعلمنا كيف نتقبل الآخر وكيف نحل أزماتنا بالتفاهم والتضحية المتبادلة حيث الكل هنا يعرف أن هذا هو أسلوب الحياة الصحيح.