د. وائل الحساوي / نسمات / قندرة تدخل التاريخ

1 يناير 1970 01:30 ص
دخل الصحافي العراقي «منتظر الزيدي» التاريخ العربي من أوسع أبوابه واعتبره الكثيرون رمزاً للبطولة والمقاومة، كيف لا وهو الذي تجرأ على أكبر زعيم في العالم ليقذفه «بالقندرة» وليشفي غليل ملايين البشر ممن يحقدون على الطغيان الغربي الممثل ببوش، وقال المحامي خليل الدليمي إن 270 محامياً عراقياً وعربياً وأجنبياً قد تطوعوا للدفاع عن الزيدي، كما عرض مواطن سعودي شراء حذائه مقابل عشرة ملايين دولار، حتى الإعلام الغربي لم يترك الفرصة تمر دون الاشادة بالزيدي، فقد كتبت صحيفة (الأريبوبليكا) الايطالية بأن تلك الحادثة قد تحولت الى رمز للمقاومة الشعبية ضد أميركا وللسياسة الخارجية لرئيسها جورج، كما استغل أصحاب المنتديات الالكترونية تلك الحادثة لينشروا القصائد والنكات استهزاء ببوش وتمجيداً لحذاء الزيدي، وظهرت على الإنترنت لعبة إلكترونية جديدة تحاكي ما حدث باسم (اضرب بقوة) تعطي من يلعبها الفرصة لتقمص دور الزيدي وقذف الحذاء على بوش، كما انتشرت في الولايات المتحدة لعبة بعنوان «Bush ´s Boot Camp» تستخدم أنواع الأحذية لضرب بوش والبيت الأبيض، ولعبة أخرى (تكسير عظام بوش).
أما منظمة (هانديكاب انترناشيونال) الفرنسية فقد أشارت الى انها ستحث متبرعيها البالغ عددهم 550 ألفاً على ارسال عريضة للرئيس بوش بالاضافة الى حذاء يعد رمزاً لمعركة مكافحة الألغام المضادة للأفراد.
ومن الطرائف التي قرأتها على الإنترنت عن تلك الحادثة:
- بوش يرفض تشبيهه بشجرة الدر (التي قتلها خدامها بالنعل).
- البيت الأبيض يمنع الصحافيين من اصطحاب النقال والأحذية في المؤتمرات الصحافية.
- الرئيس الأميركي يسأل كوندوليزا رايس: «كنت فين وأنا بانضرب ياكوندي»؟!
- فحص الصندوق الأسود لحذاء الزيدي.
- بعد محاولة المالكي صد الضربة عن بوش، المالكي مرشح لحراسة مرمى منتخب العراق.
- كوبا تعلن 14 ديسمبر عيداً للحذاء العالمي.
لكن بالرغم من النشوة العربية لما فعله الزيدي، ألا يحق لنا أن نعلن بأننا قد أصبحنا رمزاً للفشل والجبن إذ أن أقصى ما نستطيع فعله لمقاومة الظلم الواقع علينا هو ان نمجّد من يعبّر عن مقاومة الظلم بتلك الطريقة الفجة الخالية من الاحترام الذي تفرضه أخلاقنا علينا، وأن نكرر المثال العربي القائل «أوسعونا ضرباً وأوسعناهم شتماً؟!».
انتهى النقد وجاء الجد
تكلم كل نائب برأيه في تشكيل الحكومة وعارض من عارض وأثنى من أثنى، والآن بعد أن حسم سمو الأمير الأمر وكلّف الشيخ ناصر المحمد بتشكيل الوزارة، فالواجب هو السكوت عن هذا الأمر الذي هو حق مطلق للأمير والتوجه ناحية تسديد عمل الشيخ ناصر وإعانته على تلك المهمة الصعبة، وعدم التشويش والتهديد بمقاطعة الجلسات أو غيرها، فالمرحلة المقبلة بحاجة الى التفاؤل الكبير والى التعاضد لإنجاح عمل الحكومة.



د. وائل الحساوي
[email protected]