أحتوي إلهام الفضالة في «حضن الشوك»... كلما ضاقت بها الحياة
نجحت في الموازنة بين أعمالي... وسأطلُّ على الشاشة بوجوه مُغايرة
في الكويت لا توجد أعمال بدوية... هناك دراما تراثية و«أهل مكة أدرى بشعابها»
انتهت الفنانة الأردنية المقيمة في الكويت هدى حمدان من تصوير 3 مسلسلات تلفزيونية دفعة واحدة، ومقرر أن يتم عرضها تباعاً على الشاشة الصغيرة، خلال الفترة المقبلة، كاشفةً عن تلوّن أدائها في تلك الأعمال، بين التراجيديا والكوميديا والتربوي. كما نوهت إلى أنها ستجسد دور «الفاشينيستا» وتقدمها في إطار كوميدي، ومن دون الإساءة إليها، وفقاً لتعبيرها.
حمدان، التي كانت قد برعت في الدراما البدوية من قبل، لم تُخف في حوارها مع «الراي» عجزها عن أداء الشخصيات التراثية في الوقت الحالي - على أقل تقدير - عازيةً الأمر إلى عدم اتقانها اللهجة الكويتية لغاية الآن، «لاسيما وأن التراث غزير بالمفردات القديمة والصعبة».
• في البداية، نود التعرف على ما في جعبتك من أعمال جديدة؟
- فرغتُ أخيراً من تصوير 3 مسلسلات تلفزيونية، هي «سواها البخت» و«بين الأمس واليوم» و«حضن الشوك»، إلى جانب أوبريت «الرعود» في دولة الإمارات.
• حسناً، وماذا تجسدين في تلك الأعمال؟
- بالنسبة إلى «سواها البخت»، فهو من تأليف الكاتب محمد الكندري، إخراج حسين أبل، وقد تشارك في بطولته كوكبة كبيرة من النجوم في الدراما الكوميدية، كما يتناول جملة من الموضوعات الاجتماعية ويطرحها بأسلوب كوميدي شيق، إذ يرصد بعض «المنحوسين» ممن يقومون بالمشاريع التجارية الفاشلة، بالإضافة إلى الطماعين والساعين وراء المال، وكيف أن الفلوس ممكن أن تغير النفوس. وهنا تظهر معادن البشر على حقيقتها، خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات بين الأسرة الواحدة. أؤدي في المسلسل دور «فاشينيستا» تتحدر من عائلة شعبية، وتطلُ بوجهين مختلفين، أحدهما مزيف والآخر حقيقي، حيث تبدو «كيوت» ودلوعة أمام متابعيها، غير أنها تكون عكس ذلك تماماً داخل البيت، بعد سقوط القناع وظهور وجهها... على طبيعته. وتحمل شخصيتي في العمل رسالة إلى الجمهور، مفادها أنه ليس كل ما ترونه في العالم الافتراضي يعكس الصورة الحقيقية لبعض المشاهير، فهناك من يتصنع، ويتسلل خلف ستور الأناقة والشياكة والذوق الرفيع.
• ماذا لو أثار دورك في العمل ثائرة البعض من «الفاشينيستات» ضدك؟
- لا أعتقد أنني سأواجه موجة غضب منهن، لأني سأقدم الدور بأسلوب كوميدي ومضحك، ولا يسيء إلى إحداهن على الإطلاق.
• يقال إن الدراما الكوميدية أصعب بمراحل كثيرة من التراجيديا، فما صحة هذا الكلام؟
- بكل تأكيد. الكوميديا صعبة جداً، لأنه ليس من السهل أن تضحك الناس وأن تدخل البهجة في قلوبهم. ولا أخفيك، فقد شعرتُ بصعوبة بالغة خلال تجسيد دوري في مسلسل «سوَّاها البخت»، لأني وقفت أمام فنانين عمالقة في الكوميديا، بينهم هيا الشعيبي وأحمد العونان وشيلاء سبت وفهد البناي وشهاب حاجية، فلك أن تتخيل صعوبة الموقف لمجاراة هؤلاء الفنانين، لا سيما أنني أخوض تجربتي الأولى في هذا المجال.
• لكنك شاركتِ العام الماضي في المسلسل الكوميدي «واحد مهم» مع طارق العلي؟
- هذا صحيح، غير أنه في هذا العمل سلكت خطاً اجتماعياً، ولم أقدم فيه الكوميديا.
• هل تلقيتِ عرضاً جديداً من العلي لمشاركته البطولة في أحد أعماله المقبلة؟
- لم أتلق عرضاً صريحاً، لكنه دار نقاش بيني وبين المخرج نعمان حسين حول إمكانية مشاركتي في مسلسل جديد للفنان طارق العلي، والحمد لله أنه تربطني علاقة طيبة جداً مع الجميع، وهذا المهم بالنسبة إليّ.
• هل بالإمكان أن نراك في عمل مسرحي مقبل؟
- لِمَ لا، كل شيء جائز. مع العلم أنه تحدث معي الفنان خالد المظفر قبل فترة عن إمكانية مشاركتي في مسرحيته الأخيرة «مطلوب»، لكنني اعتذرت عن عدم المشاركة فيها، لتعارض العرض مع تصويري لمسلسل «حضن الشوك».
• هل تخشين من الوقوف على خشبة المسرح؟
- بصراحة «نعم»، خصوصاً أنني لا أمتلك الخبرة، كوني لم أخض التجارب المسرحية في السابق. لكن وفي المقابل، وبعد ما تحقق من نجاح في أوبريت «الرعود» الذي انطلق أخيراً في دولة الإمارات، شعرتُ بأنني قادرة على النجاح في الأعمال المسرحية، لأن الأوبريت يعد جزءاً من المسرح، وطالما أنني كسرت حاجز الرهبة، فلا أجد بداً من الوقوف على الخشبة مجدداً.
• بالعودة إلى الدراما التلفزيونية، ما دورك في المسلسل الجديد «حضن الشوك»؟
- العمل من تأليف عبدالله السعد وإخراج حمد البدري، ويتقاسم بطولته، كل من إلهام الفضالة وإبراهيم الحربي وعبير أحمد وخالد البريكي وليلى عبدالله، وباقة أخرى كبيرة من المشاركين. تدور الأحداث في حقبتين مختلفتين بدءاً من العام 1989 ووصولاً إلى العام 2019، وهناك تركيبة جديدة في المسلسل لم تعهدها الدراما الكويتية، برؤية ثاقبة من المخرج حمد البدري. أيضاً، أقدم في «حضن الشوك» شخصية جديدة كلياً، وملازمة لإلهام الفضالة، التي تلجأ إليّ كلما ضاقت بها الحياة، وأحتويها وأكون بمثابة الأخت لها وكاتمة أسرارها.
• كيف تصفين تجربتك في المسلسل التربوي «بين الأمس واليوم»؟
- أعتبرها تجربة موفقة بكل المقاييس، وقد سعدتُ بالعمل مع الفنانة غدير السبتي من خلال أحداث هذا المسلسل، الذي يناقش مجموعة من القضايا الاجتماعية المهمة، ويطرح رسائل تربوية للصغار.
• في رأيك، ما العمل الأبرز بالنسبة إليك من بين الأعمال السالف ذكرها؟
- لا يمكن الرهان على واحد بعينه، لأن لكل مسلسل مضموناً ومساراً خاصاً به، ومختلفاً تماماً عن الآخر. ففي مسلسل «سواها البخت»، أؤدي دوراً كوميدياً، بينما أقدم دوراً تراجيدياً جاداً في «حضن الشوك»، ودوراً تربوياً في مسلسل «بين الأمس واليوم». يمكنني القول إنني نجحت في الموازنة بين تلك الأدوار، كي أطلُّ بوجوه مُغايرة في الموسم الدرامي المقبل.
• لا يختلف اثنان على براعتك في الدراما البدوية، ولكن لماذا لم نرَ لك أعمالا مشابهة منذ وصولك الكويت؟
- لأنه في الكويت لا توجد أعمال بدوية، بل توجد دراما تراثية، وأنا أعترف بأن هذه النوعية من الأعمال ليست ملعبي، لكوني لستُ متمكنة لغاية الآن من اتقان اللهجة الكويتية. لذا، فإن «أهل مكة أدرى بشعابها».
• إذاً، بماذا تفسرين تقديمك لأدوار بدوية في الأردن، لا سيما وأنك امرأة عصرية وليس لديك انتماء لأهل البادية؟
- هذا يعود إلى أن البيئة المدنية في الأردن القريبة إلى حد ما إلى البادية، كما أن العادات والتقاليد واحدة في أنحاء المملكة الهاشمية. أيضاً، معرفتي لبعض المفردات الخليجية أسهم في اتقاني للكنة البدوية، في حين أن المفردات القديمة التي تستخدم في الدراما التراثية تشكل صعوبة بالغة لمن لا يتقن اللهجة الكويتية.