حروف باسمة

لحلوة اللبن مع التقدير

1 يناير 1970 08:00 ص

شمعة زاهرة لشعاعها وميض يشير إلى الخير، وينبئ عن الأمل، ويفضي إلى الرشاد، كلما اقترب منها المتأمل لها يزداد إشراقاً لما تفيض به من محبة ورأفة وحنان
تلك هي الأم
ما أجملها من مفردة
وما أحسنها من كلمة
أماه... في كل عام - في الحادي والعشرين من مارس - يُحتفل بيومك الخالد، وإن الأيام كلها لك، فلا يمر على أبنائك يوم، إلا وهم يستذكرون نصائحك الطيبة وإشاراتك الرشيدة، ولا يستقبلون نهاراً إلا وفيه نفحات من عبق دلالاتك المفعمة بكل معاني التربية والرشاد.
فماذا عسانا أن نذكر في هذا اليوم من جهود أمهات الزمن الجميل، وعسى أمهات هذا الزمن يقتبسن جذوات مما عملته أمهاتهن وجداتهن الأوائل.
أماه كم من «بقشة» حملتِها على رأسك كي تغسليها في مياه البحر.
سلمت تلك الرؤوس التي حملت «زبلان» السوق، كي تشتري حاجات البيت، لتعود إلى بيتها كي تعد سفرة الطعام والدخان المنبثق من «قصاميل» النخل، التي تطهى به لا يؤذيها... سلمت تلك الأعين التي تتحدى الدخان.
اماه كم من كلمات طيبات تغنيتي بها لأبنائك، عندما يصحون من النوم.
صباحك الصباحي والورد والتفاحي
صباح يطرد الهم
صباح يوفي الدين
صباح يقول يا يمه ختمت اليوم جزوين
هكذا أمي، وكذلك جميع أمهات هذه الديرة العزيزة.
كلهن اصرار وعمل وتربية وبناء، أماه في هذا اليوم هل يكفي أن أقدم لك هدية، وكل هدايا الدنيا لا تساوي ساعة مما سهرتيه من أجلي.
أماه هل أقدم لك ورداً، فجميع ورود الدنيا لا تساوي نضارتك، حينما تبتسمين في وجهي، إذا أديت عملاً طيباً أو تنصحينني عندما أخطئ، وأنت ممتلئة باللطف والحنان.
أماه ما أجمل طهوك، فإن جميع طهاة الدنيا، لو اجتمعوا على أن يقدموا لنا وصفة من وصفات الطهو، لا يقدرون على أن يأتوا ولو بنزر قليل من وصفات طهو أمهات هذه الديرة الطيبة.
أماه قد دلفت ليالي دون أن أهوى
إلى التفكير فيك واغرق
سلمت يداك فما طعام هزني
ولغير طباخك لم أكن أتذوق في هذا اليوم، الذي خصص للاحتفال بالأم، نتضرع إلى الله العلي القدير أن يتغمد جميع الأمهات اللائي رحلن بواسع رحمته، وأن يلبس جميع الأمهات المرضى، بلباس الصحة والسلامة والعافية، وأن يرزق أمهات اليوم صبراً جميلاً، ليأخذن مما عملت أمهات الأمس كثيراً من الصفات والسمات، في التربية والتنشئة والإعداد والتوجيه والرعاية والعناية لأبنائهن وأسرهن.
إن ربي هو ولي ذلك، والقادر عليه.
أماه قد شاب رأسي وانطوى العمر
ولم يزل ملء سمعي صوتك العطر
أماه لو أن الجنات موقعها من تحت رجليك
فيما ينقل الخبر
فما بصدرك من خير ومن كرم
يظل أكبر مما تحدس الفكر