«كرة الأندية»... إلى أين؟

1 يناير 1970 03:26 م

اقترب الموسم من خط النهاية على صعيد منافسات الأندية الأوروبية لكرة القدم، حيث أخذت الرؤية بالانقشاع على جبهة سباق الفرق المؤهلة لاعتلاء منصات التتويج، المحلية منها والقارية.
وعلى الرغم من حماوة الصراع، أينما كان، فإنّ ما يعكر الأجواء يتمثل في التسابق المبكر للأندية على صفقات تنوي القيام بها في الصيف المقبل، وهو الأمر الذي من شأنه قطع أنفاس «الحرب» الدائرة في الموسم الراهن.
صراع الأندية وصل حداً غير مقبول، وهنا لا نعتبر بأن التخطيط ممنوع، بل هو واجب، لكن «الفكر التجاري» الغالب على عقول القيّمين على الأندية جعل من الصراع «وجبات سريعة»، قد تكون دسمة... لكنها مضرّة لصورة اللعبة.
بايرن ميونيخ الألماني الذي ودع دوري أبطال أوروبا مبكراً أمام ليفربول الإنكليزي، بدأ من اليوم «الحملة» لضم لاعبين استعداداً للموسم المقبل الذي يبدو أن رئيسه أولي هونيس أراده ثأرياً على المستوى القاري.
عشرات الأسماء طرحت على «طاولة البحث البافارية»، وهو أمر من شأنه التأثير سلباً على تركيز كلٍّ من اللاعبين المرشحين لارتداء الزيّ الأحمر في الموسم المقبل، واللاعبين المتواجدين حالياً في صفوف الفريق خشيةً من خسارة مواقعهم.
الأمر نفسه ينطبق على ريال مدريد الاسباني الذي يقترب من إنهاء موسم سيئ فشل فيه على جبهات الدوري المحلي والكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا. وبُعيد إعادة الفرنسي زين الدين زيدان إلى منصب المدرب في خطوة من رئيس النادي فلورنتينو بيريز لامتصاص غضب الجماهير، رسم البعض تشكيلة جديدة بالكامل لـ«الملكي» تضم ما لذّ وطاب من نجوم، ومن كل حدب وصوب.
وثمة عدد من الأندية من فئة «لا صبر لديّ» أبرمت صفقات من اليوم استعداداً للموسم المقبل، بينها يوفنتوس الإيطالي الذي حصل على خدمات الويلزي آرون رامسي من أرسنال الإنكليزي.
ما يخفف من وطأة خطوة «السيدة العجوز» أن صفقة رامسي ستكون مجانية إذ ينتهي عقد الأخير مع «المدفعجية» بنهاية الموسم الراهن.
انتقال رامسي يدخل من باب الانتقال الحر الذي فرضه قانون بوسمان منذ العام 1995، وينص على ان أي لاعب ينتهي عقده يصبح «حرّاً»، بمعنى أنه يصبح قادراً على الانتقال الى أي نادٍ آخر، والأهم هنا أن ناديه السابق لا يحصل، لقاء ذلك، على أي مقابل مادي.
رامسي خضع للفحص الطبي في تورينو، خلال يناير الماضي، قبل أن يعلن رسمياً عن وجهته المقبلة.
وعلى الرغم من الوعد الذي أطلقه بالتركيز مع أرسنال الذي ما زال في معمعة الصراع على مقعد أوروبي في الدوري الممتاز، وفي صلب المنافسة على «يوروبا ليغ»، فإن من شأن الاعلان عن انتقاله في توقيت مبكر من عمر الموسم أن يربك اللاعب نفسه والفريق في آنٍ معاً.
ولا يعدو تصريح رامسي الذي وعد ببذل كل ما لديه حتى اليوم الأخير من عقده الحالي، عن كونه كلاماً «تجارياً».
لقد بلغ صراع الأندية حدّاً فاق المنطق، سواء داخل الملعب أو خارجه. وإذا كان الصراع على «المستطيل الأخضر» هو لبّ اللعبة، فإن ما يدور خارجه بلغ مبلغاً غير مسبوق.
ويكفي القول مثلاً بأن وسطاء يمثلون مصالح أندية كرة القدم حصلوا على 1.8 مليار يورو (2.14 مليار دولار أميركي) في انتقالات اللاعبين منذ يناير 2013، بحسب ما أعلن الاتحاد الدولي (الفيفا) في منتصف ديسمبر من العام الماضي.
كما كشفت دراسة لـ«الفيفا» في نهاية يناير 2019 بأن الحجم الإجمالي للإنفاق في سوق الانتقالات على مستوى العالم تجاوز للمرة الأولى في 2018 حاجز الـ7 مليارات دولار تمثل أوروبا منها نسبة 78.2 في المئة.
وأشارت الى ارتفاع نفقات الانتقالات بنسبة 10.03 في المئة في 2018 مقارنة بـ2017.
وقائع وأرقام تفرض سؤالَ الأندية: إلى أين؟