رأي قلمي

توظيف الأخلاق..!

1 يناير 1970 01:35 ص

لا يوجد إنسان ليس له مبادئ محددة، يعوّل ويعتمد عليها في الضبط النفسي والأخلاقي، كما أنه ليس هناك إنسان يخطط لحاضره ومستقبله يشعل حرباً بين واقعه ومبادئه، لكن الذي يحدث أن المرء في غمرة وزحمة تطلعه إلى تحسين واقعه يقف في مواقف غير متعمدة تؤدي إلى إهماله بعض القيم الأخلاقية، وأحياناً تخلق المواقف ظروفا جديدة غير متوقعة، وهنا يكون الشأن كله، حيث لا يكون للأخلاق تأثير توجيهي فيها، لتلافي الأخطاء والزلات التي قد تقع في حق الآخرين.
مبدأ الإحسان ونفع الآخرين مبدأ متغلغل في ثقافة كل إنسان، وخصوصاً المرء المسلم، لكن المبادئ لا تعمل في فراغ، ومما يساعد على ظهور خُلق الإحسان لا بد من توظيفه في حياة الإنسان اليومية، والتعبير عن إرادة الخير في المرء من خلال بلورة هذا المبدأ إلى سلوك نفعي وإيجابي في التعامل مع الآخرين. إكرام القريب والغريب، الجار والمار وعابر السبيل والإحسان إليهم، وتفقد أحوالهم خلق إنساني راقي ورفيع، وحتى نوظف هذا الخلق ولا نهمشه علينا أن نجد آليات تمكنا من ممارسة هذا الخُلق كلما وقفنا أو تعرضنا لمواقف تحتاج مبدأ الإحسان وتفقد الأحوال.
إن الحل في تفعيل الأخلاق الفاضلة، وعدم تهميشها أو تجميدها، يكون في ترشيدها وتوجيهها وتوظيفها في أداء رسالتها، وتدعيم الناس الخيرة وتشجيعها بالثناء عليها ومدحها كلما تطلب الموقف، لتظل مستمرة في توظيف أخلاقها لطالما لديها مبادئ محددة تضبطها نفسياً وأخلاقياً واجتماعياً.