الاندفاع و الردود السريعة غير المدروسة، أو التي ينقصها الخبرة في الغالب، تكون هي السبب الرئيس لاتخاذ القرارات الخاطئة.
القرارات التي تراها أنت خاطئة، يراها الطرف الآخر صحيحة ويدافع عنها.
إذاً عند التفاوض يجب ألّا يكون للقرارت السريعة مكان... لكن الأهم أنه عند التفاوض يعطي القرار النهائي إحساس المنتصر للطرفين... وهذا ما يفتقده معظم من يقومون بالوساطة... إن شعور كل طرف بالانتصار هو الهدف الأساسي الذي يجب أن يسعى إليه جميع الوسطاء... لكن للأسف الغالبية لا تستوعب.
إن مسألة القروض - التي طفحت على السطح كما يعتقد البعض - هي ليست وليدة اليوم... إنما هي قضية شائكة تم إغراقها في السابق لأن أحد الطرفين انتصر فقرر إخفاء القضية...
نعم هناك قضية قروض في البلد... وليس كل من باستطاعته التسديد يعتبر خارج دائرة الخطر... فغالبية المقترضين لديهم المقدرة على التسديد لكنهم متضررون من القروض وفوائدها... الكثير منهم ملتزمون بالتسديد خوفاً من عقبات عدم التسديد وخوفاً على مستقبل أولادهم وسمعتهم...
إن من ليس لديهم القدرة على التسديد، أعدادهم واضحة «إحصائية»، ولا يستطيع أحد المزايدة بالأرقام... لكن الفئة الملتزمة بالتسديد أيضا متضررة... وغالبية من التزم بالتسديد لديهم مشاريعهم المؤجلة والمعطلة بسبب التزامهم بالتسديد.
إن المعارضين للحل دائماً ذهنهم حاضراً لامثلة شاذة أخذت القرض من أجل كماليات... تتعمد التعميم...!
كما أن اتخاذ موقف متسرع والشعور بانتصار الطرف الاول - المطالب بعدم مساعدة المقترضين - ليس من فن التفاوض... إنما المطلوب حلول واقعية تعطي الجميع الإحساس بالانتصار...
يجب أن تفاوض الحكومة المقترضين وينتهي التفاوض بشعور الجميع بالانتصار... الحكومة تنتصر والمقترضون ينتصرون... هكذا هو التفاوض... يجب أن يتم إيجاد حل واقعي قابل للتطبيق لمشكلة القروض، التي تؤرق الكثير من الأسر في البلد.