قدمتها «الوطن» السعودية... خارج منافسة «أيام المسرح للشباب»

«حبوس»... عندما يكون الإنسان سجيناً لجسده

1 يناير 1970 12:45 ص

في أولى عروض مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته الثانية عشرة التي تقدم خارج إطار المنافسة الرسمية، قدمت فرقة الوطن المسرحية السعودية، بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة في المملكة عرضاً مسرحياً يحمل عنوان «حبوس» من تأليف صالح زمانان وإخراج نوح الجمعان ومن بطولة عبدالله الفهيد وشهاب الشهاب وصالح الخشرم، وذلك فوق خشبة مسرح «الدسمة».
«حبوس»، التي سبق لها أن عُرضت ضمن فعاليات مهرجان «الشارقة المسرحي الخليجي» في وقت سابق، اعتمد فيها المخرج الجمعان على المنهج الرمزي لناحية رؤيته الإخراجية، وكان ذلك واضحاً وجلياً من خلال الديكور المستخدم الذي صممه متعاوناً مع سلطان النوه وأسلوب الإضاءة. كما أنه إلى جانب ذلك كله، كان مستنداً على نص أراد من خلاله الكاتب زمانان إيصال مفهوم ذي رؤية فلسفية مفاده بأن الحبس ليس مرتبطاً بفكرة خلف القضبان وعدم المقدرة على التنقل من مكان إلى آخر، إنما قد يكون الحبس في كثير من الأحيان في داخل الجسد ذاته الذي يضم ذاكرة مليئة بالكثير من الأمور وهموماً وأحقاداً وأحلاماً وغيرها الكثير، رغم قدرته على السفر والتنقل بسهولة.
ومن خلال أحداث المسرحية، قدّم الممثل الشهاب شخصية شاب يعاني من الحبس والظلام والقيود، وزميله الفهيد قدّم شخصية سجين جديد لا يعرف ما الذي حصل له ولماذا هو في ذلك المكان. أما الخشرم، فقدم شخصية مسجون قديم يحاول بشتى الطرق أن يجذب بقية المساجين إلى المكان ومنعهم من الخروج للحصول على الحرية والبقاء معه، وذلك بسبب عدم قدرته هو على الخروج من سجنه طوال السنوات الماضية، ومن هذا المنطلق يظهر لهم تارة متقمصاً شخصية النادل وأخرى بشخصية عازف الغيتار ومرة كبائعة مناديل لتكون ختام شخصياته ساعي بريد، الذي يقوم بإرسال أخبار المساجين إلى المسؤولين الأعلى منه.