مُبتكرها الياباني أعلن نهايتها وسط عاصفة التحذيرات من خطرها على الأطفال

ماتت «مومو»... بعدما خلّفت الرعب في الكويت

1 يناير 1970 05:11 ص
  • خضر البارون: هذه الألعاب تؤذي عقول الأطفال وتدفعهم للأنانية حتى لو آذوا المحيطين 
  • فاطمة عياد: ولع الأطفال بهذه الألعاب أثر سلباً على مهاراتهم الاجتماعية وزاد عزلتهم 
  • نعيمة طاهر: مخيفة وتحرض الطفل على إيذاء النفس والتنمر على الآخرين 
  • طلال العلي: تخصيص الوقت والجهد لمناقشة لعبة تهميش للأزمات الحقيقية

لم تكد المخاوف الكويتية من لعبة الدمية «مومو» الإلكترونية، تأخذ مداها، وسط تحذيرات علماء نفس من خطرها على الأطفال، حتى أعلن مبتكر اللعبة الياباني كيسوكي آيزو القضاء على الدمية، قائلاً «لا داعي للخوف بعد الآن».
آيزو، البالغ من العمر 43 عاماً، قال، كما نقلت عنه صحيفة «صن» البريطانية أمس «إن مومو ماتت، ولم تعد موجودة ولم أكن أهدف إلى استمراريتها أبداً». وطالب الأهالي بأن «يطمئنوا الآن، مومو ماتت، وهي غير موجودة، ولعنتها ولت». وتعتمد تلك اللعبة على شخصية «مومو» وهي دمية مخيفة ذات عيون واسعة تطلب من الأطفال التواصل معها عبر (واتساب)، وتدفعهم لإيذاء أنفسهم.
محلياً، حذر أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون من أن «الطفل عند انغماسه في هذه الألعاب ينسى هويته ونفسه وكيانه، وبالتالي يجب على الآباء ملاحظة ومتابعة أبنائهم عندما يلعبون هذه الألعاب الإلكترونية، لأنهم يمتثلون للأوامر التي يتلقونها من هذه اللعب». وبين أن «الطفل يكون متحمساً لنهاية اللعبة، وحريصاً على أن يفوز فيها، حتى لو أضر بالمحيطين به، وهذا يدعونا للحذر الدائم»، محذراً من أن «هذه الألعاب تؤذي عقول الأطفال وتفكيرهم».
وأضاف البارون «أؤيد منع هذه اللعبة إذا كان ذلك بإمكان السلطات وسن قوانين لمعاقبة من يبيعها أو يشتريها، وإذا لم تستطع الدولة منع هذه الألعاب فإن أولياء الأمور لهم دور مهم في منع أبنائهم من المكوث طيلة الوقت أمام الأجهزة الذكية واشراكهم في نشاطات رياضية وسحبهم لعالم الواقع».
أما أستاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة عياد، فقد أكدت انه «من الأفضل أن نقدم للأطفال بدائل بدلاً من أن نفرض عليهم المنع»، مشيرة إلى أن «ولع الأطفال بهذا النوع من اللعب أثر سلباً على مهاراتهم الاجتماعية وزاد من عزلتهم». ودعت إلى «ممارسة الأهل الملاحظة المباشرة على الأبناء، لأن الاندفاع في هذه الألعاب يدفع الأبناء للانتحار، ومن ثم لابد للأباء أن يخصصوا وقتا للمناسبات العائلية لإشغال أبنائهم»، لافتة إلى «أنها لا تؤيد المنع لأن العقل البشري يستقبل رسائل (افعل) أكثر من استقباله لرسائل (لا تفعل)».
من جانبها، أكدت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتورة نعيمة طاهر أن «تلك اللعبة شبيهة بالألعاب الخطرة التي تؤدي إلى تداعيات في السلوك العنيف لدى الأطفال، وقبلها كانت هناك لعبة (الحوت الأزرق) التي أدت إلى كثير من حالات الانتحار لدى الأطفال، وتسببت في حالات عنف واكتئاب»، معتبرة أن «أطفالنا يعانون من الاكتئاب، وهو منتشر بشدة لعدم تواصلهم مع أولياء الأمور، وهذه الألعاب لها دور كبير لأنها تظهر الأبوين غير متفاهمين مع أطفالهم، وغير مهتمين بهم، وتخلق جداراً من عدم التواصل بين الأطفال وذويهم، وتوحي بأن الأسرة متهمة بأنها تقف ضد أحلام الطفل ورغباته».
وشددت طاهر على أن «هذه اللعبة تحتاج لآراء أخصائيي علم النفس وعلم الاجتماع ويجب أن يتم تنظيم دورات توعوية لتوعية الأبناء من خطورة هذه الألعاب وما تبثه من سموم وأفكار وما تقوم به من تشويه للتفكير». وقالت «أتمنى من الآباء والأمهات ملاحظة أبنائهم ومتابعة الألعاب على أجهزتهم الذكية، ويجب منع تحميل أي لعبة إلا بإشراف ولي الأمر حتى لو كان عمر الابن 17 عاماً، فهذا سن مراهقة صعب جداً يتسم بالتمرد على كل شيء وبالتالي يجب أن يكون هناك كثير من المراقبة من أولياء الأمور والأسرة والمدرسة التي يجب أن تأخذ دورها في التربية، فالطفل يقضي معظم وقته بها»، موضحة أن «العلاقات الأسرية لم تعد مثل السابق، فقد كانت قديماً أكثر ترابطاً وتماسكاً، والآن باتت هامشية وسط انشغال كل فرد بعمله والانغماس في التفكير بالمستقبل».
في المقابل، كان لأستاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور طلال العلي، رأي آخر، حيث أكد أن «الأولى أن يتم التركيز على مشاكل الناس الحقيقية وتسليط الضوء على التحديات الأساسية مثل النهوض بالعقل العربي وتطوير منظومة الأخلاق، وتحويل العرب إلى أمة منتجة تصنع دواءها وتزرع غذاءها وتنافس غيرها في ميادين العلوم والتكنولوجيا وتوفر الرفاهية لشعوبها المحرومة، أما تخصيص الوقت والجهد لمناقشة لعبة فهذا تشتيت للانتباه عن الأزمات الحقيقية».

«الإفتاء» المصرية حذّرت منها

أهابت دار الإفتاء المصرية بالجهات المعنية تجريم لعبة «مومو»، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، مشيرة إلى أن «العديد من المدارس بالمملكة المتحدة أصدرت تحذيرات حول هذه اللعبة».
ودعت دار الإفتاء، في بيان لها، «من استُدرِج للمشاركة فيها إلى أن يُسارِعَ بالخروج منها». وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة، كما أن «على الآباء متابعة أولادهم والحرص على معرفة الألعاب التي يلعبونها».