أشار الى أن البلدين تربطهما علاقات صداقة أصيلة

وزير الخارجية الروسي: سنعمل مع الكويت للانتقال بعلاقاتنا الى مستوى نوعي

1 يناير 1970 12:37 م
  • زيارة سمو الأمير لروسيا في  العام 2015 أظهرت القدرات الضخمة للتعاون الثنائي بين البلدين
  • موسكو تبني علاقاتها مع دول الخليج العربي على أساس مبادئ احترام ومراعاة المصالح المتبادلة
  • منطقة الشرق الأوسط تشغل حيزا خاصا في السياسة الخارجية الروسية
  • مباحثات الجولة الخليجية المرتقبة تشمل مناقشة تفصيلية للوضع في سورية وقضية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية
  • الوقت مازال مبكرا للحديث عن القضاء النهائي على الخطر الإرهابي في سورية
  • التسريبات حول «صفقة العصر» تشير الى خطوات مشبوهة وعمليات «تبادل» تخالف قواعد التسوية في الشرق الأوسط

وصفت روسيا الاتحادية العلاقات التي تربطها بدولة الكويت بأنها "علاقات صداقة أصيلة" تقوم على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل والتعاون البناء، لافتا الى أننا  سنعمل مع الكويت للانتقال بعلاقاتنا الى مستوى نوعي جديد.  

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في حديث لوكالة الأنباء الكويتية إن روسيا والكويت ترتبطان بعلاقات صداقة تقليدية أصيلة، مشيرا الى أن البلدين احتفلا العام الماضي بمرور 55 عاما على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الجانبين.

وأبرز لافروف حقيقة أن هذه العلاقات تقوم على أساس مبادئ التكافؤ والاحترام المتبادل والتعاون البناء، مضيفا "إننا لن نتوقف عند هذا الحد وسنعمل معا على التحرك للأمام بهدف إعطاء ديناميكية إضافية لعلاقاتنا والانتقال بها الى مستوى نوعي جديد".

وأشاد لافروف بالنتائج التي تمخضت عنها زيارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لروسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في نوفمبر 2015 ، قائلا إن هذه الزيارة أظهرت القدرات الضخمة للتعاون الثنائي بين البلدين.

وشدد على أهمية بذل مزيد من الجهود بهدف تكثيف التعاون وتوسيع حجم التبادل التجاري وتعزيز التعاون الاستثماري وتنفيذ المشاريع المشتركة الواعدة في العديد من المجالات.

وأعرب عن أمله في أن تظهر قريبا نتائج العمل الهادف الذي تقوم به الهيئات والمؤسسات المختصة بتعزيز التعاون الثنائي لدى الجانبين.

وأوضح الوزير الروسي أنه سيقوم خلال الفترة من 3 (اليوم) الى 7 مارس الجاري بجولة عمل تشمل قطر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.

ولاحظ أن منطقة الشرق الأوسط تشغل حيزا خاصا في السياسة الخارجية الروسية، مشيرا الى أن روسيا ترتبط مع دول هذه المنطقة بصلات صداقة وروابط عميقة وتعاون مثمر.

وأكد لافروف التزام بلاده بالعمل من أجل بناء عالم ديمقراطي متعدد الأقطاب وأكثر عدلا يمكن لشعوب دول العالم في إطاره ان تحدد بنفسها تقرير أنماط تطورها الاقتصادي والاجتماعي وأن تحتفظ في الوقت نفسه بهويتها الثقافية والحضارية.

وتابع: إن "روسيا تبني علاقاتها مع دول الخليج العربي على أساس المبادئ التي تقضي بضرورة احترام ومراعاة المصالح المتبادلة"، مؤكدا أن من شأن تعزيز الصلات القائمة على المنفعة المتبادلة أن يلبي المصالح طويلة المدى ويعزز السلام والاستقرار في عموم منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن المباحثات التي سيجريها خلال جولته الخليجية ستتركز على مناقشة آفاق تطوير علاقات التعاون الثنائية خاصة على ضوء الاتفاقيات التي تم التوصل بيننا على أعلى المستويات.

وأضاف "سنناقش بالتفصيل سبل زيادة حجم التبادل التجاري وتنفيذ المشاريع الواعدة المشتركة في مختلف المجالات، إضافة الى مناقشة سبل تنشيط الصلات الإنسانية بما في ذلك التبادل الثقافي والسياحة".

وأكد لافروف أن روسيا تعطي أهمية كبيرة لتعزيز التنسيق مع هذه الدول في مجال السياسة الخارجية، قائلا إن المباحثات ستتناول كذلك إجراء مناقشة تفصيلية للوضع في سورية وقضية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية والأوضاع في المناطق الملتهبة في المنطقة وخاصة آفاق تسوية هذه النزاعات بالوسائل السياسية والديبلوماسية على أساس القانون الدولي وعبرإقامة حوار وطني شامل.

وردا على سؤال حول السبل الكفيلة بتعزيز سبل تطوير العلاقات مع دول الخليج العربية، أوضح لافروف أن العمل المنتظم والمتكامل يجري مع هذه الدول بصورة متواصلة ومطردة.

وأبرز لافروف أهمية وقيمة الحوار الغني القائم على الثقة بين دولنا على مستوى القمة، قائلا إن "قادتنا لا يكتفون فقط بالحفاظ على صلات وطيدة ولكنهم يتابعون شخصيا قضايا العلاقات الثنائية الملحة".

ولفت الوزير الروسي الى أن اللجان الحكومية المشتركة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية التي تجمع روسيا مع كل من هذه الدول تشكل آليات فعالة لتنسيق الجهود في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي.

وأضاف إن هذه اللجان ستعقد جلساتها خلال العام الجاري، ملاحظا أن الدورة السادسة للجنة الروسية الكويتية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي ستعقد في الكويت بالتوازي مع المباحثات التي سيجريها مع القيادة الكويتية.

ونوه بالدور الهام الذي تلعبه دورات اأاعمال على اختلافها وكذلك الاتصالات المباشرة بين رجال الاعمال في تطوير العلاقات مع هذه الدول، مشيرا الى إقامة معرض (ارابيا اكسبو 2019) الدولي الرابع وكذلك عقد الدورة الـ12 لمجلس الأعمال الروسي العربي في موسكو في الفترة من 8 الى 10 ابريل المقبل.

ووصف لافروف هذه الفعاليات بأنها "فرصة فريدة من أجل مناقشة سبل تطوير التعاون العملي بين روسيا ودول المنطقة في المجالات التجارية والاقتصادية سواء على الصعيد الثنائي او الجماعي".

وأعار لافروف أهمية كذلك للمسائل المتعلقة بتسهيل خطوط المواصلات بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وتبسيط إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول، قائلا إن من شان ذلك أن يساعد على تعزيز التبادل التجاري وتطوير الصلات الثقافية والانسانية والسياحة.

وفي معرض إجابته على سؤال حول الاستراتيجية التي تنتهجها بلاده في سورية بعد القضاء على تنظيم «داعش»، قال وزير الخارجية الروسية إن الوضع في سورية آخذ في الاستقرار بعد العمليات الناجحة التي قامت بها القوات الحكومة السورية بدعم من القوات الجوية الفضائية الروسية.

وأضاف إنه تم القضاء على «داعش» بصفته تنظيما عمل على إقامة دويلة، ملاحظا في الوقت نفسه أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن القضاء النهائي على الخطر الإرهابي في سورية.

ولفت الى أنه يتوجب عمل الكثير من أجل القضاء على الخلايا النائمة للجماعات الراديكالية، مشيرا الى بقاء بعض البؤر «الإرهابية» في سورية خاصة في منطقة خفض التوتر في إدلب التي لايزال جزء كبير منها يخضع لسيطرة المسلحين من جبهة تحرير الشام التي تقوم بعمليات استفزازية ضد السكان المدنيين والعسكريين السوريين والروس.

وشدد الوزير الروسي على ضرورة مواصلة التصدي الفعال للإرهاب، قائلا "إننا نحض شركاءنا الأتراك على تنفيذ الالتزامات الناجمة عن المذكرة الخاصة بضمان استقرار الوضع في إدلب الموقعة بين الجانبين في 17 سبتمبر 2018".

وأوضح لافروف أهمية أن لا يشكل نظام وقف إطلاق النار في إدلب المتفق حوله مع تركيا حجة من أجل تعزيز الوجود الإرهابي هناك.

وبين أن المذكرة الروسية التركية التي قضت بضرورة إقامة منطقة عازلة في إدلب وخروج جميع الجماعات الراديكالية والأسلحة الثقيلة منها لم تنفذ بشكل كامل بعد.

وأشار لافروف الى أن "مسار استانا" الخاص بسورية أثبت فعاليته، معيدا الى الأذهان أن القرارات التي تبلورت في إطار استانا أدت الى إقامة مناطق خفض التوتر وتراجع حدة العنف وتوفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم.

وذكر إنه نتيجة للقرارات التي اتخذها مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والذي عقد بناء على مبادرة من الدول الضامنة لمسار استانا ادى إطلاق الحوار السياسي بين السوريين.

واستطرد لافروف قائلا إن "العمل يجري حاليا بشكل نشيط مع شركائنا الإيرانيين والاتراك على تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري"، مضيفا إن المسائل المتعلقة بضمان استقرار الوضع في سورية ودفع عملية التسوية السياسية هناك وإطلاق عمل اللجنة الدستورية نوقشت خلال قمة الدول الضامنة (روسيا وتركيا وايران) التي عقدت في سوتشي في 14 فبراير الماضي.

وشدد لافروف في معرض حديثه عن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية على أن حل القضية الفلسطينية يشكل عنصرا لا بد منه لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برمتها.

ولفت الى أنه من دون معالجة هذا النزاع المزمن والذي يشكل منبعا لعدم الاستقرار والتطرف لا يمكن الحديث عن تحقيق "الهدوء" في المنطقة، واصفا الوضع على مسار التسوية الفلسطينية الإسرائيلية بأنه "صعب".

وعزا لافروف ذلك الى توقف المفاوضات بين الجانبين وعدم وجود جهود دولية منسقة في هذا الإطار في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع على الارض هناك ترديا.

وقال إن روسيا تواصل جهودها بما في ذلك في إطار مجلس الأمن الدولي واللجنة الدولية الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط بهدف توفير الظروف الملائمة لمواصلة الاتصالات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ناهيك عن أن موسكو تعمل كذلك مع طرفي النزاع.

وأعاد لافروف الى الأذهان أن الرئيس فلاديمير بوتين اقترح في خريف عام 2016 عقد لقاء فلسطيني إسرائيلي على أعلى المستويات في موسكو دون شروط مسبقة.

وأوضح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافقا على ذلك حينها لكن هذا اللقاء لم يعقد حتى الآن.

وأعرب لافروف مجددا عن استعداد روسيا استقبال قادة فلسطين والكيان الإسرائيلي، معربا عن قناعته بأن من شأن المفاوضات المباشرة أن تساعد على إيجاد مخرج من المأزق الحالي.

ولفت لافروف الانتباه الى الجهود الكبيرة التي تبذلها روسيا لتجاوز حالة الانقسام بين الفلسطينيين.

وسلط الضوء على الخطوات الأميركية أحادية الجانب وآثارها السلبية على مسار التسوية في الشرق الأوسط، مشيرا الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد وعد ببذل جل جهوده من أجل تحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضح أن روسيا رحبت بهذه النوايا وحضت شركاءها على التعاون الإيجابي معها وبالدرجة الأولى في إطار اللجنة الدولية الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط التي عقد ممثلو الأطراف الأعضاء فيها عدة لقاءات، موضحا أن واشنطن اتخذت منحى آخر تمثل في تنفيذ خطوات أحادية الجانب بوساطة منفردة من قبلها فقط.

وأضاف إنه "منذ عامين ونحن نسمع أن واشنطن تريد الإعلان عن صفقة العصر والتي يدعون إنها ستؤدي الى تحقيق سلام بين العرب واسرائيل"، لافتا الى ان الإعلان عن هذه الصفقة تأجل مرة اخرى حتى يتم تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

وحذر لافروف من أنه وفقا لما يتم تسريبه من معلومات فإن الحديث يدور حول خطوات مشبوهة وعمليات "تبادل" تخالف القاعدة القانونية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط، مشككا بإمكانية قبول الفلسطينيين بهذه الصفقة.

وأعرب عن قناعته بضرورة بلورة جهود من قبل المجتمع الدولي برمته من أجل تخفيف حدة التوتر في المنطقة واستئناف عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس الشرعية الدولية وإطلاق مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، مشيرا الى ان روسيا تعتبر اللجنة الدولية الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط إطارا مفيدا لتحقيق هذا الهدف.