حروف مبعثرة

دفء ستوديو ليلة خميس

1 يناير 1970 07:53 ص

لِمَ برد الاستوديو يشابه طقس سيبيريا!؟
دخان أبيض يخرج من فمي مع أحرف تتبعثر بين أسناني المرتجفة «بررررررد». المهندس المسؤول عن الاستوديو جاك بليريوت يهبّ لنجدتي من الجليد ويطلب إيقاف تشغيل المكيّف لبعض الوقت!
«ندين عليك أن تنظري إلى الكاميرا بجرأة وليس بخجل!» صوت المخرج المبدع علي الريس وعد عكسي لضربات قلبي المتسارعة والتي تسابق نغم لوب القناة الأولى!
ستاند باي 3 2 1 تفضلي.
طقوس إعلامية حملتني دوماً إلى فضاءات خارج نطاق الاستوديو عبر لقاء خاص أو عبر عدسة كاميرا أدخلتني إلى أماكن لم أحلم يوماً بدخولها! دخلتها عبر إطلالة من خلال شاشة وبسعادة!
أغنية للفنانة الراحلة فايزة أحمد تعرض في بداية الحلقة! الأغنية تعلِن عن متابعة من وزير الإعلام الشيخ سعود الناصر الصباح! سبب آخر ليتمكن الخوف من أعصابي!
خلف الكاميرا يهرع شيخ المعدين الزميل قاسم عبدالقادر ليمدني بمعلومات إضافية عن ضيوفي! أتلقف المعلومات وأترقب!
إنه العام 1996، ضيوف «ليلة خميس» الليلة مميزون!
كأس الخليج وحاملوه معنا في الاستوديو... إنه الأزرق قاهر التحديات ومحقق البطولات! مقابلة مميزة مع الشيخ أحمد اليوسف وحديث عن البطولة وشعور النصر والفرح! شعرت بأن جدران الاستوديو تتمايل رقصاً تعبيراً عن فرح كروي رياضي... تخطى عوائق وصدّ أهدافاً مُفشلة!
لقاء تمنيت لو أن التكنولوجيا وقتها كانت حاضرة كاليوم، لأحمله باعتزاز في أرشيف هاتفي. لقاء انتهى بوعد بتحقيق بطولات جديدة!
«عاشوا لاعبي الأزرق... عاشوا والله عاشوا».
ميامي... وما أجمل تلك الأغاني...
دخلتُ الاستوديو مع أعضاء الفرقة وأنا أردد كلمات الأغنية! الإيجابية والمرح الذي يسيطر على الفرقة أصاب جميع من في الاستوديو والكونترول بالعدوى! بوجودهم لا مجال للحظات ارتباك (هذا كان هاجسي في تلك الأيام).
ميامي منذ العام 1991 وحتى اليوم عنوان للفرح... يشابه أجواء ليلة خميس تلك الليلة.
فاصل إعلاني ودخول لماما نوما مسؤولة الماكياج وتعديل بالبودرة للماكياج، فلا الكاميرا ولا المخرج يحبذان لمعة الوجه!
انطلاقة جديدة مع استغراب أن ضربات القلب المتسارعة أسمعها فقط في بداية البرنامج قبل أن أغرق في حب كاميرا وجمهور يصم آذاني ويعميني عن كل ما يحيط بي من أضواء وأجهزة! أنا وجمهور... فقط.
هي لحظات، وإن لم أتمكن من تخزينها على هاتف، هي مخزنة في الذاكرة لتصبح بعد هذه اللحظة مدونة على ورق... إنها جزء من مذكرات مذيعة!