بقيتْ بيروت أمس «تحت تأثير» إعلان بريطانيا فرْضَ حظرٍ كامل على «حزب الله» بما في ذلك جناحه السياسي، وتصنيفه منظمة «إرهابية».
وحاول لبنان الرسمي التقليل من الدلالات السياسية لهذا التطوّر وتأثيراته على العلاقات بين لندن وبيروت، رغم الأبعاد البالغة الأهمية للخطوة البريطانية التي سارعتْ واشنطن الى «مباركتها» بلسان وزير خارجيّتها مايك بومبيو وربْطها بمسار المواجهة مع إيران ونفوذها في المنطقة.
وفيما علّق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالقول «ما يهمّنا ألا تتضرر العلاقة بيننا، ونتمنى أن ينظروا إلى لبنان كلبنان وشعبه»، أعلن وزير الخارجية جبران باسيل أن بريطانيا «أبلغت لبنان الحرص على العلاقات الثنائية»، مؤكداً «لو وقف العالم بأجمعه وقال ان المقاومة إرهاب، فهو لا يجعل منها ارهاباً بالنسبة إلى اللبنانيين».
وتشير مصادر تسنّى لها الاطلاع على «التقييم الأولي» البريطاني، الأمني والسياسي، لتداعيات قرار لندن حول «حزب الله»، إلى عدم توقّع أن يفضي القرار الى «زيادة المخاطر» على المصالح البريطانية في لبنان أو يؤثر في علاقة لندن «القوية» مع بيروت، أو يؤدي إلى تغييراتٍ على الأرض كونه موقفا سياسيا أكثر منه ينطوي على ترجمات عمليّة فورية ما خلا منْع أي نشاط تمويلي أو نشاطات سياسية لمصلحة الحزب في بريطانيا.
وبينما حدّثت لندن أمس «نصائح السفر» لرعاياها الى لبنان، داعية إياهم الى «تجنب الحشود الكبيرة، التجمعات وأي احتجاجات او تظاهرات ذات صلة (بقرار لندن)»، لم يكن صدر عن «حزب الله» أي تعليق على الخطوة البريطانية التي كان بارزاً مقاربتُها من صحيفة «الأخبار» (القريبة من الحزب) بمقال لرئيس تحريرها ابراهيم الأمين اعتبر فيه «ان على ممثلي حكومة صاحبة الجلالة في لبنان، التصرّف على أساس أنهم باتوا في أرض معادية ووجودهم غير مرحّب فيه»، داعياً الحكومة اللبنانية «للتصرف وفق قاعدة جديدة، عنوانها أن حكومة بريطانيا أعلنت الحرب على قسم كبير من اللبنانيين»، ليختم «(...) تذكروا جيداً: لم تطل إقامة مستعمر في لبنان، ولم يخرج جيش غازٍ إلا وسبقتْه النعوش».