ولي رأي

الحاضر امتداد للماضي

1 يناير 1970 08:00 ص

يوم 25 فبراير احتفلنا بانتهاء معاهدة أمنية أعطتنا شيئاً من الحماية وألزمتنا بقيود وتعهدات، وفي يوم 26 فبراير عادت لنا ذكريات فرحة غامرة سادت الكويت بعد انعتاق من غزو جائر جاحد، حاول مداواة جرحه من حربه مع غيرنا بغزونا.
ولقد شجع المشنوق على ذلك الغزو أزمة سياسية وفوضى برلمانية وسيل من استجوابات تنافسية لا إصلاحية أدت لحل مجلس الأمة حلاً غير دستوري، ولكن هذا الدواء الذي تناوله الأحمق كان سُمّاً زعافاً بدّد حلمه، وشتّت حزبه.
وأرى هذه الأيام تجدداً لتلك الأزمة السياسية والفوضى البرلمانية، فعبر محطات فضائية خاصة، وأدوات تواصل اجتماعي كثيرة نسمع كلاماً ونرى صوراً وتصريحات تأمر وتنهي وتنتقد من أناس تنقصهم التجربة السياسية، رافعين السقف في التجريح، معتمدين على حرية الرأي في هذا الوطن، ونواب لبسوا أثواباً أكبر منهم بكثير، فبدأوا بالتسابق في استجوابات عبثية استفزازية، وتصريحات نارية، وتهديد لسمو رئيس مجلس الوزراء وحكومته بطرح الثقة أو عدم التعاون، كنوع من الضغط لا سعياً للإصلاح.
هؤلاء وهؤلاء غير عابئين بالأخطار التي تحيط بنا، ظانين أن ظهور أنياب الذئاب من حولنا هي ابتسامة، ولكنها تهديد لغزونا والاستيلاء على ثرواتنا، متناسين غزو صدام لنا وما حلَّ بنا.
نعم نحن مع حرية الرأي، ولكن لتكن تلك حرية مسؤولة هدفها الإصلاح لا الظهور على حساب مصلحة الوطن وأمنه ومستقبله.