أيُّهما أقوى... كأس العالم أم دوري الأبطال؟

1 يناير 1970 03:26 م

ميسي:
 أود أن أعطي كل ما لديّ  من سجلات شخصية في مقابل الفوز بالمونديال ... هو حلمي منذ الصغر


أي بطولة كرة قدم هي الأفضل، الأقوى، الأهم على الإطلاق: كأس العالم أو دوري أبطال أوروبا؟
سؤال لطالما فرض نفسه بين عشاق «الساحرة المستديرة».
ثمة من يرى في المونديال مناسبة لـ«صناعة الأساطير»، متعلّلين بحقيقة أن كأس العالم هي التي صنعت الأرجنتيني دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه، بينما يرى آخرون بأن الـ«تشامبيونز ليغ» تتفوق كونها تجمع أقوى نجوم العالم في أندية تتصارع موسمياً في ما بينها على زعامة «القارة العجوز».
لا خلاف على أن «الحرب الموسمية» بين الأندية والتي تمتد تسعة أشهر سنوياً، جعلت الأخيرة قريبة أكثر من المشجعين، بخلاف المنتخبات التي تتحلّق حول بعضها البعض في فترات متباعدة. فكأس العالم، مثلاً، تقام مرة كل أربع سنوات، وتتخللها بطولة الأمم الأوروبية التي تقام مرة أيضاً كل أربع سنوات. ولا بد من التذكير هنا بأن هاتين البطولتين لا تتجاوزان فترة الشهر، لذا يُنظَر الى كل منهما على أنه ضيف، فيما تعتبر مسابقة دوري الأبطال «من أهل الدار» إذ لا تلبث أن تغيب لتعود بجديد منافساتها.

لا منطق
تبقى المفاضلة بين البطولتين بعيدة عن المنطق نوعاً ما، فدوري الأبطال يشكل ساحة لتنافس الأندية فيما تقتصر كأس العالم على المنتخبات، وبينهما الكثير من المعطيات المتباينة، أبرزها أن النادي قادر على «شراء» عناصر يحتاجها، بينما لا يعتبر المنتخب في واقع عملية التنازل عن لاعب لضم آخر.
لكن السؤال المحوري الذي يفرض نفسه يتمثل في قيمة هذه البطولة وتلك، لجهة تحديد تأثيرها على السيرة الذاتية للاعب.
فلنتصور مارادونا بلا كأس عالم، او مارادونا نفسه مع كأس دوري أبطال أوروبا.
سبق للأرجنتيني التتويج بلقب مونديال 1986 في المكسيك، فيما لم ينل شرف الحصول على لقب الـ«تشامبيونز ليغ».
هذا الواقع لم يمسْ حقيقة أن مارادونا هو، بالنسبة الى الكثيرين، أفضل لاعب على الإطلاق.
في المقابل، توّج مواطنه ليونيل ميسي بدوري أبطال أوروبا 4 مرات، مقابل فشل ذريع في كأس العالم.
هنا تتداخل الآراء وتختلف. وبالنسبة الى عشاق ميسي، فإن الفوز بكأس العالم ليس شرطاً لاعتباره الأفضل تاريخياً، بينما يرى آخرون بأن ألقاب «البرغوث» مع برشلونة، لا تضعه في مكان يؤهله تجاوز مارادونا وبيليه.
لكن عندما يعترف ميسي بحقيقة ما يعيشه، فعلينا عندها التسليم بما قاله يوماً لصحيفة «بيلد» الألمانية: «أود أن أعطي كل ما لدي من سجلات شخصية في مقابل الفوز بكأس العالم. هو حلمي منذ الصغر، وهو بالنسبة لي أفضل من الفوز بجائزة الكرة الذهبية».
وأضاف: «دائما ما كنت أسأل زملائي الإسبان في برشلونة (أندريس) انييستا وتشافي (هرنانديز) و(جيرارد) بيكيه عن الشعور برفع كأس العالم، ودائما ما كانوا يجيبون بأنه شعور لا يوصف. وحقيقةً أتوق لهذا الأمر كثيراً».

عنصر محلي
يتوجب أيضاً على من يفاضل بين البطولتين أن يأخذ في الاعتبار واقع أن معظم الأندية ما عادت تضم في صفوفها لاعبين محليين، بمعنى أن الأندية آخذة في فقدان صفة «الوطنية» إذ ان أكثريتها تعتمد على عناصر أجنبية بفعل «قانون بوسمان» الذي أبصر النور في العام 1995 وأفرز قرارات عدة مفصلية أبرزها أنه يحق للاعب لدى انتهاء عقده أن يتحوّل الى فريق آخر بعقد انتقال حر، بمعنى أن تؤول أموال الصفقة بالكامل اليه في مقابل عدم حصول النادي الذي انتقل منه أي فلس.
القرار الثاني، وهو ما يعنينا، فيتمثل في فتح المجال أمام أندية «القارة العجوز» لضم ما لذّ وطاب لها من لاعبين يتبعون دول الاتحاد الاوروبي.
الأندية تصنع مجداً لنفسها وللمؤسسة التي تديرها ولمشجعي المدينة أو جماهير أخرى لها منتشرة في البلد نفسه أو حول العالم. أما المنتخب فيحقق المجد للبلد، الأمة والوطن.
صحيح أن تتويج نادٍ مثل ليفربول الانكليزي بدوري أبطال أوروبا سيسعد جماهيره ويحرّك الإعلام في الجزيرة البريطانية، بيد أنه لن يسعد جماهير «عدو المدينة» إيفرتون، ولا الغريم التقليدي مانشستر يونايتد.
في المقابل، من شأن تتويج منتخب انكلترا بأي لقب كبير (كأس العالم أو كأس أوروبا) أن يفرض النشوة في انكلترا ككل، من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها.

جوائز مالية
يتفوق دوري أبطال أوروبا على كأس العالم لجهة الجوائز المالية الممنوحة الى المشاركين.
الاتحاد الاوروبي للعبة أعلن، قبل اشهر، عن الجوائز التي سيمنح للأندية المشاركة في نسخة الموسم 2018-2019 من دوري الابطال وبلغت مليارَي دولار أميركي، فيما جرى تخصيص 400 مليون دولار كجوائز مالية من «الفيفا» الى المنتخبات الـ32 التي خاضت غمار مونديال 2018 الأخير في روسيا.
وكان الاتحاد الاوروبي أعلن عن توزيع 1.3 مليار يورو كجوائز في نسخة الموسم 2017-2018 من دوري الابطال. وبناءً عليه، نال ريال مدريد الاسباني البطل 89.5 مليون يورو، بيد أن يوفنتوس الايطالي الذي خسر النهائي حصل على 101.1 مليون.
كيف يتفوق الوصيف على البطل؟ يعود ذلك الى اعتبارات مرتبطة بالنتائج المحققة في البطولة نفسها وبمبالغ متغيرة تسمى حصة السوق أو «Market Pool»، وهي عبارة عن مبالغ توزع بقيمة تتناسب مع حجم حقوق النقل في كل بلد تمثله أندية في دور المجموعات وما يليه، وتوزّع على أندية هذا البلد.
على سبيل المثال، جزء من عوائد حقوق نقل دوري الأبطال في إيطاليا يوزع على الأندية الإيطالية بحسب نتائجها، ومثله لكل دولة. يتحكم بهذه النسبة حجم البلد، قيمة حقوق النقل فيه، عدد الأندية الممثلة له، ونتائجها في البطولة.
أما في كأس العالم، فقد حصلت فرنسا المتوجة بلقب 2018 على 38 مليون دولار، مقابل 28 مليوناً لوصيفتها كرواتيا.
في المقابل، حصلت بلجيكا الثالثة على 24 مليوناً، وانكلترا الرابعة على 22 مليوناً.
المنتخبات من المراكز من الخامس الى الثامن حصل كل منها على 16 مليوناً، مقابل 12 مليونا للمراكز من التاسع الى السادس عشر، و8 ملايين من السابع عشر الى الثاني والثلاثين.
في دوري الابطال، يحصل كل فريق من الفرق الـ32 المشاركة في دور المجموعات على 15.25 مليون يورو، فضلاً عن 2.7 مليون عن كل فوز، و0.9 مليون عن التعادل.
جائزة التأهل الى دور الـ16 تبلغ 9.5 مليون يورو، والى ربع النهائي 10.5 والى نصف النهائي 12 مليوناً يضاف إليها 4 ملايين كمقابل لبلوغ النهائي.