بعدما أضرم النار بنفسه لعجزه عن تسديد أقساط ابنته المدرسية

«ثورة افتراضية» أشعلها «بو عزيزي لبنان»

1 يناير 1970 04:50 م

«لفْتة» دميثير تصدَّرتْ وسائل الإعلام اللبنانية


لم يستفِق لبنان من «الصدمة - الفاجعة» التي أَحْدَثَتْها وفاة المواطن جورج زريق متأثراً بالحروق البالغة التي أصيب بها بعدما أضرم النار في نفسه في باحة مدرسةٍ خاصة في بلدة بكفتين (الكورة الشمال) احتجاجاً على عدم إعطائه إفادة مدرسية لابنته قبل تسديد مستحقاتٍ مالية متوجّبة عليه لم يتمكّن من تأمينها نتيجة واقعه المعيشي الصعب.
وفيما تَحَوَّلَ زريق إلى «بو عزيزي لبنان»، ولكن الذي فجّر «ثورةً افتراضيّة» على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الفصول الخفيّة لهذه المأساة التي وضع القضاء اللبناني يد عليها كشفتْ عن مسلسلِ «إذلالٍ» تَعَرَّضَ له الوالد الذي «احترق قلبه» فاختار أن يحرق نفسه ويُعلي الصوت بصمْته... الأبدي.
فالعائلةُ المفجوعة التي شيّعت زريق (الوالد لابن وابنة) أمس بغضبٍ لم تسْلم منه وسائل الإعلام، كانت استعادتْ بعضاً من «عذابات» جورج الذي اكتوى بـ«نار» الضائقة المعيشية ولم يقوَ على مشهد منْعِ ابنه سابقاً من إجراء امتحانٍ قبل دفْع مستحقاتٍ مالية للمدرسة الخاصة، من دون أن يشفع به نقْل نجله الى أخرى أقلّ تكلفة، إذ وجد نفسه مضطراً لإدخال ابنته إلى مدرسة حكومية وهو ما جعله أمام حتمية الحصول على إفادة من مدرستها التي رفضتْ منْحه إياها قبل سداد ما يتوجّب عليه.
وفي حين برزت دعوات من لجان الأهل في مدارس خاصة وهيئات من المجتمع المدني إلى تحرّك يوم غد باتجاه وزارة التربية تحت عنوان «ثورة الأهالي»، لفتت مظاهر التضامن مع عائلة زريق والتي عبّرت عن نفسها أولاً بإعلان وزير التربية أكرم شهيب أن الوزارة ستتولى تعليم ولدي زريق عبر برنامج منح، قبل أن يعلن وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد «التكفل بإتمام الدراسة الجامعية لأولاد الضحية مجاناً في الجامعة اللبنانية الدولية».
ولكن المبادرة التي «التفّ» حولها اللبنانيون باعتبارها «يداً بيضاء صافية» كانت تلك التي أطلقها النائب في مجلس الأمة الكويتي خلف دميثير بإعلانه التبرّع لعائلة زريق بمبلغ عشرة آلاف دولار وتخصيص راتب شهري لها، وهي اللفتة التي تصدّرت مواقع التواصل ووسائل الإعلام اللبنانية.
وأكد دميثير صحة ما نُسب إليه من تبرعه بالمبلغ المالي، معرباً عن أمله في أن تساهم هذه المساعدة في توفير نفقات الدراسة لهم.
وقال دميثير: «كنت لا أرغب في الحديث عن الأمور الإنسانية التي جُبلنا عليها في الكويت التي يحكمها قائد العمل الإنساني، وهي أمور تبقى بيني وبين ربي، إلا أنه ورداً على استفسارات البعض من الإعلاميين وغيرهم، فإنني أؤكد قيامي بالتبرع لهذه الأسرة المكلومة».
وأوضح أن ما يقوم به داخل وخارج الكويت إنما يأتي من منطلق إنساني «ونسأل الله أن يقدرنا دائماً على فعل الخير»، مشيراً إلى أنه لا يرغب في تقديم تفاصيل أكثر عن هذه الاعمال.