ضمن فعاليات الموسم الثقافي 2018-2019 «جسور ثقافية» التي مدّت وصالها في مركز «جابر الأحمد الثقافي»، أحيت الفرقة التركية «تقسم تريو» مساء أول من أمس ليلة يمكن تصنيفها من عالم الخيال، مفعمة بالإحساس والمشاعر، وذلك في قاعة جابر العلي الصباح وسط حضور جماهيري غفير ملأ الأرجاء.
ساعتان من الوقت، تناثرت فيها أجمل وأعذب الألحان الموسيقية الدافئة، صنعتها أنامل مبدعين حقيقيين، وسافر خلالها الحشد الجماهيري لاشعورياً إلى ربوع بلاد الأناضول، متعايشاً مع كل نغمة خرجت لتستقر في القلب قبل الأذن.
الثلاثي الموسيقي العبقري الذي باتت أسماء أعضائه غنية عن التعريف وهم حسنو شنلنديريجي على آلة «كلارنيت» وهايتش دوغان على آلة «القانون» وإسماعيل تونجبيلاك على آلة «بُزق»، حلّق في فضاء الموسيقى من دون أجنحة أو حدود، وعزف أفراده على المقامات التركية الشهيرة بكل مهارة وحرفية وإتقان ممزوج بإحساس عالٍ ومرهف، حتى وصلوا إلى مرحلة الانتشاء، الأمر الذي انعكس تلقائياً على الحاضرين الذين تعايشوا مع كل مقطعوعة موسيقية عُزفت.
في تمام الساعة الثامنة مساء، انطلقت الرحلة الفنية مع مقطوعة بعنوان «بيكار» للمؤلف إسماعيل تونجبيلاك، ليستمر الإبداع بعدها بمقطوعة تلو الأخرى هي «ناز» للمؤلف حسنو شنلنديريجي، «كوسمالدا دانس» للمؤلف سندور غوزيليل، «سيني كيملر ألدي» للمؤلف سيزن أكسو، «إيج بينيم إيجين» للمؤلف أورهان غنجباي، ومقطوعتي «غوزوم» و«كولاغيم» للمؤلف حسنو شنلنديريجي، «غيتي دي غيتي» للمؤلف أورهات غنجباي، «إيسو جيكو باكو» للمؤلف إسماعيل تونجبيلاك، «سيفدا ديغيل» للمؤلف ليفانيلي، «اسطنبول» للمؤلف نيزيت أرتاس».
كما تغنّى إسماعيل بصوته العذب بأغنيتين، الأولى من تأليفه وألحانه بعنوان «دردرين ني»، والثانية من تأليف وألحان نيزيت أرتاس بعنوان «يالات دنيا». وخلال هذه الأجواء التركية الجميلة، قدّمت الفرقة مقطوعة موسيقية من أغنية الفنانة أم كلثوم «ألف ليلة وليلة» نالت استحسان الجمهور وتصفيقاً حاراً، كما حظيت باقي المقطوعات الموسيقية.
يذكر أن «تقسيم تريو»، ثلاثي موسيقي تركي، قدم مجموعة متنوعة من الأساليب الموسيقية، من بينها الموسيقى التركية الشعبية والكلاسيكية والموسيقى العربية وموسيقى الجاز، حيث تكوّنت الفرقة في العام 2007، بعدما جمعتهم الصداقة في مرحلة الطفولة، فعمل كل واحد منهم بمفرده في بداياته محققاً شهرة كبيرة في أوروبا والشرق الأوسط بالعزف مع عدد من المطربين والفنانين العالميين والعرب وظهروا في العديد من البرامج التلفزيونية المشهورة، قبل أن يقرر الأصدقاء الثلاثة تسجيل أول ألبوم يحمل اسمهم «تقسيم تريو» الذي صدر في العام 2007.
وبعد النجاح الكبير الذي حققه ذلك الألبوم، قامت الفرقة بجولة عالمية شملت بلداناً متعددة في أوروبا والولايات المتحدة والكويت، بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، ليطلقوا بعدها ألبومهم الثاني بعنوان «تقسيم تريو 2» في العام 2009، الذي أحدث ضجة فنية كبيرة، بعدها، توقف الفريق لمدة 6 سنوات ليعود مجدداً في العام 2016 مع ألبوم «آهي»، ويكمل مسيرة نجاحه في إحياء الحفلات داخل أكبر القاعات العالمية والمهرجانات من بينها «وومكس» في برلين، قاعة «كوين إليزابيث» في إنكلترا ضمن مهرجان لندن لموسيقى الجاز. ولذلك، تعتبر فرقة «تقسيم تريو» من الفرق الموسيقية المتميزة التي حققت شهرة عالمية في السنوات الأخيرة.