وجع الحروف

المعازيب...!

1 يناير 1970 05:24 م

في «الراي» عدد الخميس الماضي جاء في الخبر: «أنت معزبك مرزوق الغانم... وأنت معازيبك جماعة لندن»... بهذه الكلمات انتهى السجال بين النائبين شعيب المويزري ومحمد الدلال!
من هو المعزب؟
حسب لهجتنا العامية كلمة «معزب» وجمعها «معازيب» تعني صاحب العمل أو الشخص الموجه أو المضيف.
لسنا في ضيافة شخص كريم نطلق عليه «المعزب»، ولا نحن بصدد معنى مسؤول تحت قبة البرلمان... نحن أمام نواب مجلس الأمة ممثلين لآلاف من الناخبين والناخبات، ممن وقع اختيارهم على من سيمثلهم عن قناعة... فما هي حكاية أو لنقل «لغز» كلمة «المعزب»!
فبعدما تحولت القاعة إلى «هرج ومرج»... بحثنا عن سبل لإقناع البعض من أجل التوقف عن ذلك، والعمل وفق الأدوات الدستورية وتفعيل جانبي الرقابة والتشريع، وأن يكون كل صاحب رأي محترم الطرف الآخر الذي يخالفه الرأي، بحيث تكون قاعدة احترام الرأي والرأي الآخر هي الأساس في التعامل المغلف بأدب الحوار.
نعلم أن المشرع ذكر في المادة 36 من الدستور الكويتي: «... لكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره...»، فهل ما يقال أو ينشر رأي حر مسؤول أم هو رأي يعبر عن رأي «المعزب»!
طيب «ليش» ما يعلنون للجموع أسماء المعازيب وتنتهي الحكاية؟
عضو مجلس الأمة يؤدي الدور التشريعي والرقابي، الذي يضمن استمرارية العمل المؤسسي بشكل يحافظ على المال العام، ويحافظ على حقوق المواطنين ومكتسباتهم.
من هنا نتذكر ما جاء في «الأثر»، عن قيادات كان لها الأثر الكبير في نفوس المسلمين? ونذكر هنا خطبة أبو بكر الصديق عند توليه أمر المسلمين التي جاء فيها: «... فإنني وليت عليكم ولست بخيركم? فإن أحسنت فأعينوني? وإن أسأت فقوموني? الصدق أمانة والكذب خيانة? والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله? والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله...».
والمطالبة بالحقوق أحيانا تختلف من فئة إلى أخرى، فكل وحسب ثقافته في طريقة العرض، وهنا نتذكر قصة الإعرابي الذي جذب النبي صلى الله عليه وسلم بشدة فأمر له بالعطاء!
البعض يعتقد أن من يطالب بحقه فيه إساءة له مع أن الأمر طبيعي جدا... تحتاج حسن استقبال وإن كانت المطالبة فيها قسوة، فجميع قياديينا ليسوا أفضل من صفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
والبعض من القيادات بمن فيهم النواب? عندما ننتقد أداءهم أو نوجه لهم النصيحة، نجدهم في ضيق من أمرهم ويصور لهم أن من وجه النصيحة أو انتقد قد ارتكب خطيئة!
نعود لقول: «أنت معزبك مرزوق الغانم... وأنت معازيبك جماعة لندن»: هل تعتقدون أن هذا المستوى من الحوار يمكننا من ممارسة الديموقراطية السليمة، أو من إقرار قوانين تخدم مصلحة المواطن، وتشديد رقابة تقضي على الفساد... لا أظن ذلك؟
قلتها في عام 2009... مشكلتنا في النفوس وليست النصوص? مشكلتنا في معايير اختيار النواب? ومشكلتنا عدم قبول الرأي والرأي الآخر، ومشكلتنا الفجور في الخصومة!

الزبدة:
هل عندما أتحدث - أو أي شخص آخر- عن قضية كالتعليم أو الصحة أو الخدمات يعني أن له «معزب» يوجهه؟
بصراحة... الواحد يصاب بحيرة من أمره خصوصاً عندما يحاول أن يتجنب النواحي السياسية، ويأخذ معايير القيادة والإدارة كمدخل لتوجيه النصح والنقد البناء، بعيداً عن التجاذبات السياسية، لا سيما وأن «اللعبة السياسية» ما أن تدخل في جانب فني صرف، إلا وهي تفرغه من محتواه وتذهب كل المساعي الإصلاحية أدراج الرياح.
لا نريد سماع مفردة «معزب»... رجاء!? نريد أن نعمل، خصوصاً في مجالي التشريع والرقابة عبر نواب «يقدحون من رأسهم»، ويلتقون بناخبيهم بشكل دوري للاستئناس برأي أصحاب الاختصاص، كي يكون كل مقترح أو سؤال أو استجواب قد بني على أسس صحيحة.
هنا يكون دور الناخبين الحقيقي حالياً، وعند اختيارهم نواب المجلس المقبل.
نحتاج إلى إصلاح لذوات أنفسنا، لتكون النفوس خالية من الشوائب، وأن يكون احترام الرأي الآخر مدخلاً للإصلاح، ناهيك عن ضرورة اختيار الأخيار... والله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi