الرياضة - أو كما كنا نسميها قديماً ألعابا - أصبحت من الأمور الأساسية للشعوب الغنية والفقيرة... مهمة جداً للشعوب المتقدمة والمتخلفة... مهمة جداً لرجال السياسة والاقتصاد والاجتماع... تزداد أهميتها وتصل لذروتها عند مكاتب المراهنات...!
قيل زماناً وحديثاً إن الرياضة تهذب النفوس، وتكون الأصدقاء، وإنها - أي الرياضة - تقرب الشعوب والدول وتزيد من أواصر المحبة بينهم...
الواقع يقول ويحكي ويبرهن عكس ذلك... فاذا ذهبت إلى أميركا الجنوبية وجدت أن المنافسات بين الدول زادت الكره والعداوة وأحيانا القتلى... وإنها في أميركا الجنوببة كانت سبباً لنشوء إحدى الحروب بين الدول... فمن يردد إن الرياضة تقرب الشعوب في أميركا الجنوببة بالتأكيد هو كاذب...
انظر إلى أميركا الشمالية وتابع على سبيل المثال مباريات الهوكي... قلما خلت مباراة من معركة دامية بين اللاعبين...
اذهب إلى إسترليا ونيوزلندا، وشاهد كيف فرّقتهم الرياضة وبذرت بينهم العداوة والكره و العنصرية...
اتجه إلى أفريقيا وتذكر كيف فرقتهم الرياضة و زادت الكره و العداوة.... بافريقيا هناك دول تسجل ضحايا بكل موسم رياضي... و لا تنس مبارة بين فريقين عربيين، التي ما زالت تعتبر أفضل مثالاً للأهداف الخفية للرياضة...
اذهب إلى أوروبا و شاهد العداوات العنصرية والكره، الذي تسببه البطولات الرياضية بين شعوبها...
انظر إلى روسيا والدول المجاورة لها وتمعن... ستكتشف أن الرياضة زرعت بينها الكره و العداوة...
إن ما حصل في بطولة كأس آسيا أخيراً يعتبر طبيعي جداً... ويعد نجاحاً لأهداف البطولات بين الدول...!
فما حصل لم يكن بسبب الشد الإعلامي أو بسبب المشاكل السياسية بين الدول... إنما هو هدف أساسي من أهداف البطولات الرياضية بين الدول.... و هناك من يتعايش على هذه الأحداث...
إن من يردد أن الرياضة وجدت لتآخي الشعوب والأمم بالتأكيد هو واهم....
فالبطولات الدولية أينما كانت أصبح أحد أهدافها تفريق الشعوب وزيادة الاحتقان بين الدول... تذكروا دورة الخليج العربي... تبدأ باغان عن الحب بين أهل الخليج... لكن ما إن تبدأ البطولة تلاحظ زيادة الكره والعداوة والعنصرية بين أبناء الخليج... ومن ينكر ذلك فعليه مراجعة نفسه...
المهم أننا جميعا نبارك للفائز، وإن كنّا بسبب البطولة ازداد كرهنا بعضنا لبعض... فالمباركة هي «بروتوكولات» لا بد منها... فهل هناك من يفهم...!