لبنان - قطر... جيلان يبحثان عن الانتصارات

1 يناير 1970 05:20 م

عواصم - أ ف ب - بعد استضافته نسخة 2000 وخروجه المخيب من الدور الأول، يشارك لبنان في كأس آسيا مع جيل يبحث عن باكورة انتصاراته في بطولة بلغها للمرة الأولى من بوابة التصفيات، عندما يلتقي قطر في العين اليوم، ضمن المجموعة الخامسة.
وجاءت المشاركة الأولى ضعيفة على الرغم من الاستفادة من تجنيس 6 برازيليين، فيما ركز المدرب الحالي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش على الانتشار اللبناني، ليرفد المنتخب بلاعبين ترعرعوا في الملاعب الأوروبية.
ويرى القائد السابق للمنتخب رضا عنتر والذي كان في عداد تشكيلة عام 2000 أن «سبب الإخفاق إداري وليس فنيا لأن المنتخب حينها كان ممتازا، فيما تأثر بتغيير المدرب المصري محمود سعد باليوغوسلافي يوسيب سكوبلار وتجنيس لاعبين عاديين جداً، إضافة الى إيقاف موسى حجيج وقتها قبل استدعائه لاحقاً».
ويضيف عن الجيل الحالي: «نملك جيلا جديدا غالبيتهم لعبت بجانبهم قبل سنوات تحت إشراف الألماني ثيو بوكير، والآن أصبحوا ناضجين أكثر وخبرتهم أعلى والبعض احترف وعاد».
وتضم التشكيلة 6 لاعبين يحترفون خارج لبنان، أبرزهم لاعب وسط هايدوك سبليت الكرواتي، باسل جرادي ومدافع النصر الاماراتي، جوان الأومري، فضلاً عن لاعبين محليين كانت لهم تجربة خارجية مثل قائد المنتخب حسن معتوق المحترف طويلا في الإمارات، وسمير أياس لاعب وسط سسكا صوفيا البلغاري السابق.
هذه الطفرة في الاعتماد على اللاعبين الآتين من دول الانتشار جاءت بعد النتائج المفاجئة في تصفيات مونديال البرازيل 2014، حيث بلغ لبنان حينها الدور الحاسم على حساب الإمارات والكويت، فضلاً عن تحقيقه نتائج لافتة في تلك الآونة كالفوز على كوريا الجنوبية وإيران.
وتحدث المدرب رادولوفيتش لوكالة «فرانس برس» عن الفوارق الكبيرة بين فريقه والمنتخبات المنافسة، «السعودي يعد مرشحا للقب لا سيما اثر مشاركته الجيدة نسبيا في مونديال روسيا، والقطري يحضّر منتخباً قويا لنهايات كأس العالم المقبلة في أرضه، والكوري الشمالي سيكون مغايراً عن الذي واجهناه في التصفيات».
ويؤكد رادولوفيتش أنه «راض عن التحضيرات، وكذلك عن خطط اللعب التي نتبعها فهي 3-4-3. ليست دفاعية بل شاملة، نعم أخفقنا في التسجيل في المباريات الأخيرة لكن هذا لا يعني أننا نتحفظ دفاعيا، وأؤكد أننا جاهزون للنهائيات».
من جهته، يبدأ المنتخب القطري مشاركته في أول بطولة يخوضها على أرض إحدى الدول المقاطِعة للدوحة منذ بداية الأزمة الديبلوماسية الخليجية، وسط رغبة من مدربه الإسباني فيليكس سانشيز بإبعاد لاعبيه عن الضجيج السياسي.
وتخوض قطر منافسات البطولة بمنتخب يعتمد على مزيج من لاعبي الخبرة والشبان، بمن فيهم عبد الكريم حسن أفضل لاعب في القارة لعام 2018، ويرغب مدربه الإسباني في التركيز على كرة القدم حصرا.
وحققت قطر نتائج إيجابية منذ تولي سانشيز مهام تدريبها في 2017. وعزز المدرب التشكيلة بعديد من اللاعبين الشبان، ومنح دورا أكبر للمولودين في قطر بدلا من التركيز على تجنيس آخرين أجانب.
وعن المشاركة القطرية، قال عبد الكريم حسن: «بشكل عام نحن جاهزون للبطولة، وبالنسبة للمجموعة فهي صعبة ونحن نفكر دائماً في أول لقاء ضد لبنان، ونسير مباراة تلو مباراة والهدف هو التأهل من المجموعة».
وقال «أرشح منتخب قطر لأن يكون الحصان الأسود. وبالجيل الحالي، كلي ثقة أننا سنتجاوز ربع النهائي».

«رجال الأرز»... استعداد ضعيف واعتماد على المهارات الفردية

|كتب أسامة مروة|

يعود منتخب لبنان إلى كأس آسيا حاملاً آمال نحو 6 ملايين من مواطنيه بتحقيق نتيجة مشرّفة أمام عمالقة كرة القدم في «القارة الصفراء»، بعد 19 عاماً على مشاركته اليتيمة كمستضيف للبطولة عام 2000.
«رجال الأرز قادمون»... شعار اتخذه المنتخب في البطولة، وسط ترقّب لكيفية تجاوز مسألة ضعف الاستعداد والتدريبات للجيل الذي قد يعد الأبرز في تاريخ الكرة اللبنانية.
وشكل ضعف الاستعداد وغياب الانسجام بين اللاعبين، مادة للسجال بين المتابعين في الأيام الأخيرة، مع اعتراف الجميع بتقصير الحكومة واتحاد اللعبة في دعم المنتخب، لعوامل عدة قد يكون أبرزها «الاعتياد على شرف المشاركة والحضور من دون أي اعتبار لضرورة تحقيق نتيجة إيجابية»، وعدم وجود ملاعب صالحة للتدريب وضعف مستوى الدوري وغياب الحوافز المقدمة للاعبين وغيرها.
وقال الإعلامي الرياضي علي حجازي إن فارق الإمكانات الكبيرة من ناحية المعسكرات والتجهيزات المتاحة والملاعب والنظام الاحترافي في قطر والسعودية، يشكل نقطة سلبية بالنسبة للمنتخب الذي اكتفى بمعسكر ومباراة ودية واحدة في الفترة الأخيرة أمام البحرين.
وأضاف أن تعويض النقص في التحضيرات وضعف الاستعدادات للمشاركة في «العرس القاري»، قد يكون متاحاً عبر طرق عدة، منها رغبة اللاعبين في البروز على المستوى الشخصي بغية الحصول على عقد احترافي بعد نهاية البطولة، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يشكل عاملاً مساعداً في ظل الإمكانات الفردية الرائعة التي يتمتع بها العديد من اللاعبين الذين يشكلون الجيل الأبرز في تاريخ المنتخب.
وشدد على أهمية دور الجهاز الفني بقيادة المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش، في إيجاد توليفة مناسبة بين اللاعبين المحليين من أندية النخبة في البلاد، والمحترفين الذين ينتظر أن يساهموا إيجاباً في تحقيق النتائج المرجوة وعلى رأسهم باسل جرادي من كرواتيا، مع الأخوين فيليب وألكسندر ملكي (السويد) وهلال الحلوة (ألمانيا) وخوان العمري (زميل النجم الإسباني أندريس إنييستا في الدوري الياباني).
وفي سياق متصل، أبدى الصحافي ميثم قصير تفاؤله بقدرة المنتخب على تحقيق مفاجأة في «بطولة المفاجآت» حتى الآن، معتبراً أن عدم معرفة الخصوم بمستوى لاعبيه قد يساهم في تخفيف الضغط عنهم.
وقال إن قلة المباريات الودية قبل انطلاق البطولة تشكل عاملاً سلبياً يحول دون خلق التجانس بين اللاعبين، مبيناً أنه يمكن تجاوز ذلك بالاعتماد على القدرات الفردية لبعض النجوم، لافتاً إلى أن استقدام عدد من المحترفين من الخارج، حتى لو لم يكونوا على بيّنة من طبيعة لبنان، أمر إيجابي، بشرط أن يكون أداؤهم وقدراتهم أفضل من تلك الموجودة في الدوري المحلي.
من ناحيته، رأى الإعلامي الرياضي رواد مزهر أن مخاطرة المدرب رادولوفيتش قد تشكل الأساس لتفجير مفاجأة من «منتخب الأرز».
واعتبر أن المنتخب يعاني من «أزمة تهديف»، إذ عجز لاعبوه عن تسجيل أي هدف في المباريات الخمس الأخيرة، مشدداً على أن التفاهم بين النجوم المحترفين في الخارج وأولئك المتواجدين في الدوري المحلي، سيجعل «رجال الأرز» الحصان الأسود وأحد المنتخبات المتأهلة الى الأدوار التالية.
الشارع اللبناني يترقب منتخبه حاملاً أملاً في تحقيق مفاجأة ترسم الفرحة وتخلط الأوراق في مجموعة صعبة. الكلمة الفصل ستكون لأداء اللاعبين وقدرتهم على خلق التجانس في ما بينهم لتعويض الاستعداد المحدود وضعف الاهتمام الرسمي.