احتضنتها القاعة المستديرة ضمن فعالية «حديث الإثنين»

«موسيقى كويتية برؤية أوركسترالية»... في مركز جابر الثقافي

1 يناير 1970 07:21 ص

الحوار تناول جملة من التحديات التي واجهت المؤلفين والعازفين والتعاون مع فرق الأوركسترا

حلقة نقاشية مميزة، بعنوان «موسيقى كويتية برؤية أوركسترالية»، شهدتها القاعة المستديرة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أول من أمس، ضمن فعالية «حديث الإثنين»، والتي احتضنت جمعاً من الموسيقيين الكويتيين، وهم يوسف حلاوة ومحمد الحمدان وعبدالعزيز شبكوه وخالد نوري ومشعل حسين، ممن تألقوا بالعزف الأخاذ على آلات موسيقية مختلفة بمعية «أوركسترا زغرب الفيلهارموني»، خلال الحفل المبهج الذي أقيم أخيراً على مدى ثلاث أمسيات في قاعة المسرح الوطني داخل المركز.
وقد حظيت التجربة الثانية لمركز الشيخ جابر الثقافي بأصداء واسعة النطاق، توازي ما تحقق في التجربة الأولى، التي انطلقت في الموسم الثقافي الأول، وتمثلت بمشاركة موسيقيين كويتيين مع «أوركسترا بوخارست الفيلهارموني»، من باب التبادل الثقافي ومد جسور الموسيقى بين المحلية والعالمية.
وبالعودة إلى القاعة المستديرة، فكان مضمون الحوار الذي أداره مدير الموسيقى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الدكتور أحمد الصالحي، يتمحور حول التعرف عن قرب على الموسيقيين المشاركين في هذه التجربة الجريئة والواعدة بالأمل في خلق تواصل بين موسيقانا وموسيقى العالم.
 كما تناول الحوار جملة من التحديات التي واجهت المؤلفين والعازفين، وطبيعة التعاون مع فرق الأوركسترا المشاركة، متطرقاً إلى الفرص المتاحة أمام الموسيقى الكويتية، كي تتخطى حاجز القوالب التقليدية من دون الإخلال بهوية اللحن الكويتي الأصيل.
في البداية، أوضح الأستاذ المساعد لآلة الكمان في المعهد العالي للفنون الموسيقية خالد نوري أن موسيقى «الهوى» التي قدمها تتكون من ثلاثة مقاطع موسيقية، الأولى عبارة عن جملة استهلالية تمثل الحِرف والصنعات الكويتية قديماً، والمقطع الثاني يُمثل الجملة الأساسية المستوحاة من تنزيلة بحرية بعنوان «يا ذا الحمام» وإيقاعها المخالف، فيما يركز المقطع الثالث على مراحل التطور في الكويت ويصاحبه إيقاع «دواري».
بعده، تحدث المؤلف الموسيقي عبدالعزيز شبكوه، قائلاً: «ألفت موسيقى جديدة مستوحاة من لحن كويتي قديم وهو (يا خالق الخلق) للملحن عبدالله الفرج». وعزا استخدامه وتأثره بفن الصوت إلى لحنه السهل والبسيط والمألوف، بالإضافة إلى تشجيع بعض المهتمين للاستلهام من التراث الكويتي وإبرازه بصورة أوركسترالية، كاشفاً الغطاء عن سبب تسميته لمعزوفته «القرين»، موضحاً أن التسمية جاءت بعد نقاش مع المختصين لاختيار اسم الكويت القديم وهو القرين، كرمز ودلالة على عراقة اللحن الذي يتناول أحد ضروب الصوت الكويتي بشكل يُغاير السائد.
وعن «رقصة الجواري» التي قدمها، أوضح أن هذه المقطوعة تمثل وجود أربع جوارٍ يرقصن بأربع خانات أو حركات موسيقية مختلفة، ولكل خانة شخصية منفردة، لا يجمع بينها سوى لحن التسليم كعامل مشترك، وهو اللحن المتكرر بعد كل خانة، مبيّناً أنه استوحى عنوان «رقصة الجواري» من كتاب «ألف ليلة وليلة».
من جهته، قال العازف يوسف حلاوة إن العود من الآلات العربية التي تستحق أن تكون لها مؤلفاتها الخاصة، مثلها مثل الآلات الغربية الأخرى، «ومن هنا جاءت رغبتي في إثراء المكتبة الموسيقية بمؤلفات لهذه الآلة». ونوه إلى أنه اختار لهذه المقطوعة اسم «فانتازيا»، لأنها قطعة موسيقية حرة، لا ترتبط بقالب أو وزن موسيقي محدد، «ما أتاح لي فرصة إدراج ضرب السماعي الثقيل». وشدد على أن هذه الفانتازيا عبارة عن موسيقى تأثيرية تصور جانباً من الأحاسيس والمشاعر العاطفية، «التي أعبّر من خلالها عن خيالي وفكري الخاصين، وهي بمنزلة رحلة لآلة العود بمصاحبة الأوركسترا».
وقال محمد الحمدان: «بدأت في كتابة مقطوعة (الأرض الخضراء) في العام 2015، ثم تركتها بعد ذلك لفترة طويلة، وعدت إليها العام 2018 بعدما أبلغني الدكتور أحمد الصالحي - مدير الموسيقى في مركز الشيخ جابر الثقافي - بفكرة المؤلفات الكويتية ذات الطابع الأوركسترالي، فكان ذلك دافعاً بالنسبة إليّ لاستكمالها، حيث إنني من عشاق الأعمال الأوركسترالية».
وبسؤاله عن اختياره لـ«الأرض الخضراء» كعنوان لمقطوعته، ردّ الحمدان: «يرجع السبب لعشقي للخضرة وللأماكن المخضرة وهو ما أوحى إليّ باسم هذه القطعة الموسيقية ومضمونها».
في السياق ذاته، أشار أستاذ آلة «الكلارنيت» في المعهد العالي للفنون الموسيقية مشعل حسين إلى أن لحن «البوشية» الذي قدمه، هو قطعة مُستلهمة من لحن تراثي على ميزان «الفالس» موضحاً أنه عمد إلى تطبيق بعض عناصر التأليف الغربي الكلاسيكي، من خلال عرض الجملة اللحنية الأساسية وتناولها على درجات متعددة من درجات نغم السلم أو المقام، إضافة إلى إحداث تنويعات عليها بمصاحبة نسيج هارموني متنوع ما بين الكلاسيكي والحديث.