للمرة الأولى - منذ أن تحررت الكويت من الغزو العراقي - أتوقف عن قراءة الجرائد قبل الإفطار مضطراً، فهي عادة وهواية اعتدت عليها منذ ذاك الحين، وهو كيفٌ حُرمنا منه يوم السبت الماضي، فرائحة الحبر وآثاره على اليدين هما مقبلات الفطور اليومي، فأنا أقرأ كل صباح أربع صحف يومية منذ أن تقاعدت، فأعرف منها الأخبار الحقيقية، لأن - وللأسف - إعلامنا العربي الرسمي أصبح صوتاً للأنظمة الحاكمة، يستر عيوبها، ويبرر أخطاءها، ويصف خصومها قديماً بالرجعية، وحديثاً بالإرهاب.
وأما الإعلام الأجنبي فهو يدس السم في العسل ويسعى للفُرقة بيننا، كعرب ومسلمين.
وأما صحافتنا المحلية - ولله الحمد - فلديها حد كبير من المصداقية وحرية كافية إلا في أمور وقضايا خاصة جداً.
والهدف الثاني من قراءة الصحف هو الاطلاع على آراء بعض الكُتّاب من أصحاب الخبرة والتجربة، وخصوصاً النواب والوزراء السابقين، ورأيهم في ما يدور في البلد أو في العالم العربي أجمع، منهم مَنْ يكتب في الأسبوع مرة أو أكثر، ومنهم من يكتب يومياً.
وأحرص بشدة على قراءة مقالات هؤلاء، أمثال: الدكتور يعقوب الغنيم، السيد أحمد باقر، الدكتور ناجي سعود الزيد، الدكتورة موضي الحمود، الدكتور حسن جوهر، الدكتور محمد العوضي، الدكتور وائل الحساوي، والزميل مطلق النصار، وأنتشي عندما أقرأ الجدليات بين السيدين مبارك الدويلة وأحمد الصراف، أما السيدة إقبال الأحمد فاقرأ لها من باب اعرف مَنْ تخالف، وكذلك يعجبني الدكتور عماد جواد بوخمسين.
أما الشعر فأعذبه ما يكتبه الشاعر الشعبي الكبير حمود البغيلي، الذي يمزج بحرفنة عجيبة بين السياسة والحب. وأنا كمحب للصحافة المحلية - ومثلي كثيرون - أتمنى على أصحاب الصحف أن يبرمجوا هذا التوقف بحيث تقف جريدة أو اثنتان فقط ولا ننقطع من رائحة الحبر وسواد الأصابع، فهما كيفٌ لا يمكن الخلاص منه بسهولة.
إضاءة
ما كل مدلقم جوز، ولا كل ما يلمع ذهب، ولا كل مَنْ سبق اسمه حرف الدال دكتور!