ليلة طربية خالصة، تلك التي أحياها - أول من أمس - الفنان الشاب محمد مقصيد، في مركز اليرموك الثقافي، ضمن الموسم 24 لدار الآثار الإسلامية، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
شهدت الأمسية، التي جاءت بعنوان «من التراث العربي»، حضور حشد جماهيري غفير من محبي الموسيقى والتراث والطرب العربي الأصيل، إلى جانب حضور باقة من الديبلوماسيين، في حين قدم فقرات الحفل مسؤول الأمسيات في المركز المهندس صباح الريس.
في مستهل وصلته، قدم مقصيد مجموعة من الروائع الغنائية التي برع في تأديتها على خشبة المسرح، بينها رائعة «قدك المياس»، من مقام «حجاز»، ويقول مطلعها:«قدك المياس يا عمري/ يا غصين البان كاليسري/ أنت أحلى الناس في نظري/ جل من سواك يا قمري»، وتعد من الأغاني الفولكلورية التي تغنّى بها العديد من المطربين الكبار، لاسيما الفنان صباح فخري.
أيضاً، أطرب مقصيد جمهور مركز اليرموك الثقافي بأغنية «كل ده كان ليه»، التي صاغ كلماتها الشاعر مأمون الشناوي، وهي من ألحان وغناء الموسيقار محمد عبدالوهاب، ليشدو من بعدها بأغنية «على بلد المحبوب»، كلمات أحمد رامي، وألحان رياض السنباطي، بينما تألقت بغنائها كوكب الشرق أم كلثوم في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي.
كما لا نغفل عن براعة أعضاء الفرقة الموسيقية بالعزف على شغاف القلوب، حيث اعتمدوا على الآلات الوترية الشرقية مثل «القانون» و«الكمان» و«العود»، بالإضافة للإيقاعات، لاسيما «الطبلة» و«الدف».
ويعتبر الغناء في التراث العربي، جزءا من روح هذه الأمة وثقافتها وتاريخها الحضاري، حيث تطور فن الموسيقى في ركب الحضارة العربية حتى بلغ ذروة مجده.