كما لو أننا في حضرة أبطال بوليوود، أميتاب باتشان وشاروخان وسريديفي، حيث الرقص والغناء والاستعراض الأخاذ في الأفلام الهندية!
هكذا بدا المشهد الفني - الخميس الماضي - في المسرح الوطني الكبير بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعدما تجمع التراث الموسيقي الهندي مع الأداء الحركي وأحداث متسلسلة منذ نشأة بوليوود، وحتى يومنا هذا.
«الراي» تواجدت في الكواليس، بدعوة من إدارة العلاقات العامة والإعلام في المركز، لمتابعة التحضيرات - عن كثب - قبيل انطلاق العرض العالمي.
في البداية، أوضح مدير إدارة البرامج في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حمد الريس بأن هناك أكثر من 1500 قطعة ملابس يقوم بارتدائها المشاركون خلال العرض، وبين كل وصلة وأخرى لديهم دقيقة فقط لتغيير الملابس، لافتاً إلى أن التجهيزات كانت دقيقة للغاية، وبأن فريق العرض عمل بانتظام، كخلية نحل دؤوب.
وبسؤاله عمّا يُميز هذا العرض عن العروض الأخرى، ردّ قائلاً: «هو العرض البوليوودي الأول، الذي تتم استضافته في مركز الشيخ جابر الثقافي، كما أن هناك شعبية كبيرة من قبل المجتمع الكويتي للفن الهندي»، كاشفاً عن أن «تجار بوليوود» جرى عرضه في بعض الدول الخليجية، بالإضافة إلى مدن شتى من أنحاء العالم، وقد لاقى نجاحاً واستحساناً وقتذاك.
الريس، بيّن في خضم حديثه لوسائل الإعلام أن عدد الفريق البوليوودي قرابة 40 شخصاً، منوهاً إلى أن الممثلة الرئيسية في العرض هي كارول روزي فورتادو التي تؤدي دور «عائشة»، إلى جانب الممثل عارف زكريا الذي يلعب دور الراوي، ودنزل سميث بشخصية «أوداي»، مؤكداً أن الممثلين السالف ذكرهم ظلّوا متواجدين بفريق العرض البوليوودي منذ تأسيسه قبل 12 عاماً.
ومضى الريس يقول: «في كل مشهد، هناك زي معيّن، كي يبين للجمهور الزمان والمكان وطابعه في كل عصر، وبأن العرض يضم 14 مشهداً، مختتماً بأن الشركة المنتجة هي أسترالية، ولكن فريق العمل من الممثلين والراقصين هم من الهند.
وبالعودة إلى العرض، فقد حلّق «تجار بوليوود» على مدى ثلاث ليالٍ بالجمهور الغفير الذي ملأ المدرجات بأكملها، في رحلة ثقافية وتراثية محفوفة بالمتعة والتشويق، حول بلاد الهند والسند.
وتابع الجمهور بانسجام، العديد من اللوحات والفقرات الراقصة المبهرة، على غرار رقصة البانجرا، والبيهو، وكاتهاك، وغيرها من الرقصات التي عبرت بوضوح عن تراث الشعب الهندي وحضارته المتنوعة. كما قدم الفريق العالمي عرضاً استثنائياً ساحراً مفعماً بالحياة، عبر ألوانه الجميلة ورقصاته المتقنة في الأداء مع الموسيقى وقرقعة الطبول، ليجوب عالماً آخر من الخيال.
يتناول العرض الراقص «تجار بوليوود»، حيث التاريخ الساحر لأكبر صناعة سينمائية في العالم وأكثرها إنتاجاً، ويلقي أضواء مكثفة على النجوم الذين انطلقوا منها وأضاؤوا سماء الفن السابع. ويرصد «تجار بوليوود» هذه الصناعة المهمة، عبر مراحلها المختلفة، لذا يعد هذا العرض بمنزلة تحية لأفلام بوليوود العظيمة على مدى تاريخها، وصولاً إلى أنجح الأفلام التي تتربع على شباك التذاكر اليوم.
وقام العرض على قصة غير حقيقة، لكنها تستند إلى ما يحدث في الواقع، حيث يتناول كواليس صناعة السينما الهندية، والدور المؤثر الذي تمارسه في قلب وروح المجتمع الهندي، في أمسية خلابة حافلة بالغناء والموسيقي والاستعراضات الباهرة من خلال حكاية فتاة صغيرة وجدها، وحبهما الكبير للرقص.
يُذكر أن «تجار بوليوود» من إنتاج الأستراليين مارك وتوني بريدي، بالتعاون مع أكبر نجوم السينما الهندية. قدم للمرة الأولى في العام 2005، ومن يومها عرض في أكثر من 20 بلداً، بينها ثلاثة مواسم في لندن بيعت تذاكرها بالكامل. وضم الاستعراض أشهر الأغنيات والرقصات من الأفلام التي حطمت الأرقام القياسية في شباك التذاكر، مثل، «لاغان»، «ديفداس»، «مسافر»، «بانتي أور بابلي»، «جوم باربار جوم»، «رانغ دي باسانتي»، «دوم ودوم 2»، بالإضافة إلى موسيقى المؤلف الحائز على جائزة الأوسكار أ.ر. راحمان، حيث يستمتع الجمهور بالكثير من اللحظات المهمة في بوليوود، ويشاهدها بصورة حية على المسرح في إنتاج فخم يجسد جوهر الهند وسحرها، بثقافتها الغنية والمتنوعة، وشعبها الكبير في استعراض حافل بالألوان المتلألئة.
تصميم الرقصات والموسيقى
تولت تصميم الرقصات المصممة الشابة المعروفة عالمياً وايبهاوي ميرشانت، التي تعتبر من أصغر مصممي الرقص في بوليوود، وحفيدة هيرالالجي ميرشانت، أحد مؤسسي السينما الكلاسيكية في بوليوود. عملت وايبهاوي مع أكبر نجوم السينما الهندية مثل أشوريا راي في أشهر أفلامها، ومن بينها «بانتي أور بابلي». أما موسيقى العمل، فمن تأليف وتوزيع الأخوان سليم وسليمان ميرشانت، اللذين ألفا الكتاب الموسيقي لفيلمي «ناتش» و«دوم»، وهما من أنجح الأفلام الهندية، حيث باعا أكثر من 500 مليون تذكرة في جميع أنحاء العالم.
الأزياء والديكور
يتميز العرض بروعة وفخامة الأزياء التي كلفت أكثر من مليون دولار، وتضم العديد من قطع الملابس الباهرة والملونة، تزينها نحو ألفي قطعة من المجوهرات، واضطلعت بتصميمها أكبر دور الأزياء في بوليوود، بينما صمم المناظر سابول سيريل الذي فاز أخيراً بجائزة أفضل تصميم فني في سينما بوليوود.