قدمتها «فرقة التطبيقي» ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي 19

«دوغمائية»... الحرب لا تؤذي إلا الأبرياء

1 يناير 1970 10:26 ص

الحرب وشظاياها... كانت محور مسرحية «دوغمائية»، التي عرضتها الفرقة المسرحية التابعة لهيئة التطبيقي مساء أول من أمس على مسرح الدسمة ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي 19.
العرض الذي حضره حشد من محبي المسرح من الجمهور وضيوف المهرجان، من تأليف علي البلوشي واعداد وإخراج نصار النصار، وتمثيل بدر الحلاق وهاني الهزاع وغدير حسين وماجد البلوشي ورازي الشطي وفاطمة العصيمي وبشاير الشنيفي. أما الديكور والأزياء، فمن تصميم أسماء عيسى، والإضاءة لفاضل النصار والموسيقى من تأليف فهد البحري ومساعد مخرج سعود السعد.
تعبّر المسرحية عن عدد من المشاعر والأحاسيس. والحبكة الأساسية تدور حول الحرب وشظاياها. فهي تظهر أنها لا تؤذي إلا الأبرياء، بالإضافة إلى أنها لعبة للأطفال، وفي أحيان يعتبر فقد الجندي وموته موتاً لأحبابه. وخلال العرض، يعبّر عدد من الجنود عما يختلج قلوبهم من كلام وبوح عن وجودهم في الحرب، وكيف سرقت الدنيا حياتهم من دون أن تحسب للنهاية أي حساب.
استطاع البلوشي كمؤلف وضع القضية بشكل مباشر، بالإضافة إلى الوضوح في الشخصيات. والمخرج النصار عرف كيف يوصل فكرة المؤلف وبان التوافق بينهما في العمل والتعاون. أما بالنسبة إلى السينوغرافيا، فقد كان الديكور بسيطاً، ولم يتعدّ القطعة الواحدة التي تعتمد على تغيير الإضاءة حسب كل حوار وموقف. وهي كانت بمثابة حاجز يفصل بين عازفي الموسيقى وأداء الممثلين.
وفي ما يتعلق بالأداء التمثيلي، فقد كانت سرعة الكلام واضحة في البداية عند بعض الممثلين في المشاهد الجماعية، بالإضافة إلى السرعة في نطق اللغة العربية الفصحى في المشهد الأول. إلا أن بعض الممثلين برزوا وحافظوا على مستواهم طوال العرض وهم بدر الحلاق وغدير حسين وهاني الهزاع في أدوار الجنود.

الندوة النقاشية
أعقبت العرض المسرحي ندوة نقاشية، استضافتها قاعة الندوات في صالة المؤتمرات بمسرح الدسمة، وأدارتها أمل الدباس، فيما عقّب فيها الدكتور جمال الياقوت بحضور المخرج نصار النصار والمؤلف علي البلوشى.
بعد كلمة ترحيبية للدباس بالحضور، قال الدكتور الياقوت: «نحن أمام نص وعرض يثيران الكثير من التساؤلات. وتفاجأت بالطريقة في النص، والقضية واضحة جداً، وغير تقليدية، وهذا يعطي التساؤل بين المخرج والمؤلف». وأضاف «هناك مخرج يفسر ومؤمن بالقضايا، ولا يصلح مخرجاً مترجماً لهذا النص، كونه نصاً خالياً من الإرشادات... وجمله حرة». وتابع الياقوت: «تفاجأت بالدواماتورغ بالعمل، وفرحت بوجودها كونها مظلومة في وطننا العربي، والعرض فسره نصار».
وتحدث الدكتور أيمن الخشاب، فقال: «نحن أمام تجربة مختلفة، هل هو مسرح أو لا مسرح وهذا سؤال حسمي. الشخوص تفسر عن حالاتها، والتجربة جديدة».
بدوره، قال الفنان عبدالعزيز الحداد: «شكراً للمخرج على هذا العمل... وجدت ورشة متقنة وممثلين جادين».
ووجه الدكتور يوسف الحمدان الشكر لمقدمي العرض، وأضاف: «رأيت تجربة أحيّي فيها نصار النصار، الذي يفاجئنا معه بطاقات جديدة، فهو عمل كثيراً على المجاميع».
وقال علاء الجابر: «النص جميل، لغوياً فيه مشاعر، ولكن لا حراك درامياً به. والعرض يحتاج إلى تفكيك، وليس حركة مع الكلام. وكنت أنتظر أي مصيبة أو حدث يخرجني من الذي أتابعه». وتساءل «أين الديكور في العرض؟».
من جهته، قال الدكتور طالب البلوشي: «العرض معالجة درامية لنص مونولوجي... والنصار أراد أن يعمل من النص شيئاً درامياً».
بعدها، تحدث المؤلف علي البلوشي: «شكراً لكل من حضر العمل وكل انتقاد أفادني، وهذه تجربة أحببت أن أمارسها منذ أيام تواجدي في المعهد العالي، وفكرت فيها منذ ثماني سنوات، ومع نظرية موت المؤلف». وأضاف «عندما كتبت النص، جردت نفسي من إحساسي ومشاعري في كل الوحدات في النص، وتم رفضه في البداية كونه مونودرامياً في المهرجان المحلي، ونصار هو المؤلف الآخر للنص ووضعنا اسمه كإعداد».
وتحدث المخرج نصار النصار: «حدثني البلوشي عن الفكرة من دون شخصيات، ولكن جربنا كون الحياة تجربة، ونقدم ما علينا والفشل نتعلم منه».