«قال أحدهم: كان أبي يقول لي دائماً: عندما تموت ولديك خمسة أصدقاء حقيقيين، فلقد عشت حياة عظيمة».
في الحقيقة - وبعد أن مضت بي السنون وذقت الكثير من تجارب الحياة وتعرفت على العديد من الناس - أقول إن أمر الصداقة ليس بالأمر السهل الهيّن لشخص مثلي، ليس حريصاً لأن يتصادق مع كل من يتعرف عليهم ويلتقي بهم، لأن باب الصداقة في قلبي ليس مفتوحاً على مصراعيه، بل هو شبه مغلق، ولا يمكن أن أُدخل أحداً إلى قلبي وأمنحه مرتبة صديق إلا بعد مضي الكثير من الوقت، وبعد أن أحمصه كما تحمص حبوب البُن، وأشتم رائحة معدنه الأصيل، حينها فقط أدخله نحو قلبي وأصفه بالصديق وأنا مطمئن لذلك، فمن الصعب جداً أن تثق بشخصٍ ما وتدخله قلبك وتقترب منه ويقترب منك ومن ثم تجده ليس كفؤاً لذلك، هذا إن لم يلحقك منه الأذى.
إن حرصك على انتقاء أصدقاء جيدين بعناية وتأنٍ، هو دليل على رجاحة عقلك، فالعبرة بالصداقة هي الكيف وليس الكم، فلربما صديق واحد يعدل عندك عشرة من الأقارب والمعارف ولعله أكثر، كما أن مشروع الصداقة السريع لا أراه مشروعاً ناجحاً حتى وأن خُيل لك ذلك، فهل يعقل لأمر عظيم مثل الصداقة أن تُصنع هكذا سريعاً كما يصنع البيض المسلوق! إن أزمة معرفتنا ببعض الأصدقاء كأزمة الحذاء الضيق الذي يعجبنا شكله ونتفاجأ بسوء قياسه.
في نهاية المقال... الأصدقاء الطيبون المخلصون هم قناديل من نور، وأوطان صغيرة، ومرافئ عند التعب من صخب الحياة، بهم تحلو الدنيا، وبهم يُستعان على قسوة الأيام.
***
سؤال أوجهه للكريم الدكتور عيسى الأنصاري، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ما شروط دعم الكِتاب وشروط دعم المؤلف الكويتي؟ وكيف يتم اختيار اللجنة المشكّلة لهذا الغرض؟