بين الحفاظ على إرثها الثقافي أو تحويلها قاعدة اقتصادية

ندوة «المهندسين» ... خلاف ونقاش حاد بشأن مستقبل فيلكا

1 يناير 1970 04:59 م

اليوحة: لدينا أقدم وأفضل قوانين الآثار  في المنطقة ونحتاج  تفعيلها لتسجيل بعض المواقع عالمياً

أكبر: لا إصلاح من دون «عوار» ولا شجاعة كافية لجهات كثيرة  لعرض رؤية 2035 بتفاصيلها

العتل: نأمل ألا يندثر إرث الكويت الثقافي  في فيلكا كما اندثرت معظم معالمه  في العاصمة


خلاف حاد وجدل خلافي حول مستقبل الجزيرة، شهدته ندوة «فيلكا» في جمعية المهندسين، وخاصة حول الحفاظ على إرثها الثقافي والطبيعي، حيث أبدى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة قلقه إزاء وضع الآثار، في ظل قرار منع وايقاف تعاقدات العمل في الجزيرة، في حين طمأنت عضو المجلس الأعلى للتخطيط المهندسة سارة أكبر إلى أن خطة التنمية تنظر الى فيلكا بأنها ستكون منطقة مأهولة وتضج بالسكان، وتتضمن جامعة متخصصة بالآثار، وأن كافة عناصر الاستدامة ستتوافر فيها بالتطبيقات «الخضراء» ومنها الآثار والارث الثقافي والبيئي.
أما رئيس جمعية المهندسين فيصل العتل، فأشار الى أن خريطة طريق الجمعية التي قدمتها قبيل اطلاق «كويت 2035»، تتضمن سبل الحفاظ على ارث فيلكا الثقافي والطبيعي، من خلال هويتها المعمارية، مع الاهتمام بمشاريع الطاقة والمياه والبنية التحتية.
وبدأت الندوة التي نظمتها رابطة المعماريين، مساء أول من أمس، بكلمة من عريفها عضو هيئة تدريس كلية العمارة بجامعة الكويت الدكتور محمد الجسار، الذي قال إن «الندوة تهدف الى التعرف على التصورات المطروحة لمستقبل الجزيرة، ودور سكانها الأصليين، بالإضافة الى الحفاظ على موروثها الثقافي عالميا».
وتحدث في البداية العتل قائلاً إن «خطة تنمية الكويت 2035 طموحة إلا أن الحكومة تسير باتجاه تنفيذها بشكل بطيء، ونأمل أن تكون خطوات تحقيقها أكثر سرعة وجرأة».
وأعرب عن الأمل في «ألا يندثر ارث الكويت الثقافي في فيلكا، كما دثرت أغلب معالمه في العاصمة، ولم يبق منه الا شواهد معدودة»، مضيفاً «نتطلع لدور ملموس لأهالي الجزيرة في مستقبلها، خاصة وأن البعض منهم لايزال على ارتباط بالجزيرة، وقد يكون هناك من رفض التثمين».
بدورها، استعرضت سارة أكبر، بعض ركائز خطة التنمية ورؤية 2035، لافتة الى أنها تشمل ركائز أساسية، أبرزها تغيير نظام الإدارة الحكومية من حكومة مشغل الى حكومة تشرف وتراقب.
وأضافت أن ركيزة أخرى هي خلق فرص عمل جديدة للشباب، موضحة أن الخطة تركز على ضرورة جعل الشباب معتمدا على نفسه وقادر على استخدام التكنولوجيا وعلى ايجاء فرص وظيفية لنفسه.
وأشارت إلى ركيزة خلق اقتصاد موازٍ ومتنوع والخروج من اطار الاقتصاد النفطي، وهذا سيحل مشكلة التوظيف، مضيفة كلنا يعلم أن عدد الموظفين في الحكومة 380 ألف يعمل منهم 80 ألفاً فقط وأن نحو 30 ألف خريج من كل المستويات يدخلون الى سوق العمل سنويا.
وأوضحت أنه في المستقبل لن يكون هناك مصطلح سكان أصليين سواء في فيلكا أو غيرها، وسيكون السكان هم تلك الطبقة المنتجة التي يحتاجها الاقتصاد المتنوع، وكل كويتي منتج سيكون من السكان الأصليين في الجزيرة أو غيرها، مضيفة أن الدولة لا تملك الكاش لاقامة متطلبات تنفيذ كل مشاريع خطة التنمية، ولهذا فإن الاستثمارات الخارجية قادمة وتحتاج الى بيئة متوائمة ومتطلباتها.
وأشارت الى أن جهاز «كويت 2035» يقوم بإعداد قانون خاص، وهناك قصور في طريقة عرض الرؤية، وهناك عناصر ذات طبيعة شعبية «شعبوية» حساسة جدا، لكن لا اصلاح من دون ألم «عوار»، ولم تكن هناك شجاعة كافية للكثير من الجهات المعنية لعرض الرؤية بكل تفاصيلها.
بدوره، استعرض اليوحة جهود المجلس في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في فيلكا وغيرها من مناطق الكويت، مبديا قلقه ازاء منح المجلس سنة واحدة لانهاء العقود في فيلكا، مشيرا الى أنه كيف نساوي بين عقود عقارات ومقاولات مع عقود البعثات المعنية بالتنقيب والحفاظ على الآثار في فيلكا.
وأشار الى أنه لدى الكويت واحد من أقدم وأفضل قوانين الآثار في المنطقة ونحتاج الى تفعيله، لكي نتمكن من تسجيل بعض المواقع الأثرية عالميا، مشيرا إلى أن البداية ستبدأ بمنطقة «سعيد وسعيدة»، وإذا دخلت الجزيرة في التراث العالمي فيمكن ترتيب ذلك مع المستثمرين القادمين اليها، للحفاظ على هذا الارث المهم.

رابطة المعماريين  استعرضت استراتيجيتها

 قدّمت رئيسة رابطة المعماريين بالجمعية فجر الهندي خطة عمل الرابطة واستراتيجيتها، داعية الى الانتساب الى الرابطة وتفعيل المشاركات فيها، و«هذه الندوة هي باكورة أعمالها على طريق التوعية بأهمية دور المعماري في المجتمع، وكذلك الموازنة بين متطلبات السوق والكوادر المطلوبة في مجال العمارة».