أكد تقرير نشره موقع «ذي ناشيونال»، أن منطقة الخليج تشهد في الوقت الراهن، توجهاً ملحوظاً نحو عمليات الاندماج بصورة غير مسبوقة على مستوى القطاع المصرفي، مبيناً أن بعضاً من هذه العمليات يتم العمل عليه في الوقت الحالي، ومنها ما تم الاتفاق عليه أخيراً.
وأوضح كبير المحللين لدى شركة ا?وراق المالية والاستثمار (سيكو)، شيرو غوش، أن هناك ما يشبه بالموجة الكبيرة لخطط الاندماجات بين البنوك في المنطقة، والتي تستهدف في معظم الحالات تحقيق التوسع في الحجم والتنافس في الأسواق المتغيرة.
وقال إن الاندماج يمثل في حالات أخرى قراراً إستراتيجياً كما هو الحال في حالة البنك السعودي البريطاني والبنك الأول، لافتاً إلى أن هذه الموجة من العمليات لا علاقة لها بتدهور جودة الأصول، أو لإنقاذ بنوك أخرى.
ووفقاً للتقرير، يتعيّن على المصارف، خصوصاً تلك التي تتعافى من نمو ائتماني بطيء، على خلفية انخفاض أسعار النفط والديون المعدومة، جراء تعرضها للممتلكات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الثلاث الماضية، أن تستعد للدفاع عن حصتها في السوق أمام المؤسسات المالية الكبيرة.
وأشار إلى أن الحاجة إلى الاندماجات، أمر ملح نظراً للخلفية المتوترة على مستوى العالم، من تباطؤ النمو الاقتصادي في أعقاب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وبيَّن التقرير أن شهية الشركات العالمية للاندماج والاستحواذ على شركات أخرى بلغت أدنى مستوى لها منذ 4 سنوات، حيث يخطط 46 في المئة فقط من المديرين التنفيذيين لعقد مثل هذه الصفقات وفقاً لمسح أجرته شركة الخدمات المهنية (إيرنست ويونغ)، موضحاً أن دول الخليج تخالف الاتجاه العالمي مع القطاع المصرفي الذي يقود فورة صفقات الاندماج.
وذكر التقرير أن آخر حلقة من سلسلة اندماجات بنوك المنطقة، تمثلت بما كشف عنه البنك الأهلي التجاري السعودي من خطط للاندماج مع منافسه بنك الرياض، إذ أكد أنه يجري محادثات تمهيدية للاندماج مع بنك الرياض، وهي خطوة قد تخلق مؤسسة مالية بقيمة 182 مليار دولار من الأصول.
ولفت التقرير إلى أن الاندماج المحتمل بين «الأهلي التجاري» وبنك الرياض تمثل ثاني عملية اندماج واستحواذ تم الإعلان عنها هذا العام في المملكة التي تعتبر أكبر سوق مصرفية في المنطقة.
وأضاف أن مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني والبنك الأول وافقا خلال أكتوبر الماضي على عملية الاندماج، والتي ستنشئ كياناً مالياً بقيمة 73 مليار دولار من الأصول.
وذكر التقرير أنه يوجد في السعودية 12 بنكاً تخدم نحو 30 مليون نسمة، ومع ذلك، فإن المساهمة الحكومية المشتركة في بعض البنوك من خلال صندوق الاستثمارات العامة تسمح بصفقات أسهل.
وأشار إلى سعي «بيت التمويل الكويتي» (بيتك) إلى تحقيق اندماج محتمل مع البنك الأهلي المتحد في البحرين، في صفقة من شأنها أن تخلق بنكاً إسلامياً جديداً بقيمة 92 مليار دولار من الأصول.
وأكد تطلع البنوك في الإمارات نحو زيادة حجم ميزانياتها العمومية للتكيف مع البيئة التشغيلية الصعبة في المستقبل.
ونوه التقرير بأن بنك أبوظبي التجاري، ثاني أكبر بنك في العاصمة، يجري محادثات من أجل اندماج ثلاثي الأطراف مع بنك الاتحاد الوطني وبنك الهلال المتوافق مع الشريعة، والذي يمكن أن يخلق خامس أكبر كيان مصرفي بالخليج بـ 114 مليار دولار من الأصول.
وأفاد بأن هذه الخطوة تأتي في أعقاب جهود أبو ظبي لتجديد اقتصادها، إذ قامت الإمارة بالفعل بدمج الشركات المدعومة من الدولة، بما في ذلك اثنتان من صناديق الثروة السيادية، لإنشاء كيانات أكبر وأكثر كفاءة وسط ظروف اقتصادية أكثر صرامة.
وبيّن أن الاندماج المحتمل يأتي بعد اندماج آخر بين إثنين من أكبر البنوك في أبوظبي العام الماضي، وهما بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج الأول بقيمة أصول 188 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى أن بنك البحرين الوطني كان قد أعلن في أكتوبر الماضي أنه يدرس تقديم عرض طوعي للأسهم المصدرة لبنك البحرين الإسلامي، وهي خطوة قد تخلق بنكاً بقيمة 11.5 مليار دولار في الأصول.
وفي قطر، أفاد التقرير بأن كل من بنك بروة ومصرف قطر الدولي قد توصلا خلال أغسطس الماضي إلى اتفاق نهائي للاندماج.
وتابع أن بنك «ظفار» والبنك الوطني العماني يجريان محادثات لإنشاء كيان مشترك بأصول 20 مليار دولار، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن بنك العز الإسلامي وبنك عمان العربي، قد كشفا عن خططهما لاستكشاف إمكانية تحقيق الاندماج.