نسمات

لا نملك إلا التفاؤل!

1 يناير 1970 01:32 ص

عرضت قناة الـ BBC البريطانية سلسلة أفلام وثائقية جديدة وملونة عن الحرب العالمية الثانية، ومع أني قد قرأت الكثير عن تلك الحرب وشاهدت أفلاماً قديمة عنها، إلا أن هذه السلسلة الجديدة تجسد حجم الوحشية والدمار لتلك الحرب المجنونة التي اجتاحت العالم أكثر من ست سنوات وقتلت ملايين البشر!
وختامها كان... بإسقاط  قنبلتين نوويتين على اليابان، ومقتل حوالي ربع مليون ياباني!
أشعر بالتفاؤل من انعقاد القمة الخليجية في الرياض، ودعوة جميع دول الخليج للمشاركة فيها، رغم بقاء الخلافات بين تلك الدول، فنحن دول يجمعها الكثير، ولم يحصل بينها حروب أو مآسٍ ولله الحمد، بل ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وقد شاهدنا أعداء الأمس قد تحولوا اليوم إلى أصدقاء، وأنشأوا بينهم اتحاداً عسكرياً وتجارياً وفتحوا حدودهم لمواطنيهم للتنقل من دون قيود، فهل نعجز بأن نكون مثلهم أو أفضل منهم؟!
إن خلافنا لم يتخط السنتين ويمكن أن يزول بسهولة إذا أحسنا الظن بالله... لا شك أن إيماننا بديننا الإسلامي هو أعظم ما يجب أن يدفعنا إلى الوحدة ونبذ الخلاف، مصداقاً لقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» وقوله: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
اليمن وليبيا
على الشاطئ المقابل فإن التفاؤل يحدونا بقرب التوصل إلى الحلول بشأن بقية التحديات التي نواجهها... وأولها وضع حد للحرب المدمرة في اليمن، التي استمرت أربع سنوات، وتسببت بأكبر مجاعة في القرن الحادي والعشرين!
إنها حرب بين إيران ودول الخليج، فنحن نعلم أن الحوثيين لا يملكون مقومات القوة والبقاء، لولا دفع النظام الإيراني  لهم بقوة، ولكن ها هي مؤشرات الهزيمة تطل عليهم، وميناء الحديدة يفلت من أيديهم! إن البقاء على وحدة الخليج وصدّ العدوان عليه هو من أهم الواجبات اليوم، ولا يجب أن نستمع إلى التقارير الإخبارية الغربية المغرضة، التي تدعو إلى التنازل عن وحدة اليمن ومنع الاعتداءات عليه بحجة عدم تحقيق الحرب لأهدافها!
كما أن ما يجري اليوم في ليبيا من حوارات واجتماعات لوقف الحرب الأهلية، التي دامت فيها ثماني سنوات... هذه الاجتماعات تبشر بالخير بإذن الله، ونحن متلهّفون بأن تضع هذه الحرب المجرمة أوزارها في أقرب وقت، وأن يعود الصفاء إلى هذا البلد المسلم!