ولي رأي

ثورة فرنسا الصفراء

1 يناير 1970 07:59 ص

بينما تستعد العواصم الأوروبية لاحتفالات السنة الميلادية الجديدة وتستقبل عشرات الألوف من السياح، وتنصب شجرات الكريسماس، ترتفع سحب النيران والدخان في سماء باريس عاصمة فرنسا، وتعمُّ الفوضى شارع الشانزيلزيه، وأصبح قوس النصر وضريح الجندي الفرنسي المجهول، مركز هذه الإضرابات.
ثورة قام بها شبان وشابات يرتدون «سترات صفراء» مدعومة من قوى اليسار واليمين المتطرفة... ثورة ذكّرت بأحداث 1968 التي أدت إلى استقالة الجنرال شارل ديغول، ولذا سارع الرئيس إيمانويل ماكرون بالتصدي لها بعد أن انخفضت شعبيته بين الجماهير، وأحس بخطر انتشار هذه الثورة إلى بقية المدن الفرنسية الأخرى، وسعى مرغماً على التفاوض مع شباب «السترات الصفراء».
أنا لا أشمت في الفرنسيين ولا الأوروبيين ولكنهم بدأوا يشربون من كأس ثملت من شربها الدول العربية، إثر فوضى عمّت بعضها، سميت آنذاك بـ«الربيع العربي»، ولا تزال آثارها في بعض عواصم تلك الدول من خراب وتدمير، وبانت بصمات الغرب فيها.
وأتساءل: هل ستنتشر هذه الثورة في بقية الدول الأوروبية وستتحول الدول الدستورية الديموقراطية إلى ديكتاتوريات مغلقة، ويعود جنرال جديد كالجنرال فرانكو، الذي حكم أسبانيا 30 عاماً ثم أعاد الملكية الدستورية قبل وفاته بفترة قصيرة؟

إضاءة
لقد خسرنا الدكتورة معصومة المبارك عندما كانت وزيرة للصحة، لاحتراق مكيف بغرفة في مستشفى بسبب الصراع الطائفي، فهل سنخسر وزيرة الإسكان وزيرة الدولة لشؤون الخدمات الدكتورة جنان بوشهري ومن دون سبب في فزعة عنصرية؟