وجع الحروف

«عوامل الاقتناع»... وتأثير وسائل التواصل!

1 يناير 1970 04:50 ص

يقول الخبر: «إن هناك تضاؤلاً في حجم التأثير الفعلي لوسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي? في ما يتعلق تحديداً بدورها في (اتخاذ القرار) من جانب الطرف المتلقي (القارئ) للمحتوى المنشور إلكترونياً»... «الراي» عدد السبت 1 ديسمبر 2018.
 التحليل يخص المعلنين «المسوقين»، حسب دراسة إحصائية أجريت في دول مجموعة العشرين G20 معتمدة على تحليل المفاعيل «المؤثرات» ذات الصلة بـ«عوامل الاقتناع»!
شدني الحديث عن «عوامل الاقتناع» في الخبر وخلافه يعتبر كأي دراسة غربية أجريت في بيئة اجتماعية تختلف عن بيئتنا.
في الكويت وسائل الاقتناع - كما ذكر في أعمال أرسطو - تعتمد على «المنطق? الروحانية ـ الجانب النفسي ـ والمصداقية ـ الأخلاق بالنسبة للرسالة المراد توصيلها للجمهور، وهي بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي تختلف فليست معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل في الغالب ترسم القناعات بعد ما يستدل على المعلومة من مصدرها وتبني «الديوانيات» لها وهي ثقافة تميز مجتمعنا.
يعني «الفساد الإداري» و«الفساد الاجتماعي» يعتبره المتلقي للمعلومة نتاج عوامل الإقناع، فمن لا مصداقية له - وإن كان من المشاهير - لا يأبه بمحتوى رسائله الكثير.
كل شيء? كل حادثة تحصل? كل تقصير? كل سوء أداء سهل جداً التثبت منه لتحقيق فاعلية توافر سبل الإقناع، فالمجتمع بتركيبته الاجتماعية يتلقى المعلومة ويقتنع بها، متى ما شهد بأم عينيه الأدلة الملموسة والظاهرة!
عندما تتوالى الأخبار حول قضايا الفساد فأنت - حسب تفسير أرسطو - أمام مؤشر لفقدان المصداقية والمنطق في عبارات تتكرر مثل: «سنقضي على الفساد» و«سنحاسب المقصرين» و«فهمتونا غلط»!
أما عامل الروحانية ـ الجانب النفسي ـ وهو ذو صلة بالحالة المعنوية للأفراد والمجاميع، فأعتقد أنها شكلت ضغطاً على الجموع بعد حادثة الأمطار وتطاير الحصى!
هاتوا لي حالة فساد انتهت بعقاب على قدرالجرم المقترف... لن تجدوا حالة واحدة? ولهذا السبب يردد الجميع «سهالات»، والنتيجة غير معلومة بعد هذا الكم الهائل من سيناريوات الفساد المتكررة.
الزبدة:
المعلوم أن علماء الاجتماع أكدوا أن خصوصيات المجتمعات تختلف من دولة إلى دولة ومن إقليم إلى آخر، ولهذا فهم ينصحون بعمل دراسات خاصة بالمجتمع، آخذة في عين الاعتبار جوانب سياق الثقافة للمجتمع ذاته.
هل تظنون أن بقاء الحال من المحال؟
طبيعي أن تكون الإجابة بنعم لأنها حكمة ربانية... فكم من قوم وقرية أهلكت بسبب «الترف» و«الظلم» في تصوير الأوضاع، على خلاف واقعها فما بالنا في العصر الحالي، الذي أصبح به العالم قرية واحدة والمعلومة تنتشر خلال ثوان معدودة.
نحمد الله ونشكره على كل حال، وندعو المولى عز شأنه أن يعيننا جميعاً على استخدام سبل الإقناع بمصداقية ومنطقية وروحانية، تحاكي الأنفس التي شابها الكثير من مشاهدات «اللا معقول»... ورغم صعوبة إحداث نقلة إصلاحية نبقى مع المجاميع الوطنية التي توجه النصيحة، وتبحث عن السلوكيات «الصح» و«الصادقة» في وسائل التواصل الاجتماعي وغيره سواء على مستوى التعامل التجاري أو الإنساني، أو أي بيئة نتلقى خبراً سلبياً حولها... الله المستعان.


[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi