طلال المهنا: ما سنقدمه عبارة عن فيلم استعراضي غنائي متميز جداً
نظّم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عرضاً خاصاً لمشاهدة البروفة النهائية للاستعراض الغنائي الأضخم «أبيض وأسود»، حضره رئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري عبدالعزيز سعود اسحق والشيخة انتصار سالم العلي الصباح، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، إضافة إلى حمد قلم والشاعرة بشاير الشيباني والمنشد حمود الخضر والإعلامية إيمان النجم وغيرهم الكثير.
يعتبر هذا العمل الاستعراضي أول الإنتاجات المميزة الجديدة للموسم الثقافي 18 /19 «جسور ثقافية»، كونه توليفة تجمع بين الغناء والاستعراض وأحدث تقنيات الإنتاج والديكورات المسرحية بمستوى عالمي، والجمهور لن يشاهد استعراضاً تقليدياً عندما يحضر، إنما سيعيش التجربة السينمائية الحية بما سيشاهده من مؤثرات لم تقدم مسبقاً في عمل عربي في المنطقة.
إلى جانب ذلك، فهو يحتفي بفترة فنية زاخرة أسرَت الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، إذ وقع الاختيار على مصر التي كانت تمتلك الريادة العربية في مختلف المجالات الأدبية والفنية من بينها السينما بما احتوتْهُ من إبداعاتٍ كان للغناء والموسيقى نصيبٌ كبيرٌ منها، حيث تألَّقت نخبة من المطربين والملحنين والشعراء في الأعمال الغنائية السينمائية، إذ وظف هذا العرض 14 أغنية من أغاني الأفلام تعود كل منها إلى فنانٍ مختلف من روّاد تلك الحقبة، في رواية قصة حب بين الفنان الشاب حسن (يجسد دوره الفنان المصري طارق بشير) والنجمة الكبيرة شاليمار (تجسد دورها الفنانة اللبنانية عبير نعمة) بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة الدكتور محمد باقر وقيادة المخرج اللبناني هشام جابر، مع ظهورٍ خاص للناقد السينمائي المحبوب الفاروق عبدالعزيز.
على هامش العرض، تحدث منتج العرض طلال المهنا في تصريح للصحافيين: «ما سنقدمه لكم هو عبارة عن فيلم استعراضي غنائي من بطولة عبير نعمة وطارق بشير بمشاركة ممثلين وراقصين من الكويت وشتى أرجاء العالم، بما في ذلك إيطاليا واليونان وبريطانيا، وأنا أعتقد أن هذا الفيلم هو عمل متميز جداً. كنا قد بدأنا بصناعته في فصل الصيف الماضي وعكفنا طوال الأشهر الثلاثة على تجميع توليفة ومجموعة من الممثلين والراقصين والمغنين من حول العالم كي يأتوا إلى الكويت وتحديداً مركز (جابر الأحمد الثقافي) ويقدموا ما نعتقد بأنه أول استعراض من نوعه في الكويت». وأضاف «أعني بهذا أنه إنتاج مسرحي استعراضي غنائي يجمع أفضل مصمِّمة للرقصات والاستعراضات البريطانية فرانشيسكا جينز، ومصمم للأزياء من اليونان فوتيني ديمو ومخرج لبناني هشام جابر، من أجل إعداد هذا المشروع الفني وتقديمه أمام الجمهور هنا بطريقة أعتقد أنها متفردة وابداعية جداً، وستجعلكم تعبرون عن إعجابكم الشديد وهذا هو ما نأمله».
وبدورها تحدثت فرانشيسكا جيمز لـ«الراي»، وقالت: «في هذا العرض ستستمتعون بتشكيلة متنوعة من الرقصات بما في ذلك التانغو والفالس والكويك ستب، كما أن لدينا رقصات كوميدية يؤديها مهرجون، لهذا فإنني أعتقد أنكم ستجدونه استعراضاً مثيراً جداً للاهتمام، ولا سيما أن الرقصات هي بمثابة النسيج الذي ترتسم عليه أحداث هذا العمل الاستعراضي». وأضافت «الواقع أن الأمر الذي شكّل تحدياً لي في هذا العمل هو الموسيقى، وذلك لأنها تحتوي على إيقاعات موسيقية دقيقة ومعقدة كثيراً، وهي الإيقاعات التي ليست مألوفة لدى الأذن الغربية، ولذلك لقد كان صعباً جداً بالنسبة إليّ أن أتوصل إلى الأشكال التي يمكن أن أنسق رقصات تنسجم مع تلك الإيقاعات الموسيقية المعقدة مع المحافظة في الوقت ذاته على التعبير عن مشاعر وقصة الفيلم الاستعراضي».
وتابعت: «في حقيقة الأمر، لم يسبق لي أن شاهدت فيلماً استعراضياً غنائياً مصرياً بشكل كامل، بل مجرد مقاطع قصيرة، لكن عندما بدأت أشاهد هذه النوعية من الأفلام اندهشت كثيراً كونها شبيهة إلى حد كبير بأفلام هوليوود الغنائية في الخمسينات، وكانت تلك مفاجأة كاملة بالنسبة إليّ، فتلك الأعمال فيها ممثلات وراقصات جميلات وملابسهن أنيقة، ويبدو لي أن الأمور والأفلام قد تغيرت كثيراً منذ ذلك الحين».
أما المخرج هشام جابر، فقال لـ«الراي»: «حاولنا في هذا العرض، بما يحمله عن السينما المصرية وتاريخ الأغنية بها التي نعرفها وكبرنا عليها، أن نستعيد شريط الذكريات الحميمة التي نراها ونتخيلها في الأفلام المصرية ونقدمها وفق إطار عرض كبير مثل هذا، وذلك لمنح هذه السينما التي عشنا على أفلامها فترة طويلة حقها». وأضاف «الفكرة العامة للعرض تدور حول قصة حب كما جميع الافلام المصرية، بحيث يلتقي البطل مع البطلة ثم يفترقان ثم يلتقيان مجدداً، إذ حاولنا تقريب أجواء السينما بين التصوير والعرض الأخير، وأتمنى أن نكون عند حسن ظن الجمهور».
ومن جانبها، تحدثت الفنانة عبير نعمة لـ«الراي»، فقالت: «التجربة جداً رائعة وراقية وأفتخر ببلد مثل الكويت الذي يعتبر واحة للثقافة والفنون والإنسانية أن يتمكن من احتضان في مركز جابر هذا العرض العظيم المختلف والمميز والذي أعتقد أنه لم يقدم شبيه له على مستوى عالمي من جميع النواحي في بلد عربي آخر. والجميل في هذا العرض أيضاً هو وجود فرقة تعزف مباشرة وليس تسجيلاً كما اعتدنا دائماً في عروض أخرى».
وتابعت نعمة: «جميعنا في هذا العرض من دون استثناء نعمل بجهد على قلب واحد من أجل تقديم فن وموسيقى جميلة برواية وقصة، والأمر أشبه بتصويرنا فيلما سينمائيا، وهذه الأغاني هي من ضمن سياقه. باختصار، يمكن القول إن العرض مميز ويقدم باقات متنوعة من قيم ومبادئ وأفكار عميقة وتقنيات وصور وأصوات ممتعة ومبهجة للنفس قام عليها أفضل المتخصصين عالمياً ليكون عرضاً يستحق المشاهدة وأن يقترن باسم هذا المركز. لذلك، لا مجال للشعور بالملل لدى مشاهدته كونه يضم عديداً من الألوان ويحمل إبداعاً وحياة».
أما طارق بشير، فقال لـ«الراي»: «هذا العمل يعني لي الكثير في ظل ثلاثة عوامل موجودة اجتمعت به هي أصولي المصرية وأنني عشت وترعرعت في الكويت وتعلمت هنا العزف على الأكورديون والعود وشاهدت هذه النوعية من الأفلام هنا فوق هذه الأرض الطيبة. واليوم، أن أحضر مجدداً للكويت وأقدم هذا العرض الرائع، هو أمر ليس بالعادي عندي، بل حلم وتحقق. وللعلم، هذه المرة الأولى لي التي أخوض بها تجربة التمثيل والاستعراض، كوني شخصا متخصصا في الغناء الشرقي الكلاسيكي الذي كان سائداً في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، مثل الأدوار والموشحات والمواويل».
وتبعه الدكتور محمد باقر قائد الفرقة الموسيقية، بالقول: «بالنسبة إلينا، هو أمر جديد علينا في تقديم أغاني من فترة الثلاثينات إلى الخمسينات أيام حقبة الأبيض والأسود، فاخترنا نخبة من الأعمال المصرية التي كانت موجودة ذلك الوقت والتي حصلت على شهرة وصيت واسع النطاق تخدم القصة الدرامية للعرض الذي يمتد على 6 مشاهد كي ننفذها بأيادٍ كويتية قدر المستطاع، إلى جانب ذلك حاولنا أن يكون العمل عالمياً من خلال استقطاب كوادر متخصصة من كل البلدان».