وجع الحروف

المحاسبة لن تتوقف...!

1 يناير 1970 04:50 ص

عندما كتبت مقال «جابر المبارك... شكرا!» تحدثت مع زميل من أعضاء ملتقى الثلاثاء عشية عقد ندوة «المخدرات... وحماية الشباب!» التي تحدث فيها الخبير الدولي في مجال المخدرات والمؤثرات العقلية الدكتور عايد الحميدان، وكان هناك اجماع على ضرورة أن نكون إيجابيين وأن نستمر على نفس ما هو مرسوم له «مناصحة ومكاشفة في المجالات التنموية والثقافية والاجتماعية»، وكان لحديث الدكتور عايد الحميدان، ومداخلة النائب المخضرم عبدالعزيز المطوع أثراً طيباً في نفوس الحضور خصوصاً في جزئية الشباب والاهتمام به.
إنهم الشباب... هم من سيقود جيل الغد إلى بر الآمان، وبات لزاماً علينا الاهتمام بالشباب وحمايتهم من المخدرات، والظواهر السلبية التي يدفع بها ضعاف النفوس.
المحاسبة لن تتوقف... هكذا جاء «مانشيت الراي» لعدد الأربعاء الماضي، في ما يخص ما خلفته قضية أمطار الخير: فأي محاسبة نحن أحوج إليها؟
المسألة ليست بالمحاسبة عن طريق تشكيل لجان تحقيق أو خلافه، إننا بحاجة إلى محاسبة أنفسنا قيادياً إن كنا بالفعل نريد النهوض بالمجتمع ومؤسساته.
شريحة الشباب تبحث عن محاسبة لكل فاسد أو مقصر في أداء عمله، سواء كان متمثلاً بشركة أو فرد من عموم المجتمع أو أي مجموعة ينتمي إليها.
الشباب يريدون أن نعترف أولاً... بكل قضية شعبية يبحث المواطن البسيط عن حل لها، بدءا من التعليم بشقيه وانتهاء بالصحة ومرورا بالأمن والآمان، ومكامن الخلل في منظومتنا الإدارية والقيادية.
من هم الشباب؟
هل هم من يمثلون «المجالس الشبابية» التي باشر تشكيلها وبدأ العمل بها الهيئة العامة للشباب، أم هم الشباب الذين يشكلون أكثر من 70 في المئة من تعداد المجتمع الكويتي؟
أعتقد أنهم خليط من هذا وذاك، ويبقى العمل المنظم وفق إستراتيجية واضحة وأهداف مرسومة بعناية، حسب تطلعات شباب الشارع الكويتي، ولا شك أن هموم الشباب تبدأ من قضية التعليم وسوء مخرجاته وضعف مستوى الرعاية الصحية وعدم تحفيز الشباب على العمل الجاد، والانتاجية المبتغاة، لتوفير مناخ صحي للتنمية المستدامة.

الزبدة:
المحاسبة لن تتوقف... وهو نَفَس إصلاحي يجب أن ننظر تجاهه بإيجابية، مع محاولة توجيه الرأي ضمن إطار نقدي يهدف إلى المناصحة التي تدفع بإعادة التوجيه وإصلاح الأوضاع.
الاعتراف بالقصور أمر محمود... والمحاسبة التي تنتهي بإدانة كل متسبب في قضايا مال عام، أو سوء إدارة، أو تنفيذ نتج عنه مشاكل كتلك التي وقعت أثناء هطول أمطار الخير، لهو تحول طيب الأثر وننتظر نتائجه.
والمحاسبة تحتاج إلى أن تمتد لكل قضية أثارها الشارع، وتناولتها وسائل التواصل الاجتماعي في ما يخص أي حادثة فيها تجاوز على المال العام، أو قرارات حرمت البعض من حقوقه ومنها التعيينات الباراشوتية.
سنقف وقفة حياد وننتظر لنرى ما ستنتج عنه لجان التحقيق وما ستسفر عنه قضايا فساد أخرى قيد التحقيق.
كل ما نتمناه لا يتعدى الحرص على مستقبل الأجيال المقبلة، وحماية الشباب والاستماع إليهم، لربما يكشف لنا الشباب قضايا لم تظهر للعلن، وإن كان البعض من المختصين يعلم بها ويبحث عن قرار إصلاحي جريء، ومنها قضيتي التعليم والصحة ووقت الفراغ الذي يعاني منه الشباب، وهذا يتطلب الاهتمام بالرياضة والمسابقات العلمية، التي تصنع جيلاً يحقق التنمية المستدامة... الله المستعان.