أحيوا حفلاً مبهجاً ضمن «الأسبوع الثقافي الإيطالي»

دانيلي سيبه وفرقته الرباعية... عبقوا بـ «الجاز» في مسرح «عبدالحسين»

1 يناير 1970 02:07 ص

ضمن فعاليات «الأسبوع الثقافي الإيطالي» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أحيا عازف الجاز دانيلي سيبه وفرقته الرباعية حفلاً موسيقياً من طراز رفيع، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، حيث اختلطت خشبة المسرح بألوان الموسيقى والغناء الغربي الفولكلوري الممزوج بالتراث العربي.
 شهد الحفل، حضور حشد غفير من محبي الموسيقى العالمية، يتقدمهم قيادات المجلس الوطني للثقافة، وسفير إيطاليا لدى الكويت جيوسيبي سكونياميليو، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الديبلوماسي الإيطالي ولفيف من أبناء الجاليات الأوروبية.
الحفل الموسيقي الذي امتد لأكثر من 60 دقيقة، كان ذا طابع مختلف ومميز للغاية، خصوصاً عندما اجتاحت أنغام الجاز الآذان بلا استئذان ولامست المشاعر بعفوية مفرطة، لتنقل الحضور إلى قلب روما وشوارعها وأزقتها. ولم يكن من السهل تعريف موسيقى سيبه الرائعة كونها تعد مزيجاً متوازناً بين موسيقى «الريغي» والأغاني الشعبية الفولكلورية والموسيقى العالمية وموسيقى «الجاز» و«الروك» و«البلوز» والموسيقى الكلاسيكية. أما الفرقة المصاحبة له، فقد بدت متناغمة في عزفها على أربع آلات موسيقية مختلفة، بعد أن قدمت مجموعة كبيرة من المقطوعات الموسيقية الإيطالية والعالمية، والتي حظيت بإعجاب الجمهور.
كانت البداية، مع موسيقى أغنية «مصطفى يا مصطفى» وهي أغنية مصرية متعددة اللغات، تتكون كلماتها من الفرنسية والمصرية والإيطالية، كما ظهرت الأغنية بلغات أخرى كالتركية واليونانية واللغة الصربية وحظيت بشعبية كبيرة.
ثم قدمت الفرقة مقطوعتين موسيقيتين من أفلام إيطالية مشهورة، ومقطوعات موسيقية لأشهر العازفين في إيطاليا والأرجنتين ومنطقة أميركا الجنوبية، وجاءت فقرة الختام مشتركة بين موسيقى نابولي وأغنية تونسية مشهورة.
كما قدمت الفرقة خلال الأمسية الموشح العربي التراثي «لما بدا يتثنى» الذي ينتمي إلى مقام نهاوند، ثم توالت المقطوعات بالانسياب واحدة تلو الأخرى لتستقر أنغامها في الوجدان ولتسجل في الذاكرة ليلةً موسيقية من ألف ليلة، امتزجت فيها موسيقى الإيقاعات مع الأورغ والسكسافون والغيتار الإلكتروني، والتي أفضت إلى إبداع منقطع النظير.
على هامش الحفل، تحدث عازف الجاز دانيلي سيبه لوسائل الإعلام، قائلاً: «لقد استمعت إلى أغنية مصطفى يا مصطفى من أصدقاء مصريين وتونسيين يقيمون معي في نابولي، وأعجبت باللحن جداً، لذلك عمدت إلى غنائها في مستهل حفلاتي». وتطرق إلى مسقط رأسه بالقول: «نشأت في مدينة نابولي التي تتأثر بثقافة بلاد البحر الأبيض المتوسط، ومدينتي فيها العديد من العازفين العرب».
وأكمل سيبه: «سعيد بهذا الحضور الجماهيري الكبير الذي لم أكن أتوقعه مع فرقتي، لا سيما أنها المرة الأولى التي نزور فيها الكويت، الأمر الذي يدل على أن الجمهور الكويتي متذوق للفنون والموسيقى، ويستحق أن نأتي إليه من كل البلاد في العالم، الذي يبدو صغيراً جداً. إلى جانب ذلك، من الممكن جداً أن تكون هناك مشاركة لتقديم موسيقى إيطالية - كويتية، حيث سبق وقدمنا موسيقى من تونس، كما قدمنا أغاني مصرية، والعالم كما قلت أصبح ضيفنا، كما أن الاطلاع على موسيقى الشعوب وعمل مزج أو هرموني بين (الجاز النابولي) والموسيقى العربية أمر مثير وجدير بالاهتمام، وقد حظي بإعجاب الجمهور في الفقرة الأخيرة، التي امتزجت فيها موسيقى إيطاليا وتونس ومصر والأرجنتين وجنوب أميركا».
يُذكر أن سيبه يتمتع بالأسلوب النابولياني الذي يمزج الفانك وموسيقى البحر الأبيض المتوسط والروك والراب في مزيج مستمر، حيث تقترن الحيوية وقوة الأصوات مصحوبة بلعبة السخرية. وتعد إحدى خصائصه الثابتة هو أسلوب «تزابيانو» أي الانسجام بين الكتابة والتوزيع، فهو موسيقي معروف دولياً بتأويله لأغاني الاحتجاج من جميع أنحاء العالم، حيث بدأ العزف على آلة الناي بعد تخرجه، ثم أخذ بالتعرف على موسيقى الجاز وتعلم العزف على آلة الساكسفون.