قدمتها فرقة المسرح الكويتي برؤية جديدة

«الرحمة» تصفية حساب... بين إنسان وضميره!

1 يناير 1970 10:10 ص

«الرحمة» في مسرح الدسمة مجدداً.
فقد استأنفت فرقة المسرح الكويتي أول من أمس، عرض مسرحيتها «الرحمة» الحائزة على أفضل عرض متكامل في الدورة السابقة من مهرجان الكويت المسرحي، فضلاً عن حصولها على أربع جوائز أخرى أساسية.
وجاء العرض برؤية إخراجية جديدة لفيصل العبيد، كما شهد انضمام الفنان أحمد العوضي مع فريق عمل متجدد، نزولاً عند رغبة مجلس الإدارة للفرقة، التي قالت إنها تعكف على تلبية عدد من الالتزامات الفنية المحلية والعربية والدولية، بعد أن قامت بجدولتها على مدى الموسم الحالي.
تدور أحداث المسرحية، حول رجل ينتظر المساعدة من المجهول، ويطلب الرحمة والموت كي يرتاح من معاناته اليومية، بين الألم والقهر والحسرة، خصوصاً بعدما قرر العيش في عزلة تامة، هارباً من واقعه التعيس ومن الناس عامة، حيث يمكث في غرفة معتمة، لا يوجد فيها سواه، ولا يدخلها بصيص من نور.
وتتوالى الأحداث، حتى يخرج له ثلاثة رجال كالظل، وامرأة تدّعي أنها ابنته التي لم تولد، إذ يدور بينه وبينهم صراع مرير، قبل أن تتكشف الأمور أمام ناظريه، ويتضح جلياً بأن هؤلاء الرجال والفتاة، ليسوا إلا أفكاره السوداوية التي حاصرته في يومه الأخير لحظة احتضاره، فلكل ظل من هذه الظلال قصة سابقة تذكره بماضيه، وتؤنب ضميره عما اقترفه من ذنوب مع البشر، طوال فترة حياته.
العرض بمجمله، كان متناسقاً ومتناغماً في أحداثه، ويُحسب للفنان علي الحسيني براعته في تجسيد دور البطولة، فضلاً عن بقية الممثلين الآخرين، حيث أدّى كل منهم الدور المسند إليه باحترافية عالية. ورغم تناقض الأدوار وصعوبة تقمصها، إلا أن الجميع كان مستعداً، ومتمكناً من أدواته التعبيرية وانفعالاته على خشبة المسرح.
 أما السينوغرافيا، فقد كانت بطل العمل بلا منازع، حيث تولت الدور الأساسي للعرض. ومن الذكاء وجود مخرج سينوغرافي مثل فيصل العبيد، الذي أبدع في إخراج سينوغرافيا العرض بكل اقتدار، بمعية فريق محترف. ولا نغفل عن قطع الديكور الثابتة والمتحركة على الخشبة، والتي عبّرت بوضوح عن مضمون العمل، بالإضافة إلى تناغم الإضاءة مع الموسيقى والدخان وفق متطلبات الحدث الدرامي وإيقاع العرض.
يُذكر أن مسرحية «الرحمة» من تأليف عبدالأمير شمخي، إخراج وسينوغرافيا فيصل العبيد، وتمثيل علي الحسيني وعبدالله التركماني وسماح، بالإضافة إلى مهدي القصاب وعبدالله البلوشي وأحمد العوضي.