وسط توقعات بالسعي لـ «صيانة» الهدنة في الداخل

لبنان يسمي ميشال خوري أول سفير له لدى سورية غداً

1 يناير 1970 11:07 ص
| بيروت - «الراي» |
لم تكن عاصفة ردود الفعل التي اثارتها زيارة زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون لسورية مفاجئة لاي من المراقبين، لكن يبدو ان الفراغ السياسي الراهن، في لحظة انتظار بلورة الكثير من التطورات ساهم في تكبيرها بحيث باتت هذه الموجة حمالة رسائل مختلفة بعضها يتصل بابعاد الزيارة وملابساتها والبعض الاخر بمواقف الاطراف المحلية من الاستحقاقات المقبلة.
وتقول الاوساط المتتبعة للمناخ الداخلي، انه في حين اخذت ردود فعل قوى 14 مارس خصوصاً على الزيارة الحيز الاهم من المسرح المحلي في الايام الاخيرة، فان الاهم غير المعلن في المشهد كانت الايحاءات الواضحة التي صدرت عن رئيس البرلمان نبيه بري في شأن معارضته طرح عون من سورية مسألة تعديل اتفاق الطائف، وهي ايحاءات صدرت على نحو علني وضمني عن بري وبعض نواب كتلته بما رسم حداً فورياً لمنع تجاوز تداعيات زيارة عون الجانب المتصل باجندته الخاصة بها الى الجوانب المتصلة بالوضع العام وتحديداً بالمناخ الذي ارسته تسوية الدوحة.
في هذا السياق لم يصدر عن الحليف الاوثق لعون «حزب الله» اي تعليق رسمي في موضوع اثارته للطائف، وهو امر لم يكن مفاجئاً بطبيعة الحال، لكن الاوساط المراقبة تعتقد ان موقف بري من جهة وصمت بعض اركان «14 مارس» لا سيما منهم النائب سعد الحريري على الزيارة، يعني في النهاية ان زيارة عون ستتفاعل حصراً في البيئة المسيحية ولو ان نواباً من «كتلة المستقبل» ردوا على طرح عون في شأن تعديل الطائف.
وهذا المنحى يكتسب اهمية لجهة العودة بسرعة بعد عطلة عيد الاضحى الى مسار «تطبيعي» في الداخل والى اعادة مسار تطبيع العلاقة مع سورية الى القناة الرسمية مع قرب اعلان بيروت ودمشق عن تعيين سفيرين لهما في عاصمة كل من البلد الاخر تطبيقاً للالتزام المقطوع من 15 اكتوبر الماضي بانشاء السفارتين قبل نهاية العام. وقد بات شبه اكيد ان مجلس الوزراء سيعين في جلسته المقبلة بعد غد على الارجح سفير لبنان لدى قبرص ميشال خوري اول سفير في دمشق، في حين ينتظر ان تعين دمشق سفيرها في وقت متزامن على الارجح.
وتضيف الاوساط المراقبة ان المرحلة المقبلة اي في مطلع السنة الجديدة ستشهد الكثير من التحركات الديبلوماسية والسياسية المتصلة بالملف اللبناني - السوري كما بعلاقات لبنان مع عدد من الدول المحورية المؤثرة في اوضاعه. وتتجه الانظار في هذا الاطار الى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبيروت في الاسبوع الاول من يناير المقبل، وهي المحطة التي تشكل «مهلة تحفيز» لبت مسألة التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية وتعيين السفراء قبل حصولها، لا سيما ان ساركوزي يريد من زيارته لبيروت معاينة مدى وفاء دمشق بتعهداتها تطبيع العلاقات مع لبنان واحترام سيادته.
وكان مصدر في الخارجية اللبنانية اعلن امس، ان لبنان سيعين الخوري كأول سفير له في دمشق بعد شهرين تقريباً على اعلان اقامة علاقات ديبلوماسية.
وقال الخوري: «لم يتم الاتصال بي رسمياً حول هذا الموضوع» رافضاً اي تعليق اخر.
ووفق الاجراءات المرعية، يجب ان يوافق مجلس الوزراء على اسم السفير ومن ثم اقتراحه على الحكومة السورية للموافقة عليه قبل ان يعين رسميا. وفي سياق متصل، ترددت معلومات في بيروت ان مقر السفارة السورية يرجح ان يكون في مبنى يقع قرب نادي الغولف في الجناح، في المبنى نفسه الذي يقطنه الوزير السابق وئام وهاب، وهي المنطقة ذاتها التي تقيم فيها السفارة الايرانية.
يذكر ان معلومات اشارت الى ان مجلس الوزراء سينعقد استثنائياً السبت عشية سفر سليمان الأحد الى الاردن في زيارة تستمر يومين.
وسط هذه المناخات، تتجه الضجة التي اثارتها زيارة عون لسورية الى احتواء تدريجي، ولا يبقى واقعاً سوى رصد ما تركته من آثار ضعف او قوة على عون وخصومه في الشارع المسيحي بعد زوال الانفعالات الراهنة وبدء الحسابات الانتخابية الباردة. ولذلك لا ترى الاوساط المتابعة ان اي شيء جوهري قد يحدث في شأن تغيير المعادلة القائمة منذ اتفاق الدوحة لان حسابات زيارة عون ستكون مجيّرة للموسم الانتخابي وليست لاي تغيير فعلي في المعادلة الكبيرة السائدة في لبنان راهناً.

سليمان: المطلوب كلمة طيبة
لأنها تساهم في التهدئة


شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على ان «خيار الكلمة الجيدة والطيبة هو المطلوب لانه يساهم في التهدئة باعتبار ان السياسة تنعكس على الامن والاقتصاد»، معلناً «بمقدار ما ترتاح الاجواء السياسية اقله على مستوى التخاطب بمقدار ما ينعكس ذلك استقراراً وازدهاراً ويعزز ثقة المستثمرين اللبنانيين الموجودين في الخارج، وكذلك ثقة اصدقائهم وشركائهم».
ودعا سليمان امام زواره الى «الصمود لان من اختار البقاء في لبنان اختار تلقائيا التضحية، وهناك كثيرون ضحوا في شتى المجالات والقطاعات».