«الراي» رصدت أضرار المنطقة الجنوبية... خط سير واحد على ألم «الغرقة»

... يا «أم الهموم»!

1 يناير 1970 05:19 م

عانت المنطقة الجنوبية الكثير مع «غرقة الأمطار»، وإن كانت الأضرار لم تُحصَ بكاملها حتى الآن،  فإنها كانت كبيرة على المواطنين والوافدين، حيث جرفت السيول العديد من السيارات واغرقت الكثير منها، حتى البيوت لم تسلم، إذ غمرت المياه سراديبها ودخلت الى الدور الارضي في الصباحية والرقة والفحيحيل والمنقف وجابرالعلي وغيرها، اما منطقة صباح الاحمد فتعد من المناطق المنكوبة التي اجتاحتها المياه من كل حدب وصوب، كونها منطقة حديثة، فيما لم تسلم ام الهيمان من هذه الكارثة الطبيعية.
وتابعت «الراي» الأضرار التي خلفتها الامطار حتى يوم امس، حيث قطعت طريق الفحيحيل السريع من نفق المنقف الذي امتلأ حتى أعلى مستوى له، ولم تفلح مضخات السحب من معالجة ارتفاع المنسوب، واضطرت وزارة الداخلية لإغلاق كافة الطرق المؤدية اليه.
وتم اغلاق طريق الصباحية مع الاحمدي والفحيحيل وجنوب الصباحية، لكثافة السيول التي اجتاحته من قبل منطقة جنوب الصباحية، مما اضطر اصحاب الافراح إلى إلغاء مناسباتهم بعد غرق الكثير من قاعات الافراح في منطقة جنوب الصباحية، وتحولها الى برك مائية، وانقطاع الطرق المؤدية إليها.وكانت منطقة الفحيحيل موعودة مع كارثة انسانية وبيئية، حيث قضى غريقا اول شهيد بسبب الامطار، شاب من البدون بعد ان علقت سيارته وخرج منها لتجرفه مياه الامطار، كما جرفت السيول عددا كبيرا من السيارات في قطعة (1 ) واحدثت اضرارا كبيرة جدا في ما يزيد على 30 سيارة في شارع واحد، بينما انقطعت الكهرباء عن عدد من القطع وعن الاسواق التي كانت موجة الامطار تفوق قدرتها.
وإذ لم تسلم منطقة المنقف، حيث قطعت الامطار طريق مكة الرابط بين الفحيحيل والمنقف، اغلقت وزارة الداخلية عدة نقاط على طريق الفحيحيل السريع مقابل (بانزين الرقة) ومدخل ابو حليفة ومدخل الصباحية وفهد الاحمد، واغلق الطريق الرابط بين الصباحية والاحمدي وطريق الوفرة المؤدي لمدينة صباح الاحمد السكنية ودوار ام الهيمان وغيرها من الطرق الحيوية.

مدينة صباح الأحمد... منكوبة


قطعت مياه الامطار الطريق الوحيد وشريان الحياة بالنسبة لمدينة صباح الاحمد السكنية، ولم تستطع سيارات الاطفاء ولا الداخلية من تجاوز المستنقعات والبحيرات المائية التي شكلتها الامطار. وظلت المنطقة عالقة بالظلام في بعض قطعها وسيارات الاسعاف عالقة ومياه الامطار تملأ سراديب البيوت والادوار الارضية في بعض القطع المنخفض مستواها نسبيا عن سطح الارض، مما جعل مجرى السيول يقتحمها ويزيد مآسي أهاليها.

نفق المنقف... بصمة في كل «غرقة»

لم يستطع مسؤولو وزارة الاشغال من تحديد الخلل المؤدي لغرق نفق المنقف في كل موسم امطار، حيث انه في آخر تحقيق حملوا المسؤولية لحارس النفق الذي اخذ مفاتيح غرفة المضخات معه وترك الوزارة ومقاول الصيانة يهيمون في افكارهم لمعالجة الامر.
وكعادته دفع  نفق المنقف ثاني وزير للأشغال إلى التخلي عن منصبه، بسبب عدم القدرة على السيطرة على منسوب المياه فيه وقت هطول الامطار.