أبدت شركة «T Rowe Price» لإدارة الاستثمار العالمي، تفاؤلها بمستقبل أفضل للاقتصاد الكويتي، والقطاع المصرفي تحديداً على المدى المتوسط والطويل.
وبيّنت أن انضمام الكويت إلى مؤشر «فوتسي راسل» للأسواق الناشئة، مثّل حافزاً إضافياً بالنسبة للمستثمرين العالميين للاهتمام بالأسهم الكويتية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن انضمامها المحتمل إلى مؤشر «MSCI» سيزيد من هذا الاهتمام.
وأوضحت «T Rowe Price» في تقرير سلّط الضوء على زيارة بحثية قام بها خبراء من الشركة في وقت سابق للكويت، أن الاقتصاد الكويتي يتمتع حالياً بالاستقرار مع وجود ثقة لدى الشركات ناتجة عن توقعات الاقتصاد الكلي.
ولفتت إلى أنه بالنسبة لسعر النفط الحالي، فإنه من المفترض أن تحقق الكويت فائضاً مالياً يبلغ نحو 13.5 في المئة هذا العام، مع فائض في الحساب الجاري بنسبة 12 في المئة.
وأفادت «T Rowe Price» بأنه «بينما يستمر النظام المصرفي الكويتي بالتعافي مع توسع هوامش الأرباح، وارتفاع نمو القروض الناتج عن الإنفاق الحكومي على المشاريع، والتحسّن المستمر في جودة الأصول، وعودة مخصصات القروض إلى معدلاتها الطبيعية على المدى المتوسط، فقد تحسنت أيضاً ثقتنا في القطاع إلى حد كبير».
وأضافت «مع كوننا أصبحنا أكثر حماسة تجاه الفرص المتاحة في الكويت وإيجاد الشركات التي تتمتع بتحسن في الحوكمة وفرص النمو، فقد رفعنا مخصصاتنا تدريجياً، إذ تصل الآن إلى ما يقارب 20 في المئة من محافظنا الاستثمارية».
ووفقاً لتقرير «T Rowe Price»، فقد شملت الرحلة البحثية اجتماعات مع 7 من 10 بنوك كويتية، حيث كشفت هذه المصارف عن وجود نمو قوي للقروض، يرتبط إلى حد كبير بزيادة الإنفاق الحكومي على المشاريع، في الوقت الذي يتزامن مع تحسن عملية تنفيذ الموازنة الحكومية بشكل كبير وتسارع عملية الموافقة على المشاريع عبر عملية سياسية أكثر تبسيطاً.
وتابعت «T Rowe Price» «التقينا مع بنك الكويت الوطني، والذي تمثل أسهمه جزءاً أساسياً من محفظة الشركة، وذلك بسبب جودة البنك العالية وامتيازه الرائد في مجال التجزئة»، لافتة إلى أنه «يبدو البنك في وضع جيد للاستفادة من زيادة الإنفاق على المشاريع».
وأشارت «T Rowe Price» إلى أن الاجتماع البارز كان مع بنك بوبيان، وهو أحد البنوك التابعة لـ«الوطني»، منوهة إلى أن الأول يتمتع بمكانة متميزة في الخدمات المصرفية الإسلامية، وهو القطاع الذي ينمو بوتيرة أسرع من البنوك التقليدية، ومن الممكن أن يتفوق عليه، خصوصاً مع ارتفاع الطلب على الخدمات الإسلامية في السنوات الأخيرة.
ووفقاً لخبراء التقتهم الشركة، فإن 70 في المئة من الكويتيين يفضلون البنوك الإسلامية إذا ما أتيح لهم الاختيار بين حسابين متشابهين.
وأوضحت أن «بوبيان» الذي تأسس في عام 2004، كانت تبلغ حصته من السوق نحو 2 في المئة في عام 2010، لكنه الآن يستحوذ على 8.5 في المئة، ويتنافس مع أكبر اللاعبين في القطاع.
وذكرت «T Rowe Price» أن وجود بنك صغير نسبياً يبشر بالخير من ناحية جودة الأصول، خصوصاً وأنه لا يتعرض للمشاكل القديمة التي تواجه البنوك الأخرى، كما أن لديه دفتر قروض استهلاكياً بنحو 100 في المئة من الرواتب المدعومة، وهو مؤشر آخر يدل على جودته العالية.
وأشارت «T Rowe Price» إلى أن قانون الرهن العقاري يمكن أن يكون محفزاً مهماً، خصوصاً بالنسبة للمصارف التي تمتلك امتيازات تجارية قوية وقواعد رأسمالية.