ردت أمطار فجر الثلاثاء الماضي على سؤالي في مقال «رسالة من تحت الماء»: ماذا سيحدث لو نزلت علينا أمطار كالتي نزلت على دولة قطر وسلطنة عمان؟
فكان الجواب أن تحولت الطرق إلى أنهار وأصبحت السيارات الصغيرة غواصات والكبيرة برمائيات، وعطلت البلاد الدوام في جميع مؤسساتها، وتلخبطت المواعيد الطبية وجلسات المحاكم ودروس واختبارات الطلبة... إلخ، بل وتضرر الكثير من منازل المواطنين والمؤسسات.
وبخطوات مشكورة كوّن سمو رئيس مجلس الوزراء خلية أزمة استطاعت تخفيف آثار هذه الأمطار وإعادة الطرق إلى مسارها في فترة قصيرة، وصدرت عقوبات مستعجلة كان يجب أن تسبقها لجان تحقيق لمعرفة من هو المقصر الحقيقي، لأن من نالتهم العقوبة حمُّلوا أخطاء من سبقوهم في مناصبهم.
فمن صمم الطرق التي لا تتحمل هذا القدر من استيعاب الأمطار، والشركات التي نفذتها بصورة غير كاملة، وشركات الصيانة التي لم تقم بواجباتها حسب العقود، هؤلاء هم من يستحق العقوبة فيُجبرون على دفع غرامات لإخلالهم بالشروط، خصوصاً إذا كان هناك مبلغ تأمين، وعدم التعاقد معهم مرة أخرى.
وأتمنى أن يعاد النظر فيمن أحيل إلى التقاعد وخصوصاً المهندس أحمد الحصان لأن أعماله يراها الجميع عبر الطرق الطويلة والجسور الكثيرة، وهي شهادة له على حسن الأداء والإخلاص في العمل، وحل المشاكل لا يكون بالعقوبات بل بمراجعة إجراءات الصيانة ومحاسبة المصممين والمنفذين لشبكة المجاري التي لم تحسب حساب كمية كبيرة من الأمطار، وشركات الصيانة التي لم تلتزم بعقودها بالصورة الصحيحة.
وما أصاب الكويت أصاب عواصم دول العالم الكبرى، فقدرة الله لا يردها راد، والأمطار إحدى قدراته عز وجل.