الجميع يذكر أمطار 1993 و1997 التي بلغت كميتها قرابة 65 ملم، ولو حسبنا المدة منذ أمطار 1997 الغزيرة لوجدناه المحصلة 21 عاما لم تستطع وزارة الأشغال وهيئة الطرق من حلها رغم أن الأمر سهل جداً جداً.
يقولون «سوء الأحوال الجوية»، ونحن نقول إنها أمطار خير يتوجه الجميع بالدعاء عند سقوطها والله خير حافظاً.
مشكلة الخرير التي تحصل في منزل أو مبنى خاص معلومة سببها... فهي تعود لسوء عزل الأسطح أو لخلل في التشييد بالنسبة للميول أو حساب المنسوب بالنسبة للسراديب، أما المباني الحكومية فإنني أستغرب حدوثها وهو مؤشر يؤكد على سوء تصميم وتنفيذ المشاريع.
حكاية الطرق وغرق بعض المركبات غير مقبولة، وإن قالت هيئة الطرق إنها مستعدة لموسم الأمطار هي ووزارة الأشغال فيعلم أحبتنا من الفنيين في مجال الطرق وهندستها أنها دليل على تقصير بائن يستحق على أثره محاسبة كل مسؤول عنها.
نقول لمسؤولي الطرق... «المسألة ليست مقتصرة على إنشاء طرق وجسور معلقة بمنظر جمالي في التصميم.... الجموع يبحثون عن طرق بلا زحمة ولا مستنقعات أو كثبان رملية تغطي جوانبها: عارف كيف»؟
قد يقول قائل: «يا أخي كمية الأمطار كبيرة»... وردنا بسيط وهو في العامين 1993 و1997 كانت هناك أمطار أكثر غزارة ومعلوم كميتها فيفترض أن تقوم الجهات المعنية بعمل الإصلاحات في حينها قبل أكثر من 20 عاماً مضت، لأننا نعلم أن أي تخطيط لأمر ما يأخذ في الحسبان «أسوأ الحالات - Worst Case» لكن ما من صيانة وتأهيل لمجاري صرف المياه قد تم تنفيذه على النحو المفروض منذ ذلك التاريخ، وإن حصل فإنه لم يكن وفق تخطيط سليم.
وقد يقول قائل آخر إن بعض الدول بما فيها الأوروبية تتعرض لمثل هذه الحالات المشابهة وتغرق المركبات، لكنني أستغرب من وجه المقارنة.
في الكويت طرق وشوارع رئيسية تغرق والأرض منبسطة مفتوحة الجوانب لدينا وسهل جدا تتبع الميول وإجراء الإصلاحات في أشهر قليلة جداً جداً.
ما الذي حصل؟
إنه ليس «سوء الأحوال الجوية»... فالذي هبط علينا مطر غزير نحمد الله عليه فمنه تنتهي الفيروسات وتغسل الأرض وتنبت الأعشاب ويسعد كل فرد مؤمن بنزوله.
إنها «سوء إدارة»... فما هو السبب؟
إنه يعود لغياب الكفاءات وسوء التخطيط و«قلة الدبرة»... فمن يهبط على المنصب القيادي عبر البراشوت، لا تتوقع من إصلاح أي قضية/ ظاهرة/ مشروع تتوقعه ليس على مستوى الأشغال والطرق بل حتى هو عامل مؤثر لبقية مؤسسات الدولة.
الزبدة:
هذه رسالة نتوجه بها لأصحاب القرار خصوصاً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك حفظه الله ورعاه.
واقعة أمطار الخير هذه أتت بدرس رباني مجاني، لنعلم أن هناك فساداً إدارياً في الطرق ولم أبحر بعمق في الحيثيات لأن الأخبار والمشاهدات واضحة للجميع.
فهل من فريق إدارة أزمات لدينا؟
إذا كانت الإجابة بنعم? فنتمنى أن نرى بعدها إزاحة لكل مسؤول تسبب في تعطل معظم الشوارع والطرق الرئيسية على الفور، والإتيان بالكفاءات لوضع تصور فوري قابل للتنفيذ يعالج الخطأ ويأخذ بالحسبان معدل مياه للأمطار تتجاوز كميتها التي تساقطت بخير على البلاد عام 1997.
إنها «سوء إدارة»... فماذا نحن فاعلون بعد كل هذه الدروس التي تثبت ضعف المستوى القيادي لدينا، والحل بسيط جداً إن كنا بالفعل ننوي الإصلاح... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi