يتميز القائد بالعديد من الخصائص والسمات، منها ذاتية وفطرية: كالتفكير والتخطيط والإبداع. ومنها اجتماعية: كالقدرة على التواصل مع الآخرين والتحفيز. ومنها السمات التخصصية: كالقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
ويرى ستيفن كوفي بأن من أهم صفات القائد: التعلم المستمر بالقراءة والتدريب والبحث، وتحمل المسؤوليات، والنظر إلى المهمات في الحياة كرسالة لا كمهنة.
القائد يشع بالطاقة الإيجابية، ودائما مبتهج، دمث الخلق، نشيط، مشرق الوجه، باسم الثغر طلق المحيا، هادئ الملامح، متفائل وإيجابي.
أهمية الثقة بالآخرين، فعلى القائد ألا يبالغ في ردود الفعل تجاه التصرفات السلبية أو الضعف الإنساني، ويعرف كيف يفرق بين الإمكانات والسلوكيات.
من المهم أن تكون حياة القائد متوازنة، وأن يكون نشيطا اجتماعياً ومتميزا ثقافياً، ويتمتع بصحة نفسية وجسدية طيبة، ولديه سلام نفسي مع ذاته والآخرين، ويملك التوازن الجسمي والعقلي والنفسي والانفعالي.
مثابر مرن حكيم حليم، يفرح بإنجازات الآخرين، ولا يشعر أن نجاحهم يسبب له نقصا أو تحديا.
القائد عادة يكون مغامرا لكن بذكاء، مبادر مبدع، يرى في أحداث الحياة ولقاء الناس أفضل فرصة للاستكشاف وكسب الخبرات الجديدة.
يعمل القائد دوماً مع الآخرين بروح الفريق الواحد، لسد النقص والاستفادة من المميزات في كل فرد، ولا يتردد في تسليم الأعمال إلى غيره بسبب مواطن القوة عنده. يتحلى بالصبر ويكظم الغيظ، ولديه قدرة كبيرة على فن الاستماع للآخرين مع المشاركة الوجدانية.
أما النصائح السبع للقادة الإداريين كما يذكرها ستيفن كوفي فهي كالتالي:
كن مختاراً لاستجابتك: وهذه النصيحة لها علاقة بمدى معرفة الذات ومعرفة الدوافع والميول والقدرات، فلا تجعل لأي شيء أو أي أحد سيطرة عليك، كن فاعلاً لا مفعولاً به، مؤثراً بالدرجة الأولى لا متأثراً دوماً، ولا تتهرب من المسؤولية أبداً.
لتكن غايتك واضحة حينما تبدأ بعمل ما، ودائما ابدأ وعينك على الهدف والغاية النهائية، وهذا يتطلب إطلاق الخيال ليحلّق بعيداً.
صنّف الأشياء بحسب أولويتها، من الأهم إلى المهم: أي القدرة على ممارسة الإدارة وضبطها، فلا تترك الحبل على الغارب، بل اضبط أمورك وركز اهتمامك على ما له قيمة وأهمية.
اتبع استراتيجية تحقيق الربح لكل الأطراف، فالإيمان بأن نجاح شخص لا يعني فشل الآخر، والعمل قدر الإمكان على حل المشاكل بما يفيد الجميع، وهذه الخصلة ترتبط بعقلية ثرية واسعة الأفق عظيمة المدارك، تتبع عقلية الوفرة لا عقلية الشح والندرة. اسع أولاً لأن تفهم الآخرين، ثم اسع إلى أن يفهمك الآخر، وترتبط هذه المسألة باحترام الرأي الآخر، فمن الخطأ أن يكون استماعك بهدف الجواب للرد عليه، بل من أجل الفهم والمشاركة الوجدانية.
اجعل العمل شراكة مع الآخرين: فكل يكمل الآخر، لأن الاختلافات والفروقات بين البشر أمر طبيعي، ويجب أن تكون مصدر قوة لا ضعف، وضرورة تعزيز المشاركة، والابتعاد عن منطق الربح والخسارة.
اشحذ قدراتك، بضرورة التحسين المستمر والتغيير المتجدد، بحيث ألا يبقى فرد من المرؤوسين في مكانه بلا تقدم، لأنه سوف يتأخر حتماً.
ويرى كورتوا في كتابه (لمحات في فن القادة)، بأن القائد يمتلك صفات قيادية وشخصية ومهنية، فالصفات القيادية تتمثل في: الهدوء وضبط النفس، والإيمان بالمهمة، والمبادرة واتخاذ القرار، والانضباط، والفعالية، والتواضع، والواقعية، الدماثة والتعاطف مع الآخرين، الحزم، العدل، احترام الإنسان، إعطاء القدوة والمثل الأعلى، المعرفة، والقدرة على التنبؤ.
أما الصفات الشخصية فهي تتركز في: السمعة الطيبة، والأمانة، والأخلاق الحسنة، والهدوء والاتزان في معالجة الأمور، والتعقل عند اتخاذ القرار، والمرونة وسعة الأفق، والقدرة على ضبط النفس، والمظهر الحسن، واحترام النفس واحترام الآخرين، والإيجابية في العمل، والقدرة على الابتكار، بحيث تتسم علاقات القائد مع الآخرين بالتعاون لا بالتنافس.
أما أهم الصفات المهنية فهي تتمثل في: الإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية وعلاقات العمل، ومعرفة اللوائح وقوانين العمل، والقدرة على اكتشاف الأخطاء، وتقبل النقد البناء، والقدرة على اتخاذ القرارات في المواقف، والثقة في النفس والكفاءة العالية في التخصص، والحزم وسرعة البت في الأمور، وتجنب الاندفاع والتهور، وممارسة الديموقراطية في القيادة وتجنب الاستئثار بالرأي أو السلطة، والقدرة على خلق الجو الطيب والملائم لحسن سير العمل، والانضباط والنظام في العمل لكي يكون القائد قدوة حسنة لمرؤوسيه، وسعة الصدر والقدرة على التصرف السليم ومواجهة المواقف الصعبة، وأخيرا أهمية توخي العدالة في التعامل مع المرؤوسين، وتجنب الأنانية وحب الذات، وإعطاء الفرصة للآخرين لإبراز مواهبهم وقدراتهم. وعسى الله أن يقلل من أعداد المديرين والقياديين المرضى نفسياً، ويزيد من أمثال القياديين والمديرين الذين يمتلكون السمات القيادية ويمارسون المنهجية والأساليب والخطوات الصحيحة مع مرؤوسيهم، فإن صلحت القيادة ازدهرت البلاد وفرح العباد.
[email protected]