التجارة مزدهرة، والاقتصاد ينمو بمعدلات مرتفعة سنويا، وخطط التنمية موضوعة لمدى خمسة وعشرين عاما وتطبق كل خطة بحذافيرها في كل عام، ومناهج التعليم في تطور مستمر، وتتغير حسب متطلبات الحياة، وكثيرون من خريجي الثانوية «فلتات» نادرة في العلوم والرياضيات والكمبيوتر وعلم الاتصالات، كما في المعاهد التطبيقية، وخريجو الجامعة العتيدة والمعاهد المذكورة يتلقفهم سوق العمل والجامعات الاجنبية للدراسات العليا بطرفة عين. والعلاج يتم على احسن وجه فلا اخطاء طبية، والدواء متوافر في كل المستشفيات والصيدليات والمستوصفات.
المريض الفقير المستعصي علاج مرضه في الكويت يرسل فورا إلى الخارج للعلاج من دون وساطة وتدخل. والبطاقة المدنية، والجوازات، واجازات القيادة، ودفاتر السيارات، والتأمين عليها يتم تجديدها بالبريد الالكتروني او العادي في اقصى حالات التأخر، ولا يطلب منك مجموعة كبيرة من الاوراق كي تتجدد تلك الوثائق. وبطاقات الزيارة وتصاريح العمل تستخرج في المطار او بواسطة البريد الالكتروني، ولا حاجة للذهاب للجهات المختصة للحصول عليها. والرخصة التجارية لا تحتاج إلى مراجعة وزارة التجارة، وغرفة التجارة، ووزارة الداخلية، والبلدية والصحة، والشؤون وادارة الاطفاء، فتلك امور تتم بواسطة الاتصالات الحديثة وكذا العلامة التجارية لا تحتاج لاعوام عدة كي تخصص لشركتك، وكل مواطن يمكنه الحصول على قسيمة سكنية، وزراعية، وصناعية، وشاليه، وحظيرة للاغنام من دون واسطة او تأخير، وليست هناك وساطات يقوم بها النواب لناخبيهم، فكل الامور تمشي بالحق والميزان ومثل الساعة، كما الحصول على بسطة لبيع الخضار، والفواكه، والاسماك، والدجاج، والحمام، تتم بمنتهى السهولة لكل من يريدها، وشوارع العاصمة مرتبة ونظيفة وليست مكسورة او محفورة، والارصفة فيها مستوية ولا توجد بها حفر، وسهلة لعبور المشاة من دون عوائق والارتفاعات في المباني التجارية والاستثمارية داخل العاصمة واحدة وليست هناك بناية قزمة واخرى عملاقة فكلها تأخذ الارتفاعات نفسها ويتعامل جميع اصحابها بحقوق متساوية في نسبة البناء حتى في المنطقة التجارية الواحدة لا تجد هذا التباين في الارتفاعات.
القوانين، واللوائح، والقرارات تطبق على الجميع بالحق، والعدل، والمساواة وليست هناك بطالة مقنعة وسافرة، فالكل يعمل بجد واجتهاد من دون هروب من العمل قبل الساعة الثانية عشرة ظهرا. والشواطئ من دوار البدع سابقا، وحتى الحدود السعودية مسموح بها لاي مواطن او مقيم السباحة فيها في اي وقت يشاء وليست محجوزة لاحد فهي مباحة للجميع، وكذلك الشواطئ الشمالية مفتوحة للكافة. وحصولك على ما تريد من البلدية من معاملات ينتهي في اللحظة نفسها من دون تكرار مقولة «تعالى باكر» ولا توجد مخدرات، ولا جرائم قتل، ولا سرقات بالسطو المسلح، ولا دعارة، ولاتجارة اقامات، ولا تجاوز على القوانين، فكل الامور تسير في سهولة ويسر. ومجلس الامة العتيد يشرع القوانين كما يريدها المواطنون، ولا يخالفها الاعضاء لمصالحهم الخاصة، ولا يثير الازمات ولا يرهق الناس بالرسوم والضرائب كما لا يرهقهم نفسيا بالاثارات الصحافية والاستجوابات الساذجة، والطعون في الناس والقوى السياسية، ولا يتم التعامل مع هذه القوى الا بالعدل والمساواة، وليست هناك قوى افضل في التعامل الحكومي من غيرها، بل كلها بالقسطاس واماكن الترفيه متوافرة للجميع برخص التراب، ولا توجد سرقات، ومحسوبيات، ووساطات، ورشاوى، وعمولات، وترسى المناقصات والمقاولات والممارسات على من يستحقها من دون تأثيرات داخلية او خارجية، ولا نفوق في الاسماك، وليس هناك تلوث في البر والبحر والبيئة الكويتية نظيفة، والامور كلها تسير سيرا حسنا، والحكومة الالكترونية تشيد بها الدول والمنظمات الدولية كما البيئة، والصحة، والتعليم، والامن، والامان، ولا يوجد هدر في الاموال. وهيئة الزراعة توزع الشتلات على المزارعين وتعمل على تزويدهم بالبذور والسماد ومكافحة الآفات بالتساوي. والمحاكم لا يوجد بها ازدحام، لان القضايا كلها لا تؤجل، بل يبت فيها بالسرعة الممكنة ولا تأخذ اعواما طوالا تدور القضايا بين اروقتها، وتنفيذ الاحكام يتم بأسرع ما يمكن ولا يطول بها الزمن كي يحصل الفرد على حقه في التنفيذ، ولا توجد محلات تجارية في العاصمة للبيع او الايجار لان التجارة مزدهرة، والتجار الصغار لا يستطيعون ملاحقة طلبات واحتياجات الزبائن ولا يعانون الكساد، ولا توجد احكام قضائية عليهم لاخلاء محلاتهم لان الايجارات مدفوعة بالكامل لاصحابها، ووزارة الكهرباء لا تقطع الكهرباء عن مستهلكيها لانهم يدفعون ما عليهم من مبالغ اولا بأول.
والسوق الحرة بمنطقة الشويخ، التي تم انشاؤها بعد اكثر من خمسة وثلاثين عاما من طرحهت كمشروع، تسير سيرا ممتازا من دون عوائق وعقبات وعراقيل، والاماكن فيها مزدحمة والبضائع تصدر فيها وتستورد بمنتهى الليونة واليسر والاستقبال الحسن من دون روتين وبيروقراطية، فكل الامور «ماشية»، والاوضاع «ماشية» والتجارة «ماشية»، والازدهار «ماشي»، والارض ترقص فرحا بهذا المشي... وهناك اشياء كثيرة «ماشية» لم نستطع ذكرها لان هذه العجالة طالت اكثر مما يستوعبها مكانها في الجريدة، ولا اعتقد ان العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات التي جاء ذكرها هنا تحتاج إلى التعليق على ما ورد بها لان كل شيء كما ذكرنا «ماشي»، وعسى ان يكون هذا المشي خفيفا على قلوب الجميع. والله يستر.
يعقوب العوضي
كاتب كويتي
[email protected]