• زوجها وثّق تصرّفاتها مع أولادها بالصوت والصورة
• الخضاري: كل نظريات التربية لا تؤيد أسلوب التعنيف من المعلم أو ولي الأمر
• بدر التميمي: الصراخ والزف مرفوضان في التربية والتعليم
• علي وطفة: العنف اللفظي يدمر التكوين النفسي للطفل بطريقة خفية ويهدم بنيته النفسية
حادت أم كويتية عن قول شاعر النيل حافظ إبراهيم «الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق»، عندما وصفت فلذات كبدها بـ«الحمير»، ونالت عقوبتها بالسجن شهراً، لارتكابها هذا «الجرم» الذي وثقه شريك حياتها صوتاً وصورة، وقدمه دليلاً دامغاً بحقها، حتى تنال ما نالته قضائياً.
فقد قضت محكمة الجنح، أمس، بحبس الأم المواطنة لمدة شهر مع الشغل والنفاذ، لإهانتها لأبنائها أثناء استذكار دروسهم في المنزل. وتتلخص الواقعة في أن مواطناً تقدم إلى أحد المخافر ببلاغ ذكر فيه أن زوجته اعتادت توبيخ وضرب وسبّ أبنائهما بألفاظ وعبارات خارجة عن حدود التربية، خلال تدريسهم ومراجعة واجباتهم المدرسية، كما أنها دائماً ما تردد على مسامعهم «ادرس يا حمار انت وياه»، فضلاً عن ألفاظ نابية أخرى تعد سبّاً مباشراً، ولا يجوز توجيهها للصغار. وقدم الزوج للجهات الأمنية مقاطع التقطها لأم عياله، وهي تقوم بضربهم وشتمهم، وتم تسجيل قضية اتُخذت فيها الإجراءات القانونية، حتى قال القضاء كلمته فيها.
وأكد استشاري الطب النفسي الدكتور سليمان الخضاري لـ«الراي» أن «كل نظريات التربية لا تؤيد أسلوب التعنيف من المدرس أو ولي الأمر، خصوصاً عندما يكون مهيناً، ويجرح كبرياء الطالب ويقف عائقاً أمام تطور شخصيته».
وأبدى الخضاري رفضه لأسلوب التعنيف، «فما كان ينطبق على الأجيال السابقة من سلوكيات العنف، لم يعد مقبولاً في الوقت الحالي، فلكل زمان أحكامه وقواعده، ولا يمكن الركون إلى ما كان يجري في الماضي من سلوكيات من هذا القبيل، خصوصاً أن هناك أساليب حديثة لإيصال المعلومة إلى الطالب من دون اللجوء إلى أساليب التعنيف التي باتت غير مقبولة في الوقت الحاضر».
من جهته، رفض الطبيب النفسي في مركز الكويت للصحة النفسية الدكتور بدر التميمي أسلوب تعنيف الطالب، سواء كان اعتداء جسدياً، أو لفظياً، أو حتى «صراخ أو زف، أو بأي شكل من الأشكال».
وقال التميمي إن «تعنيف الطالب من قبل ولي الأمر، أو المدرس مرفوض من كل الدراسات والأبحاث العلمية والتربوية، فالتعامل معه ينبغي أن يكون بحرص، خصوصاً عندما يكون صغيراً، فأقصى عقوبة له تكون حرمانه من شيء لفترة وجيزة».
أما أستاذ علم الاجتماع التربوي في جامعة الكويت الدكتور علي وطفة، فرأى أن «العنف اللفظي يدمر التكوين النفسي للأطفال بطريقة خفية، ويهدم بنيتهم النفسية ويقتل ذكاءهم ويضعف ذاكرتهم ويقلص معارفهم وينتهك إدراكهم وقدراتهم على اليقظة والانتباه والتصور والإبداع ويضعف حسهم الأخلاقي والإنساني في آن واحد».