أندية أوروبا... على صفيح «الانتقالات الشتوية»

1 يناير 1970 03:25 م

صراع مفتوح في إنكلترا  ... وبرشلونة لن يحتاج إلى «جديد»

إنتر ميلان يقترب من يوفنتوس  ... دورتموند يهدد «عرش بايرن»  ... وسان جرمان لا ينافس إلا نفسه

أسدل الستار على الربع الأول من البطولات الأوروبية المحلية لكرة القدم، وبدأت الفرق، بمعظمها، عملية «جردة الحسابات» تمهيداً للاستفادة من فترة الانتقالات الشتوية في نهاية 2018 لتعزيز صفوفها.
ورغم أن الأسماء الكبيرة «محجوزة» في فرقها، غير أن أمثلة كثيرة عدة أكدت بأن «الانتقالات الشتوية» قادرة على أن تشهد إبرام عقود ضخمة، من عيار انتقال الاسباني فرناندو توريس من ليفربول الانكليزي الى مواطنه تشلسي في 2011 مقابل 58 مليون يورو.
ويبدو الوضع في البطولات الخمس الكبرى متفاوتاً على مستوى الصراع، إذ تعيش انكلترا واسبانيا والمانيا زحمة في «كراسي المقدمة»، بينما ينحسر التنافس في إيطاليا تاركاً مؤشراً على ان اللقب سينحصر بين فريقين لا أكثر، في وقت يخوض فيه باريس سان جرمان سباقاً مع نفسه في فرنسا، هو الذي لم يفرط بأي نقطة حتى اليوم، حاصداً 33 نقطة من أصل 33 ممكنة.


100 مليون
في إنكلترا، يبدو أن إدارة مانشستر يونايتد اقتنعت متأخرة بعض الشيء، بما كان يطالب به المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، مطلع الموسم.
مشكلة كبيرة خيّمت على «أولد ترافورد» في حينه، وكادت أن تودي برأس «ذا سبيشال ون» الذي دخل في «حرب» مع الرئيس التنفيذي للنادي، إد وودوارد، بعدما رفض الأخير لائحة بأسماء اللاعبين الذين يرغب المدرب في الحصول على خدماتهم.
أيقنت الإدارة «الأميركية» لـ«الشياطين الحمر» بأن الفريق قدم أفضل ما لديه حتى الساعة، بيد أنه لم يتمكن من شغل أفضل من المركز الثامن بـ17 نقطة خلف واتفورد (19) وبورنموث (20) متأخراً بفارق 9 نقاط عن مانشستر سيتي المتصدر بفارق الاهداف عن ليفربول.
تقارير صحافية كشفت أن إدارة «يونايتد» ستضع 100 مليون جنيه إسترليني على طاولة مورينيو لتعزيز الصفوف في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة.
ويعي النادي تماماً بأن المجال ما زال مفتوحاً أمام العودة بقوة الى معمعة الصراع، عبر الاستفادة من اصطدام «الكبار» بعضهم ببعض وتحقيق الفريق نتائج تصب في صالحه خلال مواجهاته المباشرة مع من يتقدم عليه في الترتيب.
صحيح أن كثيرين رأوا بأن المنافسة ستنحصر بين «سيتي» وليفربول، في ضوء استقرار تشكيلة الأول مع تعزيزها بالجزائري رياض محرز، ومنح الثاني قوة إضافية عبر عدد من التعاقدات الناجحة التي أرادها المدرب الالماني يورغن كلوب، غير أن كل شيء يبقى ممكناً في بطولة مثل الـ«بريمير ليغ».
ويبدو تشلسي الثالث والذي لم يتذوق للخسارة طعماً بقيادة مدربه الإيطالي ماوريتسيو سارّي، كمن يسير في الظل تمهيداً للانقضاض على القمة، متسلّحاً بتشكيلة تضم ما لذّ وطاب من نجوم.
أما أرسنال الرابع فهو لن يبحث عن التتويج باللقب في حال قارب الوضع بواقعية. مدربه الاسباني اوناي ايمري ما زال في طور البناء على أنقاض تركة الفرنسي آرسين فينغر، وهو ما يحتاج الى وقت.
سعي «المدفعجية» سيتركز في العودة إلى دوري أبطال أوروبا قبل البدء في التفكير بما هو «أكبر» من ذلك.
وبالنسبة الى توتنهام الخامس، فما زال يحمل صورة «الفريق المتحفظ» الذي يفتقد الى «بذور البطل». وهنا يفترض على مدربه الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو العمل مع ادارة النادي على تعزيز الصفوف بغية «تحقيق لقب» بأي ثمن، ومن ثم البناء عليه كي يتحول الفريق من «خصم مزعج» الى «خصم منافس بجدية على الألقاب».

مناسب... بشرط
سؤال واحد يفرض نفسه في إسبانيا، اليوم، ويتمحور حول مصير المدرب الموقت لريال مدريد، الارجنتيني سانتياغو سولاري الذي حظي بفترة أسبوعين على رأس الإدارة الفنية قبل أن يتحدد موقفه، سواء بالتثبيت أو التعاقد مع غيره.
يبدو سولاري أشبه بـ«الخيار الأسهل» بعد تعثر المفاوضات الأولية مع الإيطالي أنتونيو كونتي الذي اشترط بأن يكون «الآمر الناهي» في حال تولى المسؤولية، مع ظهور أسماء أخرى منافسة على الموقع بينها خوسيه ماريا غوتييريز هرنانديز «غوتي»، ومدرب منتخب بلجيكا، الاسباني روبرتو مارتينيز.
وكان لسولاري أن يصبح «خياراً مثالياً» لو أن ريال مدريد يبحث عن البناء للمستقبل، بيد أن ناديا بمنزلته يبحث دوماً عن النجاح الفوري والمتواصل. فقد سبق لهذا الارجنتيني الذي لعب لـ«الملكي» بين 2000 و2005، أن درب فريق الناشئين في النادي بين 2013 و2016 ثم فريق ريال مدريد «ب»، وبالتالي يملك الرؤية للبناء وفق المعطيات البشرية التي خبرها في موقعيه السابقين، خصوصاً لجهة تحديد من يستحق من اللاعبين الصاعدين أن يُمنح فرصة مع الفريق الأول.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ينبغي على رئيس النادي فلورنتينو بيريز التحرك في سوق الانتقالات الشتوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعدما مال الى المكابرة إثر رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو، معتقداً بأن التشكيلة قادرة على العيش من دون «رئتها».
ريال مدريد يشغل المركز التاسع في الدوري بـ14 نقطة متخلفاً بفارق 7 نقاط فقط عن برشلونة المتصدر، ولا مجال للاعتقاد بأن «الوضع السيئ» سيستمر في «سانتياغو برنابيو» وأن «الملكي» سيعجز عن انتزاع مقعد له في دوري الأبطال. هي مسألة وقت قبل ان يعود سيرجيو راموس وزملاؤه الى المقاعد الأمامية، لكن بناء آمال كبيرة على انتزاع لقب الدوري يبقى غير قائم على معطيات منطقية، في ظل عودة برشلونة القوية وحصوله على شحنة معنوية ضخمة إثر الفوز الأخير بالـ«كلاسيكو».
من جهته، قد يحرر الفريق الكاتالوني، الفرنسي عثمان ديمبيلي خلال «الانتقالات الشتوية»، كما تشير بعض التقارير، في ضوء عجزه عن ترك البصمة المتوقعة، لكن المدرب ارنستو فالفيردي لن يحتاج، في الوقت نفسه، الى تعزيز الصفوف.

الموقع الطبيعي
انحصر الحديث في إيطاليا قبيل انطلاق الموسم في إنتر ميلان الذي اعتبره كثيرون «مصدر الخطورة الوحيد» على أطماع يوفنتوس الساعي الى لقب ثامن توالياً في الـ«سيري آ».
تعرض «نيراتزوري» بقيادة لوتشيانو سباليتي لهزات في مطلع الموسم، قبل أن ينتفض، مبرزاً معدنه الحقيقي وشاغلاً «الموقع الطبيعي» الذي يستحق.
الأرجنتيني ماورو إيكاردي وزملاؤه يقفون في المركز الثاني بـ22 نقطة خلف يوفنتوس المتصدر (28)، ولا شك في أن المواجهة المرتقبة بين القطبين في «دربي إيطاليا» ستكون فاصلة لتحديد معالم الصراع.
نابولي الثالث بـ22 نقطة، استفاد من خبرات المدرب الجديد كارلو أنشيلوتي، اذ يعتبر من الفرق التي «تُقنع»، محلياً وأوروبياً. بات للفريق شخصية أقوى، غير أنه يؤخذ عليه فقدان الثبات وقلة التركيز حتى النهاية، بدليل تفريطه في بفوز عزيز على سان جرمان في فرنسا ضمن دوري الأبطال، وانتصار مهم على روما في «سان باولو» ضمن الدوري المحلي، بعدما كان متقدماً في المناسبتين حتى اللحظات الأخيرة.
ولا يبدو بأن الأندية الثلاثة، صاحبة الريادة، ستجري تعاقدات ضخمة خلال «الانتقالات الشتوية»، وهو ما قد لا ينطبق على ميلان السابع (15 نقطة) والذي بيّنت التجربة بأنه يحتاج الى من هو «أكبر» من جينارو غاتوزو كمدرب.
زعامة مهددة
في ألمانيا، استعاد بوروسيا دورتموند شيئاً من «عهد كلوب». صفقات ناجحة ابرمها النادي، تحديداً مع البلجيكي أكسيل فيتسل والاسباني باكو الكاسير والمغربي أشرف حكيمي. والإيجابي في كل هذا التغيير أن المدرب الجديد السويسري لوسيان فافر، نجح في استغلال ما بين يديه من عناصر، وصولاً الى منح الثقة مجدداً لماريو غوتزه الذي ابتعد طويلاً قبل ان يعود اساسياً في تشكيلة «الجراد الاصفر».
الانتصار الكبير على اتلتيكو مدريد الاسباني في دوري الابطال وضع دورتموند في موقع يؤهله لهز عرش بايرن ميونيخ في الدوري المحلي، علماً ان الأول يتقدم على الثاني بفارق نقطتين فقط بانتظار الموقعة المرتقبة بينهما في استاد «إيدونا بارك» في 10 نوفمبر المقبل.
ولا توجد مؤشرات على رغبة دورتموند بإجراء تعاقدات خلال «الانتقالات الشتوية»، فيما يحتاجها بايرن إذا ما أراد الذهاب بعيداً في الـ«تشامبيونز ليغ» وتحاشي فقدان اللقب المحلي.
وفي فرنسا، يظهر سان جرمان وكأنه ينافس نفسه، بعدما أوجد مساحة بينه وبين أترابه من الأندية وحقق الانتصار في المباريات الـ11 الأولى من دون عناء.
قد يستغل عدد من الفرق الفرنسية «الانتقالات الشتوية» لتعزيز الصفوف، فيما لا يبدو سان جرمان بحاجة الى التحرك، غير أن ظمأه الى اللقب القاري قد يدفع بالإدارة الى تحقيق رغبة المدرب الالماني توماس توخيل بالتعاقد مع لاعب وسط من الطراز الرفيع لتعزيز الحظوظ الأوروبية.