حوار / يستعد لبطولة «خليل الكافر» لجبران

فادي إبراهيم لـ «الراي»: «العاصفة»... تهبّ من جديد

1 يناير 1970 05:18 م

يطلّ النجم اللبناني فادي إبراهيم عبْر مجموعةِ أعمالٍ تلفزيونية في دورة البرامج الحالية، بينها «ثورة الفلاحين» و«ثواني» و«لأنك حبيبي».
لكن المفاجأة التي أَطْلقها ابراهيم في حواره مع «الراي»، إعلانه عن التحضير لموسم جديد من مسلسل «العاصفة تهبّ مرتين»، وبطولة مسرحية للفيلسوف جبران خليل جبران بعنوان «خليل الكافر» ستُعرض في لبنان وحول العالم ويتوقّع أن تحقق ثورة اجتماعية وفنية وثقافية.

? كيف تتحدّث عن مشاركتك في مسلسل «لأنك حبيبي» الذي يجمع نخبة من الممثلين اللبنانيين من أجيال مختلفة؟
- مع أن العمل جميلٌ وتم تصويره قبل عامين ونصف العام، لكننا لم نتقاضَ أجورَنا كاملةً، وعرفتُ أنه بعد أوّل دفعة يقبضونها سيدفعون للممثلين الذين شارَكوا فيه. لكنني أحب أن أتحدث عن عمل مسرحي أفتخر به لجبران خليل جبران وهو بعنوان «خليل الكافر» من كتابه «أرواح متمردة» الصادر العام 1908، ولكنه يتماشى مع كل الأزمنة، وفيه الكثير من الإيمان. وأعتقد أن المسرحية ستثير ضجة ثقافية واجتماعية كبيرة جداً.
? هل ترى أن المسرح هو الذي «يفشّ الخلق»؟
- طبعاً، قريباً لن أتفرّغ إلا للمسْرح.
? ولكن الكلّ يشكو من المسرح؟
- الوضع في لبنان كلّه مدعاة للشكوى. الإنسان في بلدنا يشكو، فمن الطبيعي أن ينسحب الوضع على المسرح، وأن لدينا أملاً كبيراً جداً لأن العمل هو لجبران خليل جبران الذي تمت ترجمة أعماله إلى 180 لغة في العالم، ويُدرَّس في المدارس والجامعات. وأنا سأعود إلى المسرح من خلال هذا العمل بعد غياب سنوات عدة لحمْل رسالة جبران خليل جبران، مع المُخْرِج طلال درجاني، وبدعمٍ كامل من لجنة جبران خليل جبران. وبعد انتهاء العرض في لبنان، سنقوم بجولة لعرْضها حول العالم.
? هل أنتَ متفرّغ للمسرحية؟
- كلا، لأنه كانت هناك اتفاقات مسبقة مع بعض المُنْتِجين. هناك مسلسل سأباشر بتصويره قريباً، كما يوجد مشروع لتصوير جزء جديد من مسلسل «العاصفة تهب مرتين» سيحمل عنوان «العاصفة تهبّ من جديد». والعمل يتم التحضير له، وقد بدأ الكاتب شكري أنيس فاخوري بكتابته وتمّ التحدث معي ومع رولا حمادة بشأنه، ولكن لم تَجْرِ الإضاءة عليه إعلامياً حتى الآن. كما أن هناك عملاً تاريخياً يتم التحضير له في تونس، وتعمل فيه مجموعة من التقنيين من المجر. العمل عالمي ويضم نجوماً من عدد من الدول العربية، والمُخْرِج بريطاني، وهو سيكون من أهم الأعمال التي تُحضّر حالياً.
? بالعودة إلى الدراما اللبنانية، نلاحظ أن هناك بعض الوعي لناحية اختيار الممثلين، إذ أصبحت الأعمال تجمع بين ممثلين من أجيال مختلفة. وصحيح أن هناك وجوهاً شابة وجديدة، ولكن الاعتماد يكون على الممثلين المخضرمين؟
- في رأيي الدراما اللبنانية لم تتراجع أبداً، بل الذي تراجع هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الأمر الذي أثّر على جميع مجالات حياتنا ولا سيما حياتنا اليومية، وهذا يؤثّر بدوره على كل شيء بما في ذلك الدراما، إذ يتأثّر الإنتاج بشكل مباشر ويجد المُنْتِج نفسه عاجزاً عن بيع مسلسله وعن استرداد تكاليف الإنتاج أو ربْح القليل. فالمحطات وصلتْ لمرحلة من الإفلاس نتيجة الضغوط الاقتصادية في الدول العربية بشكل عام ولبنان بشكل خاص حيث وصل السجال السياسي إلى حدٍّ ما إلى مستوى القذارة. نحن اللبنانيين كنا الأوائل في مجالات عدة، كالثقافة والفنون وحماية اللغة العربية، وتاريخنا يشهد على إنجازاتِ رجالاتٍ كبار، ولكن إذ بنا في القرن الـ21 نعود إلى الخلف بسبب مجتمعنا الذي يتبع بعض الرجالات الذين لم يوصلونا سوى إلى الخراب.
? وبالنسبة إلى اختيار الممثلين؟
- في الماضي كان المُنْتِجون يسْخون على المسلسلات وكانت الدولة تُنْتِج بعض الأعمال التي تُعرض على شاشة «تلفزيون لبنان»، أما اليوم فتحوّل الإنتاج إلى القطاع الخاص الذي يضمّ بعض المُنْتِجين الذين لا علاقة لهم بالمهنة. في دول العالم المتحضّر، دراسة الإنتاج مكلفة أكثر من دراسة الطب، لأن الدراما تؤثر على المجتمع والأجيال، ويجب أن يكون هناك حد أدنى من الثقافة كي نفاخر بما نقدّمه.
? هناك مجموعة مسلسلات ستُعرض في دورة الخريف، وهذا يؤكد أن هناك نية للتركيز على الإنتاج الدرامي؟
- نعم، وسيُعرض لي أيضاً إلى جانب «ثورة الفلاحين» مسلسل بعنوان «ثواني». هناك أعمالٌ أنجزْناها قبل أكثر من عام وهي جاهزة للعرض. الإنتاج لم يتراجع، ولكن هناك بعض الأشخاص قدّموا إنتاجات رديئة أثّرت سلباً على الدراما اللبنانية. في المقابل، هناك مجموعة من المُنْتجين الجيّدين، ولكن محطات التلفزيون وبسبب وضعها المادي السيئ، تتعرّض لمشاكل وضغوط، وعندما يتحسن وضع لبنان ويتكاتف المسؤولون فيه، كل شيء سيصبح أفضل.