حوار / بعد حصوله أخيراً على جائزة «أفضل فيلم» في «الإسكندرية السينمائي»

باسل الخطيب لـ «الراي»: «دمشق ـ حلب» كتُب خصيصاً لدريد لحام

1 يناير 1970 07:16 ص
  • غيابي عن الدراما المصرية لم يكن مقصوداً... بل يرتبط بصعوبة الإنتاج والتوزيع

    فيلمي الجديد «اعتراف»... يتناول الأزمة السورية بصورة غير مباشرة

عبّر المخرج السوري باسل الخطيب عن سعادته، بما حصده من ثمار وأصداء طيبة، إبان عرض فيلمه الجديد «دمشق - حلب»، الذي حاز جوائز عدة في الدورة الـ34 من مهرجان الإسكندرية السينمائي.
الخطيب، أوضح في حواره مع «الراي»، أن تجربته في الفيلم، كانت ثرية للغاية، خصوصاً بعدما التقى النجم السوري الكبير دريد لحام للمرة الأولى في مشواره، منوهاً إلى أن الفيلم، الذي يلامس الوجع السوري من منظور إنساني واجتماعي، كتب خصيصاً للحام. وشدّد على أن «دمشق - حلب» لا ينتمي إلى فئة الكوميديا، كاشفاً الغطاء عن ملامح فيلمه المقبل «اعتراف» الذي يتشارك في بطولة نخبة من الفنانين.
وتطرق الخطيب إلى تعاونه مع شقيقه السيناريست تاليد، كما أضاء على نقاط أخرى عديدة، نسرد تفاصيلها في هذه السطور.

• فلنبدأ من فيلمك الأخير «دمشق ـ حلب»، فهل تعمدت الابتعاد عن مشاهد الدم، عبر تقديم الحرب السورية من منظور اجتماعي إنساني، يطغى عليه الطابع الكوميدي؟
- في البداية، أود التنويه لأمر بالغ الأهمية، وهو أن توصيف الفيلم على أنه كوميدي ليس صحيحاً، فهو قائم على مجموعة من المفارقات الغرائبية، بمعنى أنه من الممكن أن يرى المشاهد موقفاً مبكياً وبعد لحظة يقابل موقفاً مُضحكاً. فقد عملت جاهداً على أن يكون هذا الفيلم مرآة للواقع السوري الذي نعيشه كل يوم، وبالتالي حاولنا نقل التكوين الموجود في الحياة عبر الفيلم، الذي تختلط فيه الدموع بالضحكات ويُعد مزيجاً بين الفرح والحزن. العمل عبارة عن خليط من المشاعر، وليس لأنه من بطولة الفنان دريد لحام معناه أن الفيلم كوميدي.
• لكن يُقال إن الفيلم كتب خصيصاً للفنان دريد لحام؟
- هذا صحيح، ودريد لحام لم يكن مجرد بطل للفيلم، بل إنه شريك أيضاً، إذ كان يتابع - عن كثب - كل التحضيرات خطوة بخطوة، وقدم اقتراحات عدة ومهمة بغية إضافتها إلى السيناريو، بعدما اشتغلنا عليه قرابة 3 أشهر، قبل انطلاق التصوير.
• حدثنا عن تعاونك مع شقيقك تاليد الخطيب في كتابة الفيلم السالف ذكره؟
- هذه ليست المرة الأولى، التي يتم التعاون فيما بيننا، وعندما تحدثت مع الفنان دريد لحام عن مشروع الفيلم، فقد أعطيته تصورات عدة عن مضمون السيناريو. عموماً، فإن تاليد له تجارب تلفزيونية وسينمائية كثيرة، كما التقينا سوياًَ في فيلم «مريم» ومسلسل «أنا القدس»، فضلاً عن فيلم آخر بعنوان «الاعتراف»، لكنه لم يُعرض بعد. وبالرغم من أن تاليد مُقل في الكتابة، إلا أنه عندما يكتب شيئاً فإنه يكون ذا قيمة عالية.
• لا يخفى أن أماكن التصوير الخاصة بالفيلم كانت ذات طبيعة خاصة، حيث تم تصوير جزء كبير منها داخل «أوتوبيس»، فما هي الصعوبات التي واجهتك وقتذاك؟
- بالفعل، كان التصوير من داخل الحافلة أمراً بالغ الصعوبة وشديد التعقيد من الناحية التقنية، لأن التصوير لهذا النوع من المشاهد يحتاج إلى تقنيات مصممة خصيصاً لهذا الغرض. للأسف، نظراً لظروف الحرب في سورية، نفتقد هذه التقنيات، وحاولنا قدر المستطاع تقديم الصورة بأفضل الإمكانات المتاحة والمتوفرة، ونجحنا في ابتكار مجموعة من الحلول.
• قيل إن الفيلم تم تصويره في أماكن الأحداث الحقيقية، على طول الطريق الممتد من دمشق إلى حلب، فهل واجهتكم مخاطر أثناء التصوير؟
- واجهتنا مشكلة في منطقة تقع بين حماة وحلب، وهي لا تزال تحت سيطرة المسلحين. لكننا استبدلناها بمنطقة أخرى بالقرب من حلب.
• هناك مشهد في الفيلم استوقفني خلال الأحداث الخاصة بما يُعرف بالربيع العربي، فهل كان المشهد يحمل إسقاطات سياسية مقصودة؟
- نعم، ونحن تعمدنا ذلك، لأن الربيع العربي بدا ربيعاً في ظاهره، لكن في داخله تجلى الدمار والخراب للشعوب والأوطان العربية.
• لماذا تم اختيار هذا الكم من النجوم في عمل واحد، والذين كان على رأسهم الفنان الكبير دريد لحام؟
- على مدى مشواري قدمت مجموعة لا بأس بها من الأعمال، حتى باتت مسألة استقطاب الفنانين في أعمالي ليست بالأمر الصعب. وفي هذا الفيلم كان الجميع يسعي إلى أن يكون جزءاً من هذه التجربة، غير عابئين بالأجر المادي، لأنهم واثقون من ظهورهم بشكل جيد.
• نود التعرف على ملامح فيلمك الجديد «اعتراف»؟
- انتهيت من تصوير الفيلم العام الماضي، وقبل تصويري لفيلم «دمشق ـ حلب». لكن «اعتراف» يتناول الأزمة السورية بشكل غير مباشر، وهو من بطولة غسان مسعود ومحمود نصر وديما قندلفت وروبين عيسى، إلى جانب كوكبة أخرى من الوجوه الشابة.
• تأخرت مشاركتك في الدراما المصرية منذ أن قدمت مسلسل «أنا القدس»، فلماذا كل هذا الغياب؟
- لم يكن الغياب مقصوداً، بل هناك أسباب يتعلق بعضها بصعوبة الإنتاج والتوزيع في الوقت الراهن، وهذا الأمر يزعجني فعلاً. أتمنى التواجد باستمرار في الأعمال المصرية، وهناك مفاجأة لا يمكنني الإفصاح عنها، لأنها تنضج حالياً على نار هادئة، لتبصر النور في العام المقبل.