رواق

«الكبلز»...!

1 يناير 1970 09:02 م

في مطلع الثمانينات ذاع صيت ثنائي غنائي يتكون من زوجين هما «مي ووحيد»، من خلال أغنيتين شهيرتين ذاع صيتهما هما: «استعجل يمين الساعة... مواعد حبيبي أنا»، و«ليش ليش يا جارة... ما تردين الزيارة»؟
كانت الظاهرة مثيرة للجدل نوعاً ما، أن يصحب زوج شرقي زوجته الى الحفلات العامة، ليتغزل بها غناء، وتتدلع عليه غناء أيضاً، لكن الفضول غلب الاستنكار، ما حقق للثنائي الفني الشهرة والانتشار، إلى حين اعتاد الجمهور الظاهرة وزهق منها، فاختفت رغم محاولات محدودة لتقليدها باءت بالفشل!
العصر تغيّر، والمجتمع تغيّر، رغم أن الفضول نفسه، بات يحتاج أدوات ووسائل إبهار أكثر، تكشف أكثر ما تستر، حتى جاءت «السوشيال ميديا» أو وسائل التواصل الاجتماعي، لتكشف المستور خلف أسوار البيوت المغلقة لشباب وبنات اختاروا العمومية بدلا من الخصوصية للتأثير على الرأي العام.
ولأن الرأي العام يميل أكثر مما يتأثر، وهو في حاجة ماسة ودائمة الى إبهار مستمر، فقد أصبح يريد أكثر من يوميات هذه الشابة أو هذا الشاب، ولأن الشاب والشابة استثمرا فضول المجتمع مادياً وإعلانياً، فلا مانع من شراكة تجارية ولو اتخذت شكل «كبل» يستند طرفه على نجاح الآخر، في مشروع اجتماعي ناجح اسمه زواج المشاهير.
هذا المشروع لا يحتاج رأس المال، فكل شيء مدفوع سلفاً، بدافع الفضول ومن الطبيعي أن يؤدي نجاح بداية هذه الظاهرة الجديدة إلى التقليد، فتنمو وتكبر ويكتب لبعضها الملل وقد تختفي لاحقا بالانفصال، بحثاً عن أضواء أكثر في مرحلة أكثر تقدماً أو استثمار الأبناء، وربما الاختفاء بعيداً عن الأضواء كما في حال مي ووحيد.
العصر تغيّر، والمجتمع تغيّر - كذلك - لكن الظاهرة نفسها تتكرر، فالثنائيات «الزواجية» أو ظاهرة «الكبلز» في «السوشيال ميديا»، هي تكرار للثنائي الغنائي نفسه، إنما بصورة فنية أخرى، تجسد أغنية شهيرة في الثمانينات، لبرنامج اشتهر بأنه سبق برامج التواصل الاجتماعي، «اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعية والأبطال أنا وانت وهي»!